رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

فتنة "سالم عبدالجليل".. لعن الله من أيقظها

مسلم.. مسيحى.. يهودى..كافر.. جميعهم حسابهم عند الله، لا أحد يستطيع امتلاك "صكوك الإيمان"، ولكن هناك بعض أصحاب الفكر المتطرف يريدون الظهور وكأن فى أيديهم الحقيقة المطلقة، يصنفون البشر حسب أهوائهم الشخصية إلى فريق مؤمن وآخر كافر، وهو ما يشعل نار الفتنة الطائفية فى أوطان تعانى من الأمية الثقافية. 

التصريحات المستفزة للمدعو سالم عبدالجليل حول تكفير المسيحيين، تثير الريبة والشك، خاصة أنها جاءت فى وقت لا يتحمل فيه الوطن هذا الكلام الذى لا يهدف إلا إلى إثارة زوبعة يستغلها المتربصين لإحداث فرقة بين نسيج الوطن الواحد.

ومن التساؤلات التى تطرح نفسها بقوة: لصالح من يحاول سالم عبدالجليل إشعال أزمة جديدة فى البلاد؟.. أم أنه صار مفتيًا لتنظيم داعش الإرهابى الذى يدعو لقتل الأقباط.. أم أنه يحمل فكرًا وهابيًا يبيح القتل؟. 

وأيًا كان من يعمل" عبدالجليل" لصالحه، أو الأجندة التى لا يعلمها سواه، إلا أن ما نراه أن مثل هذا الشخص سفيًرا سيئًا للإسلام، وهو ما يدعو لإصدار قانون لتجريم الفتوى العامة، وعدم تركها "سداح مداح" للجهلاء والمدعين. 

وكان قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمنع "عبدالجليل" من صعود المنبر، صائبا للغاية، حيث أن تركه حرًا طليقًا كان سيؤدى إلى كوارث لا يعلم مداها إلا الله عز وجل. 

أفكار "عبدالجليل" المتطرفة، تحتاج مواجهة كبيرة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، خاصة أن التيار السلفى يؤمن بمثل هذه الأفكار، ويروج لها بفتاوى شاذة عبر شبكة الإنترنت وفى كتبهم التى تملأ الأسواق، كما أن بعضهم يسيطر على منابر العديد من المساجد، وعلى رأسهم زعيمهم ياسر برهامى، الذى ينشر آراءه المسمومة وسط قطاع عريض من المواطنين من خلال تلك المنابر. 

وما تحتاجه البلاد فى الوقت الراهن هو إصلاح حقيقى، وتجديد الخطاب الدينى الذى نحارب من أجل ظهوره للنور، وأيضًا تشديد الرقابة على المساجد التى يتسلل إلى منابرها أصحاب الفكر الشاذ، الذين يستقون معلوماتهم من مصادر مشبوهة.