رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بالصور.. فنانون هزمهم النسيان والتجاهل والمرض ..يسرى مصطفى ينضم لقائمة "مشاهير على الرف"

يبدو أن مسلسل المآسي لن ينتهي في حياة الفنانين المنسيين، لاسيما بعد ماحدث مأساة مع الفنان يسري مصطفى الذي عانى المرض والحاجة حتى توفي منذ أيام بعد معاناة كبيرة مع مرض الفشل الكلوي.

وكان يسرى مصطفى قد صرح فى وسائل الاعلام إنه لم يعتزل الدراما كما يشاع، لكنه واحداً من المركونين علي الرف، قائلا «هذا ليس باختياري وإنما باختيار المنتجين، أنا معتزلتش الفن لكني واحدا من المركونين على الرف» لتكون هذه كلماته الأخيرة التي عبر بها عن ألمه.

ولاشك أن النسيان والتجاهل والمرض وانحصار الاضواء شكلت محطات مأساوية فى حياة بعض النجوم نتعرف عليها فى السطور المقبلة.

*يسرى مصطفى عجز عن توفير مصاريف علاجه!

أكثر ما يؤلم الفنان حينما تنصرف عنه الكاميرات وينساه جمهوره الذي ظل يتابع أعماله على امتداد أعوام، وهذا ما حدث مع «عاصم السلحدار» أحد أبطال مسلسل «ليالي الحلمية» الذي كان يعيش في أواخر أيامه على مبلغ 1000 جنيه هو قوته شهريا ولم يجد راتبا أكثر من ذلك لابتعاده عن العمل الفني.

 عانى يسرى مصطفى من مرض الفشل الكلوى، وتلقى جلسات الغسيل الكلوي بشكل أسبوعي منتظم، وسبق وأجرى جراحة نقل كلى، لكن الحالة ظلت على تعقيدها، ما أحوجه إلى جلسات الغسيل الأسبوعية، ومع إنفاقه كل أمواله على تكاليف العلاج، أصبح عاجزًا عن تحمّل باقي التكاليف، في الوقت الذي لا يزيد فيه معاشه الحكومي على 1000 جنيه.

*محمد أبو الحسن تسول الفن وعانى تجاهل زملاؤه فمات!

مأساة الفنان الكوميدي القدير محمد أبو الحسن  مؤثرة للغاية لاسيما أنه توفى إثر أزمة قلبية مفاجئة بمنزله ، وذلك عن عمر ناهز 74 عاما ، وهو المشهور بالعديد من الادوار الكوميدية ابرزها مسرحية “سك على بناتك” ، ودوره فى مسلسل “المال والبنون”.

تجاهل ونسيان الفنان الذي انقطع لفترة طويلة عن الأنظار، ولم يلتفت له الإعلام ولم يسلط الضوء عليه مع العلم أنه كان مريض .

وكانت آخر حواراته الإعلامية عام 2009 والتي عبر فيها عن حزنه الشديد وتجاهل الوسط الفني والإعلامي له ولمرضة ، حيث أكد أنه أفنى حياته في الفن وخرج منه إنسانا مريضا لا يفعل شيئا إلا النوم ، وشرب ١٢ نوعا من الأدوية يوميا- التى لا يعيش بدونها- والجلوس على المقهى القريب من المنزل .

كما عبر أيضا من خلال لقائه على إحدى القنوات الفضائية وذلك في نفس العام الذي أجري معة الحوار بالقول ” أتسول الفن لأن الفن حياة ، وبمتع الإنسان وبسعده فالضحكة والابتسامة صدقة كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ” .

وأكد أنه حينما يكون بلا عمل يمتع المشاهد ، حينها يشعر بالأمراض التي تملئ جسده سواء الموجوده فى القلب والمخ أو تلك الموجودة في المعدة والصدر والأذن والحنجرة ، حيث قال ” «وأنا بعيد عن الفن بحس إنى هاموت لأن قعدة البيت متعبة لكن الشغل بينسينى المرض».

ويعتبر المرض تجربة فى حياة «أبوالحسن» تعلم منها أن الحياة لا تدوم لأحد والناس تتعامل بمنطق «البعيد عن العين بعيد عن القلب» وهو يرى نفسه بعيدا عن قلوب الفنانين الذى كانوا أصدقاءه فى يوم من الأيام ، ومنهم الفنانة إسعاد يونس التى يتمنى سماع صوتها ولكنها مشغولة بأشياء أخرى: ” أنا وقفت جنبها كتير فى بداية حياتها ودلوقتى كل ما أتصل بيها ماتردش ، كما أنها ليست الوحيدة التى ابتعدت عنه فالكل تقريبا «كبر دماغه».

*عبد السلام النابلسي.. زوجته لم تجد مالا لجنازته!

يبدو أن قدر نجوم الكوميديا الذين امتعونا بأدوارهم الرائعة أن تكون نهاية حياتهم مناقضة تماماً لما يقدمونه، ومن هؤلاء الفنان عبد السلام النابلسي الذي تعرض لعدة أزمات في حياته أدت لرحيله بشكل مأساوي، وكانت البداية حين طالبته مصلحة الضرائب في مصر بسداد مبلغ كبير لم يستطع سداده، فقرر ترك مصر والعودة لمسقط رأسه لبنان، وتزامن ذلك مع زيادة الآم المعدة لديه والتي لم يحكيها لأحد، لدرجة أن الفنانة صباح التي كانت تصور معه فيلم رحلة السعادة في تونس، قالت في حوار قديم لها إنها كانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق، رغم قيامه بفتح صنابير المياه حتى يعلو صوت المياه على صوت تأوهاته، ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ أعلن البنك الذي يضع فيه أمواله في لبنان إفلاسه، وبالتالي أصبح هو الآخر مفلساً، لتزداد حالته النفسية والجسدية سوءاً، لدرجة أنه منع نفسه عن الطعام حتى لا تزداد الآمه.

وفي 5 يوليو 1968 اشتد المرض على النابلسي، وأثناء نقله للمستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة، واستمراراً للمأساة لم تجد زوجته بعد وفاته مالاً كافياً لإجراء الجنازة، فتولى الموسيقار فريد الأطرش هذا الأمر، كما تولى رعاية زوجة النابلسي حتى آخر يوم من عمره.

*أمين الهنيدي.. احتجزوا جثته بسبب 2000 جنيه:

لم تختلف مأساة الفنان أمين الهنيدي، كثيراً عن عبد السلام النابلسي، حيث عانى من الفقر والمرض أيضا في نهاية حياته، فأثناء تصويره لأحد أعماله عانى من متاعب صحية شديدة، ليجري الفحوصات والتحليلات التي أثبتت إصابته بالسرطان، وكان ذلك في منتصف الثمانينات، حيث كان في قمة عطائه الفني، ورغم المرض لم يتوقف أمين الهنيدي عن العطاء، بل كان يقف على خشبة المسرح ليضحك الجماهير، وهو يعاني من الآم المرض، ولكن بعد فترة اشتدت عليه الآم المرض، فابتعد عن المسرح والسينما، وبدأ ينفق أمواله على العلاج، حتى توفي في المستشفى، ولم تستطع أسرته دفع باقي مصروفات علاجه التي بلغت 2000 جنيه، فقامت المستشفى باحتجاز الجثة، حتى نجحت الأسرة في توفير المبلغ.

*علي الكسار.. من النجومية إلى الفقر والمرض:

وعلى نفس المنوال كانت نهاية الفنان علي الكسار، الذي كان يوماً نجماً مسرحياً كبيراً، وله فرقته الخاصة التي تقدم أهم العروض المسرحية، وأيضا بطلاً للعديد من الأفلام السينمائية منها "سلفني 3 جنيه"، و"نور الدين والبحارة الثلاثة"، حيث عانى من الفقر والجحود في أعوامه الأخيرة، ففي بداية الخمسينات تجاهله المخرجون والمؤلفون، ولم يطلبه أحد في أعمال جديدة، ما اضطره لقبول الأدوار الصغيرة في الأفلام، لكي يتمكن من الإنفاق على أسرته، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث أصابه المرض، واشتدت عليه الآمه، فأدخلته أسرته مستشفى القصر العيني، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة فوق سرير متواضع في غرفة درجة ثالثة بالقصر العيني.

