بالصور.. أسامة هيكل: الوضع الحالي للإعلام ليس جيدًا على الإطلاق
نظمت مدينة الإنتاج الإعلامي بالتعاون مع المنظمة العربية
للحوار والتعاون الدولي مؤتمرا تحت عنوان "الإعلام ….ومواجهة الإرهاب" بأحد
الفنادق الكبري بوسط القاهرة رأس المؤتمر أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة المدينة وحضره
نخبة من رجال الفكر والسياسة والإعلام , وقام بتغطية المؤتمر العديد من ممثلي الصحف
والمجلات والقنوات التليفزيونية العامة والخاصة .
وفي كلمته رحب هيكل بالحضور وقدم الشكر للمنظمة العربية للحوار
والتعاون الدولي المشاركة في تنظيم المؤتمر وقال أننا أمام موضوع غاية في الأهمية ولم
نتردد لحظة في إخراج المؤتمر علي وجه السرعة لإحساسنا بالخطورة علي الإعلام , حيث أن
الإعلام يتحمل مسئولية في مكافحة الإرهاب واصفا الموضوع بأنه موضوع الساعة .
وأضاف أن هذا الإجتماع بما يضمه من خبراء الإعلام والسياسة
أشبه بالوقفة مع النفس لمعرفة أوجه التقصير لتداركها في المرحلة المقبلة .
وأكد علي ضرورة أن يخرج هذا الإجتماع بتوصيات بناءة من أهل
المهنة وسوف ترفع مباشرة للسيد رئيس الجمهورية.
وأضاف هيكل أن الموقف الحالي للإعلام ليس جيدا علي الإطلاق
, حيث لا يوجد أي ظوابط للعملية الإعلامية بأي شكل من الأشكال خاصة وأن الإعلام أصبح
غير تقليدي وتجاوز فكرة حدود الدول السياسية التي لم تعد معترف بها وقال هيكل أن واقع
الإعلام الحالي واقع غير جيد في ظل إنتشار الإنترنت في كل مناحي الحياة وتداول المعلومات
والأخبار بشكل سريع إستنادا إلي مصادر غير موثوقة , الأمر الذي ساهم في الإعتماد علي
الكلام المرسل الذي تتناقله مواقع التواصل الإجتماعي للوصول إلي الأخبار وفي هذا الصدد
شدد هيكل علي ضرورة عودة فكرة المصدر مرة أخري لأنها أساس عمل الصحافة والإعلام .
وفي نهاية كلمته طرح هيكل العديد من التساؤلات المنطقية أمام
الحضور لوضع حلول وإيجابات لها ومنها حرية الإعلام , وهل هي حق مطلق للصحفي والإعلامي
أم للمجتمع ؟ وهل الإعلام يخضع للمحاسبة أم لا ؟ وهل الأولوية للسبق الصحفي الإعلامي
أم تأتي مراعاة حالة المجتمع في المقدمة؟ وضرب مثالا علي ذلك بألاحداث الارهابية التي
وقعت يوم 1 /7 /2015 في سيناء وما صاحبها من تناول اعلامي مرتبك اعتمد علي التهويل
في نقل الوقائع بصورة مبالغ فيها بعيدة كل البعد عن المصداقية بدافع شهوة السبق الصحفي
.
ومن جانبها قالت الدكتورة حنان يوسف رئيس المنظمة العربية
للحوار والتعاون الدولي أن قضية الإرهاب هي قضية مهمة , وأن الإعلام هو المحرك الرئيسي
لها كأحد أدوات القوة الناعمة للدولة , ومن جهته أكد السفير صلاح عبدالصادق رئيس الهيئة
العامة للإستعلامات أن هناك عدم وضوح في الرؤية الإعلامية , حيث أننا أمام إعلام مشتت
والدستور وضع في مواده الإطار العام لتنظيم الإعلام , ولكنه لم يطبق بعد , وأعطي عبدالصادق
أمثلة علي السبق الصحفي الذي يتم بصورة غير حقيقية ومنها ما حدث في بعض الحوادث الإرهابية
الأخيرة حيث إنساقت كبريات الوكالات العالمية وبعض الدوائر المصرية وراء مصادر مجهلة
– سواء بقصد أو عن غير قصد – وأعطت أرقام صادمة بعيدة كل البعد عن الحقيقة , وفي كلمته
ركز السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق علي المحاور التي يقوم عليها الإرهاب
ومنها إنتهاء فكرة إقامة جيوش نظامية وفكرةإستخدام الإعلام في الترويع والتي تعتبر
فكرة أساسية للجماعات الإرهابية .
