رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بيوت

حوار " غير حقيقي " مع أحد شهداء الكنيستين

منذ حادثتي الكنيسة " المرقسية " بالأسكندرية  وكنيسة " مارجرجس " بطنطا والتصريحات و التخمينات تتوالي  ، بالأمس فقط بدأت التصريحات الرسمية عن منفذي الحادث و أسمائهم وصورهم .

من توفوا في الحادثتين لا أصنفهم مسيحيين  برغم ان الإنفجارين وقعوا في كنائس ،  من ماتوا - ونحتسبهم جميعا عند الله شهداء - كانوا مصريين ، إستهدفهم الإرهاب لكسر شوكة مصر ووحدة صفها ، دفعوا من أرواحهم ثمن محاولات مصر الخروج من أزماتها التي تتوالي منذ حكم الإخوان وهو ما لا يرضي الدول والجماعات التي تخطط وتنفذ تلك العمليات الخسيسة .

أحسست بألم شديد منذ رأيت دماء من راح ليصلي لربه يوم العيد لا يضمر شر لمخلوق ، أحسست بالألم عندما رأيت أشلاء من وقف يحمي بيوت العبادة و يؤمن أبناء بلده ، لم أستطيع أن أقول سوي " حسبي الله ونعم الوكيل " في كل من سولت له نفسه إزهاق روح ، الإنسان بناء بناه خالقه وليس لمخلوق أن يهدم ما بناه الخالق دون حق ، كل هذا الوجع ظل داخلي حتي نمت وحلمت أنني أجري حوار مع أحد شهداء الكنيستين وكان هذا نص الحوار :

هواري : السلام عليكم .

الشهيد : وعليكم السلام .

هواري : أنا مش عارف أبدأ منين بس أنا زعلان عشان اللي حصلك انت وكل اخواتنا اللي كانوا في الكنيستين .

الشهيد مبتسما : زعلان ليه علينا ! ، إحنا مش زعلانيين بالعكس إحنا في قمة السعادة .

هواري متعجبا : مش فاهم !

الشهيد : أفهمك ، لما تبقي رايح تصلي لربنا وتدعيله وفجأة تلاقي نفسك عنده وانت نيتك صافية و آخر أعمالك كانت صلاة دي مش حاجة تسعدك ، كلنا بنعمل حاجات غلط مهما أختلفت درجاتها ، مش ممكن كنت أموت و أنا بعمل حاجة غلط ... يبقي أنهي أحسن أموت و أنا بصلي ولا أموت علي معصية 


هواري : طب إنت فاكر أيه اللي حصل وقتها ؟

الشهيد : مش فاكر غير إني كنت بصلي وبدعي ربنا يغفر لنا ويرحمنا و فجأة حسيت براحة غريبة و إني بقيت خفيف جدا وطاير فوووق وسمعت صوت دوشة وصراخ وعربيات إسعاف وشرطة وبس .

هواري : علي فكرة الشرطة عرفت اللي عملوا كده وبيطاردوا الناس اللي وراهم .

الشهيد : ربنا يهديهم ، اللي عملوا كده مش هما المشكلة دول ناس مغسول دماغهم وفاهمين الدين والتقرب لربنا بطريقة غلط ، دول بيخسروا الدنيا و الآخرة ، المشكلة في الأشرار اللي عارفين إن ده غلط وحرام وبيقنعوهم بالعكس عشان يحققوا أغراضهم .

هواري : طب إنت شايف إن الشرطة قصرت في حمايتكم أو كان في تعمد إنكم تتأذوا ؟

الشهيد : ليه بتقول كده ؟ ، بالعكس الشرطة عملت اللي عليها وزيادة ، إنت عارف إحنا معانا كام شهيد من الشرطة كانوا واقفين عشان يحمونا ؟

هواري : عارف بس في ناس بتقول كده وبتقول إن المسيحيين مش لاقيين إهتمام كافي في مصر .

الشهيد : مسيحيين إيه و مسلمين إيه ، الديانة دي بين الإنسان وربه ، إحنا كلنا مصريين و جيران و أصحاب و زملاء و أكتر من الإخوات ، تعرف أنا أقرب أصحابي مسلم وطول عمري مش بحب آكل غير ملوخية أمه ودايما كانت بتعزمني عندهم وكمان كانت بتقعد تدعيلي في الإمتحانات ، طب إنت عارف إن أبويا الله يرحمه كان بيحب صاحبي ده قوي ودايما كان يقولي ده أحسن واحد في أصحابك ، تيجي انت تقولي مسلم ومسيحي، إنت سمعت الكلام ده فين ؟

هواري : علي الفيس بوك .

الشهيد : هو الفيس بوك ده اللي بيعمل مشاكل وبيعمل فتنة وبيعلم الناس حاجات غلط ، صدقني حاولوا تقفلوا الفيس بوك ده حاجات كتير في حياتكم هتتغير .

هواري : طب نفسك تقول حاجة تاني قبل ما أمشي ؟

الشهيد : نفسي أقول للناس حبوا بعض وحبوا بلدكم ، ربنا بيحاسب كل واحد علي عمله لوحده ، ربنا مالوش وكلاء علي الأرض ، ربنا بيحب السلام والمحبة ، ربنا هيحاسب كل واحد علي معاملته مع الناس .

هواري :  السلام عليكم أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون  .
الشهيد : وعليكم السلام .

فجاة فتحت عيني لأجد أنني كنت أحلم ووجدت أمامي صورة عليها آية قرانية تقول :
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ

صدق الله العظيم 

و آية من الكتاب المقدس تقول :

 وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. "