رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بالأسماء.. كيف تُوجت "حرب أكتوبر" على عرش "الفن المصري"

نعيش خلال هذه الأيام الذكري العطرة الـ 43 لحرب أكتوبر المجيدة ، والتي قدم فيها الأبطال ملحمة خالدة تتذكرها الأجيال جيلًا بعد جيل.

ولم يكُن الفن بعيدًا عن هذه الواقعة التاريخية في حياة المصريين، وحاول تأريخ هذه المناسبة بتقديم مُنتج وعملًا فنيًا سواء سينمائيًا أو غنائيًا، أو دراميًا يتناول حرب أكتوبر.

ويرصد "وشوشة"،  أبرز الأعمال الفنية، التي قدمت حرب أكتوبر العظيمة، وكيفية انعكست هذه الحرب في عيون الفن، وأبرز الفنانين، الذين وقفوا في صفوف القتال شاهدين علي الملحمة العظيمة، والوقوف علي آراء صناع ونجوم الفن حول هذا لنصر العظيم ومدي قدرة السينما والدراما والأغنية المصرية علي تقديمه جليًا للجمهور، ووجه الإختلاف قديمًا وحديثًا، في تناول الفن لحرب أكتوبر.

 
 الدراما 

 مما لا يدع مجالًَا للشك، وبالنظر للواقع فإن الدراما المصرية تجاهلت حرب أكتوبر، وأغلفت الحديث عن الحرب ومرت عليه مروا الكرام، مع محاولات قليلة وهامشية لبعض الأعمال الدرامية مثل مسلسل "رأفت الهجان" للنجم محمود عبد العزيز و"العميل 101" و"أكتوبر الآخر" والتي أشارت للحرب بدون الدخول في تفاصيلها، وهو سقطة وقعت فيها الدراما المصرية رغم كم الأعمال الكثيرة التي تخرج إلينا سنوياً بتكلفة تبلغ ملايين الجنيهات، فمن الواضح أن حرب أكتوبر المجيدة سقطت من حساب مُنتجي الدراما، فلذلك قررت الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تدراك هذه المسألة فأنتجت خلال الأيام  الماضية مسلسلاً إذاعياً بعنوان "سيناء سكة العاشقين" يتناول بطولات بعض شهداء الوطن خلال الحرب، كما يتناول شهداء سيناء منذ عام 2011 حتي الآن، والذي بدأ إذاعته علي جميع شبكات الإذاعة المصرية بداية من الأول من أكتوبر حتي نهاية الشهر.

 
السينما

 بداية نري أن السينما لم تقُدم أعمال كثيرة شاملة ودقيقة عن الحرب  تتناسب مع مستوي الحدث العظيم في أعظم انتصار مصري عربي علي إسرائيل فمجمل الأعمال التي تناولت هذه الحرب تُعد علي أصابع اليد الواحدة، بدأت بفيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" للفنان محمود ياسين والذي قُدم بعد عام واحد من انتهاء الحرب سنة 1974م، في مقابل ندرة  أو عدميه وجود أفلام تتناول الحرب في الفترة الحالية، لتُعيد أبطال وأمجاد الماضي، ربما لأن هذه النوعية من الأفلام تتطلب إمكانيات كثيرة مادية وبشرية ومعدات أو لاحتياجها إلي تصاريح من جهات سيادية كالشئون المعنوية بالقوات المسلحة، أو ربما لحسابات المنتجين بعدم جذب هذه النوعية من الأفلام الجمهور وفقاً لمقاييس المكسب والخسارة والتي لا تتوافق مع معايير السوق في الوقت الحالي، بعدما تغيرت أذواق الجمهور.

محاولات قليلة حاليًا من بعض صناع العملية السينمائية في تقديم أفلام عن حرب السادس من أكتوبر، وكان من بينها إعلان المخرج الكبير محمد راضي تجهيز فيلمين بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر أحدهم  من إنتاج شركته يحمل عنوان " المحارب الأخير" ويخرجه نجله إيهاب راضي والثاني بعنوان" أيام المجد" يقوم بنفسه بإخراجه ومن إنتاج عادل حسني.

كما أننا لا ننسي أن محمد راضي  أخرج لنا فيلم "حائط البطولات" للنجم محمود ياسين والذي حُظر عرض العمل للجمهور لأكثر من 15 سنة طوال حكم حسني مبارك حتي عرض بعد ثورة يونيو في نوفمبر 2014،والذي كان يحكي عن الإستنزاف حتي مرحلة العبور وتكوين حائط صلب للصواريخ وشارك في بطولته الفنان فارو الفيشاوي ومحمود ياسين واحمد بدير وغيرهم الكثير.

 
"بدر" و"ياسين" و"الساحر" و"الصباحي"

ارتبط أفلام حرب أكتوبر بأسماء معينة من النجوم ليكونوا أبطال الحرب في عيون السينما، ومن بينهم الفنان محمود ياسين ونجلاء بدر، فقد قدما هذا الثنائي فيلم "بدور" عام 1974م،  يسرد  فيلم "بدور" من خلال إطار إجتماعي قصة شاب يشارك في حرب أكتوبر، ولكنه قبل الذهاب يتعرف علي فتاة تدعي "بدور".

وتجسد دورها نجلاء فتحي، تتوب علي يده من "النشل" فتقيم معه في المنزل ويدعي أنها ابنه عمه حتي لا يتعرض أحد لها بالأذي ولكن ينكشف الأمر في الوقت الذي يذهب للدفاع عن الوطن والمشاركة في الحرب، ويشتعل الصراع مع العدو، ويتم النصر والعبور ويعود صابر مجددًا للحارة مصابًا ويحتفل مع أهل حارته بزواجه من الفتاة.