وتحدث الكاتب والمفكر الكبير السيد ياسين عن ملامح المجتمع
المصري بعد ثورة 25 يناير ومنها فكرة سقوط المثقف التقليدي وصعود الناشط السياسي وإنتقال
حالة المظاهرات إلي حالة الحشود مؤكدا علي ضرورة تجديد الخطاب الديني .
ومن جانبه تحدث عصام الأمير رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون
عن سلم الأولويات للإعلام المصري في الفترة الحالية في ظل إختلاف إرهاب الثمانيات عن
الإرهاب الحالي مؤكدا علي أهمية دور الإعلام في أن يقوم بتوصيل رسالة للمواطن تؤكد
له أننا في حالة حرب مع الإرهاب بعد أن كثر الحديث كثيرا في الأونة الأخيرة عن هذا
وأضاف أننا يجب أن نضع الحلول لكثير من المشاكل التي يعاني منها الإعلام سواء العام
أو الخاص.
أما الدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية
شدد علي أهمية الإنتهاء من القوانين المنظمة للإعلام , وقانون نقابة الإعلاميين , وقال
المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق أن مشكلة الإعلام لها جانب قانوني وجانب
إعلامي , وأن الإعلامي له حق أصيل في المعرفة ولكن مع ضرورة البعد عن الفبركة الصحفية
حيث أن المعلومة المؤكدة في غاية الأهمية .
وفي كلمتها إقترحت الإعلامية القديرة سناء منصور إقامة دورات
تدريبية للمحررين في المؤسسات الإعلامية الذين يعملون في القضايا الإرهابية برعاية
خبراء في مجال الإعلام لتقديم عمل جيد مع وضع خطة طويلة الأمد تسمح بصياغة رأي عام
مضاد للإرهاب عن طريق الدراما , مشددة علي ضرورة أن تكون لنا وقفة مع المواقع والقنوات
الفضائية التي تحرض علي العنف في المجتمع , وتحدث الإعلامي محمد الغيطي عن مرحلة الفوضي
الإعلامية بعد ثورة يناير مؤكدا أن ثورة 30 يونيو هي لحظة عبقرية توحد فيها الشعب المصري
والإعلام الخاص لمواجهة الفاشية الدينية .
وفي نهاية المؤتمر إتفق الحاضرون علي عدد من التوصيات النهائية
التي تم إقرارها والتي سوف ترفع مباشرة إلي السيد رئيس الجمهورية وجاء أهمها:
توحيد جهات إصدار التراخيص لوسائل الإعلام . سرعة إصدار التشريعات
المنظمة للإعلام بكافة روافده المرئي والمسموع والمقروء وبخاصة الإلكتروني سرعة إصدار
قانون حرية تداول المعلومات سرعة إصدار تشريع منظم لنقابة الإعلاميين وضع خطة إعلامية
محدودة للدولة وبالذات للتعامل الإعلامي العاجل في حالات الأزمات وفي حالات الحوادث
الإرهابية حتي لايقع المواطن المصري تحت تأثير الإعلام الأخر سواء داخل مصر أو خارجها
.
الإسراع بوضع خطة محددة وعاجلة لتجديد الخطاب الديني بما
يتوافق مع روح العصر تكثيف برامج لتدريب الإعلاميين لزيادة مهارات الصحفيين والإعلاميين
في التعامل مع أدوات العصر .
سرعة إصدار مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية بواسطة نقابة
الصحافة والإعلام والمتحدثين الرسميين في المؤسسات المختلفة .
تطوير الإعلام الأمني ليتواكب مع الحاجة المتزايدة للإعلام
في مواجهة الإرهاب إعادة النظر في سياسة إعلام الخدمة العامة للدولة لضمان دعمه وتقوية
تأثيره وفاعليته .
الإهتمام بثقافة المواطن وبالذات في المراحل المبكرة من العمر
عبر مؤسسات الثقافة المختلفة لضمان عدم وقوعهم في براثن الإرهاب والتطرف .
لاتعارض بين الحرية والمسئولية والحرية هي ضمان لمواجهة الإرهاب
والتقييد يسمح بتوصيل رسائله .
التركيز علي الجانب التحليل والتفسيري فيما يتعلق بجرائم
الإرهاب وعدم بث الصورة التي تبث الرعب في قلوب المواطنين .
إنشاء لجنة وزارية من الخارجية والسياحة والأثار والثقافة
والهيئة العامة للإستعلامات لوضع خطة لتصحيح الصورة المصرية في الخارج وفقا لبرنامج
محدد يستخدم القوة الناعمة لمصر .
إعادة فتح المكاتب الإعلامية المصرية في الخارج وفق أسس جديدة
لضمان فتح قنوات حوار إعلامية في الخارج إطلاق قناة ناطقة باللغة الإنجليزية لمخاطبة
الخارج .