*عبد الفتاح القصرى.. نهاية مأساوية:

وإذا كان بعض الفنانين عانوا من المرض والفقر، فإن الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري الذي رسم البهجة والضحكة على شفاه الجماهير بأفلامه الرائعة وإفيهاته الكوميدية التي لا تنسى، عانى في نهاية حياته من مجموعة من المآسي كانت أولها إصابته بالعمى، فأثناء عمله في إحدى المسرحيات مع النجم إسماعيل ياسين أصيب بالعمى المفاجئ، ولوقت ظل يكرر وهو على خشبة المسرح أنه مابيشوفش والجمهور يضحك متصوراً أنها جملة من جمله الكوميدية، وبعد مصيبة العمى أصيب القصرى بمصيبة أكبر، فزوجته التي كانت أصغر منه بسنوات هجرته وطلبت الطلاق بعد أن خدعته واستولت منه على كل أمواله، والأسوأ أنها هجرته لتتزوج من شاب كان عبد الفتاح القصرى يرعاه وينفق عليه ويعتبره ابنه الذى لم ينجبه.

 ولم يتوقف الأمر عند ذاك فقط، إذ أصيب أيضا بمرض تصلب الشرايين الذي أدى إلى إصابته بفقدان الذاكرة والهذيان، وكانت المصيبة الرابعة على هذا الفنان الكبير هي نكران الأصدقاء في الوسط الفني الذين تركوه وحيداً يعاني من الأمراض والفقر، ولم يكن يسأل عليه سوى الفنانة نجوى سالم، ونظراً لظروفه السيئة وإصابته بمجموعة من الأمراض، اضطر إلى السكن في غرفة تحت بير السلم في الشرابية، وكانت ترعاه سيدة فقيرة، ولم يكن لهذه السيدة عمل غير بيع الشاي في أحد الشوارع الجانبية، وفي أوقات كانت ترتزق من الخدمة في بيوت الناس، وعندما علم بعض الفنانين منهم هند رستم بالحالة المزرية التي وصل إليها جمعوا من بعضهم مساعدات مالية، وأودعوه أحد المستشفيات، وهناك وافته المنية عن عمر يناهز 58 عاما، والمحزن أكثر أن جنازته لم يحضرها سوى 3 من أقربائه والفنانة نجوى سالم.

*إسماعيل يس.. الجحود وعدم الوفاء قضى عليه:

لقد أضحكت العالم ولم أعش يوماً سعيداً.. ربما تكون هذه الجملة التي قالها تشارلى شابلن عن نفسه تنطبق بشكل كبير على أسطورة الكوميديا إسماعيل يس، الذي قدم أعظم الأفلام والمسرحيات الكوميدية، وكان النجم الكوميدي الأول في عصره، فكان الأعلى أجراً، وأفلامه تحقق أعلى الإيرادات، ولكنه تعرض لمآس عديدة تصلح لأن تكون فيلماً تراجيدياً، ففي بداية الستينات انحسرت الأضواء عنه، وقل عدد الأفلام التي يقدمها، فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد، أصبح يقدم فيلمين أو ثلاثة، وتزامن ذلك مع تراكم الضرائب عليه، فتم الحجز على العمارة التي بناها، واضطر بعدها لحل فرقته المسرحية، ونظراً لظروفه المادية السيئة سافر إلى لبنان ليقدم المونولوج مجدداً، واشترك في عدة أفلام لا تليق بمكانته، وبعد فترة عاد لمصر مصابا بالإحباط واليأس، بسبب الفقر والجحود ونكران الجميل الذي وجده، خاصة من أصدقائه المنتجين الذين جنوا سابقا من وراء أفلامه أموالا طائلة.

وبعد أن كان بطلاً في افلامه وتكتب الأفلام باسمه، أصبح يقدم أدوارا صغيرة، وأصيب بالأمراض منها النقرس، حتى توفي إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل دوره الأخير والقصير في فيلم "الرغبة والضياع" من بطولة نور الشريف.

فاطمة رشدي.. كان حلمها شقة:

يبدو أن النهايات المأساوية لم تقتصر على نجوم الكوميديا فقط، فالفنانة فاطمة رشدي، أبرز نجمات السينما المصرية، وبطلة فيلم العزيمة الذي يعد واحداً من ضمن أفضل 100 فيلم مصري، لم تختلف قصتها كثيراً عن النجوم السابقين، فبعد اعتزالها الفن، انحسرت عنها الأضواء، وتدهورت حالتها المادية والصحية، لدرجة أنها لم تكن تمتلك شقة تعيش فيها، فعاشت في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، وفي تلك الأثناء نشرت جريدة الوفد حالتها، فاهتم الفنان فريد شوقي بظروفها، وتدخل لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة، وتوفير مسكن ملائم لها، وبعد استلامها الشقة بأيام توفيت فاطمة رشدي وحيدة فقيرة.