وقدما هذا الثنائي محمود ياسين و نجلاء بدر فيلمًا آخر فى عام 1974، عن حرب أكتوبر، بعنوان "الوفاء العظيم" والذي شارك في بطولته الفنان كمال الشناوى، وسمير صبرى، مع المخرج حلمى رفلة، حيث حكى العمل عن المجندين عادل وصفوت الذى يكتشف كل منهما حبهما لفتاة تُدعي "ولاء" أثناء لقائهما فى حرب أكتوبر وبعد النصر يعودان لينسحب أحدهما من حياتها ساعياً وراء إتمام زواجها من صديقه.

وفي عام 1975 قدم  فيلم "حتي آخر العمر" حرب أكتوبر وقام الفنان محمود عبد العزيز المُلقب بـ "الساحر"، في أول بطوله له وهو من إخراج أشرف فهمي وسيناريو وحوار يوسف السباعي، والذي مر مرور الكرام علي الجبهة وأرض المعركة، حينما يقوم محمود بالذهاب للحرب ويصاب وقتها بالشلل، وتحدث بينه وبين زوجته مشاكل كثيرة علي خلفية لشكه في سلوكها وعلاقتها بشخص آخر ولكنها تتمسك به وترفض أن تتركه حتي بعد انفصالها منه.

وفي سبتمبر عام 1978 قُدم فيلم " العمر لحظة" بطولة الفنانة ماجدة الصباحي والنجم الراحل أحمد مظهر مع المخرج القدير محمد راضي، وهو يحكي عن قصة الصحفية التي تحمل العمل الوطني بين جنبيها تُسافر إلي جبهة القتال وتري بنفسها مآسات الحرب تعيش ما بين الألم في حرب الاستنزاف والأمل في النصر حتي يتحقق في أكتوبر المجيدة، كل ذلك من خلال إطار إجتماعي تشويقي.

ولم يختفي الفنان نور الشريف من تلك الأعمال العظيمة، حيث قام ببطولة فيلم "أبناء الصمت" مع ميرفت أمين ومحمود مرسي، والفيلم  يعتبرمن أوائل الأفلام الوطنية التي جسدت النصر العظيم، وتدور أحداث الفيلم حول حرب أكتوبر والنكسة وهو من إخراج محمد راضي.

 
 الأغنية 


 تغني الشعراء والمطربين وسطروا علي صفحات التاريخ أعزب الكلمات الموقدة لحماس المصريين المُلهمة للتضحية وبلوغ النصر العظيم، ناقلين حماستهم للجمهور والمستعمين ، في شكل ملحمي  يُعيد للأذهان تفاصيل الإنتصار وإحساس الجندي المثابر الواقف علي الحدود رافض يعود وإلا وبين أحضانه الانتصار.

وتناولت العديد من الأغاني نصر أكتوبر المجيد، وكل منها ركز على زاوية معينة، استطاعت من خلالها إعادة تعبئة الشعور الوطني مرة أخرى، بعد حالة التفريغ والإحباط واليأس التي طالت الجموع بعد نكسة 67، ومن أبرز هذه الأغاني "بسم الله.. الله أكبر بسم الله، رايحين شايلين في إيدنا سلاح، خللي السلاح صاحي، عاش اللي قال، فدائي، أم البطل، تعيشي يا ضحكة مصر.


 أشهر أغانٍ نصر أكتوبر

قدمت الفنانة شادية عدد من الأغانٍ معبرة عن نشوة انتصار أكتوبر ومنها أغنية "عبرنا الهزيمة" في عام 1973 كتبها الشاعر عبد الرحيم منصور وقد استوحى كلماتها من مقالة بالأهرام لتوفيق الحكيم بالاسم نفسه، ولحنها بليغ حمدي.

وأيضاً من الأغاني الوطنية التي غنتها شادية وتناولت فيها عيد النصر العظيم، أغنية "مصر اليوم في عيد" التي قدمتها للقوات المسلحة على مسرح الزمالك في عام 1882، الأغنية من تلحين جمال سلامة وكلمات عبد الوهاب محمد.

تم تسجيل أغنية "الحلوة بلادي"  الساعة الخامسة فجر 7 أكتوبر، كتب كلماتها الشاعر عبد الرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي وغنتها الراحلة وردة الجزائرية.

 في ذلك الوقت كانت كل الميزانيات في الإذاعة موجهة للمعركة، وبالتالي لم يكن هناك ميزانية لتتحمل الإذاعة المصرية تكاليف تسجيل الأغنية للموسيقيين والكورال، فكتب الموسيقار بليغ حمدي والفنانة وردة إقراراً بتحملهم كافة مصاريف الموسيقين والكورال، وعند وصول قائد الفرقة الماسية الراحل أحمد فؤاد قام بإبلاغ مسؤول إنتاج الإذاعة المصرية الأستاذ وجدي الحكيم أن جميع الموسيقيين والكورال متبرعين بأجرهم بالكامل وسيسجلوا الأغنية بدون أجر، والإذاعة قدمت فقط الأستوديو لتسجيل الأغنية.
 
 
أحلف بسماها وبترابها

ومن الأغاني التي التي كانت بمثابة تعبئة للشعور الوطني أيام النكسة؛ استعداد للنصر المجديد، أغنية "أحلف بسماها وبترابها" التي كانت في عام النكسة ذاته، غناها عبدالحليم حافظ ولحنها كمال الطويل وكتب كلماتها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي.


"أم الصابرين"

وعلى هذه الشاكلة جاءت أغنية "يا أم الصابرين" للمطربة شادية، والتي غنتها بعد نكسة 1967، لتستنهض الهمم مرة أخرى، وتتغنى بالصبر وقوة الإرادة، التي يتميز بها المصري الصميم، ولتبين عن معدنه النفيس، الأغنية من كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي.