رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

ننشر أهداف زيارة السيسي لإيطاليا وفرنسا

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، جولة أوروبية، يستهلها بزيارة إلى إيطاليا والفاتيكان ثم فرنسا.
ولتلك الجولة أهمية ودلالة خاصة، لأنها تقدم رسالة عالمية مفادها أن الموقف الرسمي لأوربا كلها قد تغير نحو مصر وثورة 30 يونيو وذابت أية مواقف سلبية اتخذتها أوربا ضد مصر بعد إسقاط نظام الإخوان وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وكانت مؤشرات تغير هذا الموقف قد بدأت قوية حينما كانت أول زيارة رسمية لرئيس أوربي لمصر عقب انتخاب السيسي هي زيارة ماتيو رينزي، رئيس وزراء إيطاليا في أغسطس الماضي، وهي الزيارة التي كان لها بالغ الأثر في تغيير الموقف الأوروبي من مصر خاصة أن إيطاليا هي رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.
ويهدف السيسي من زيارته إلى إيطاليا بجانب تعميق العلاقات بين القاهرة وروما الاستفادة أيضا من رئاستها للدورة الحالية في دفع العلاقات مع بقية دول الاتحاد إلى مزيد من التعميق وتوقيع اتفاقيات مشتركة في المجالات الاقتصادية والأمنية والحصول على دعم أوروبي كبير للاقتصاد المصري في شكل استثمارات.
كما يهدف السيسي من زيارته لفرنسا إلى استعادة علاقات تاريخية بين البلدين وتوسيع نطاق التعاون خاصة في المجال العسكري حيث سبق أن صرح السيسي في حواره مع قناة “فرانس 24″ قبيل بدء جولته بأنه لا يمانع في عقد صفقات عسكرية مع فرنسا شريطة أن تقدم الأخيرة تسهيلات ملائمة تتوافق مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر، خاصة أن المعدات العسكرية الفرنسية يتم استخدامها منذ زمن في الجيش المصري، كما أن فرنسا من الدول الرئيسية الفاعلة والمؤثرة في قرار الاتحاد الأوروبي.
وتوضح تلك الجولة اتجاه مصر لتوسيع دائرة علاقاتها الاقتصادية والعسكرية حتى لا تتركز في أمريكا فقط، فبعد روسيا نجد السيسي يتجه بمصر نحو أوربا.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن زيارة الرئيس السيسي إلى إيطاليا تعكس اهتمامًا بتفعيل علاقات مصر الثنائية مع إيطاليا وكذا مع الاتحاد الأوروبي، حيث تتولى إيطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد منذ مطلع يونيو 2014، فضلاً عما توليه إيطاليا من اهتمام خاص لموضوعات المتوسط.
وتعد إيطاليا الشريك التجاري الأول لمصر على مستوي الاتحاد الأوروبي، والثالث عالميًا بعد الولايات المتحدة والصين، وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو ستة مليارات دولار وفقاً لإحصاءات عام 2013.
كما تعد إيطاليا خامس أكبر مستثمر أوروبي في مصر بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار دولار، وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات النقل والخدمات المصرفية ومكونات السيارات والتشييد والبناء، وفي هذا الإطار سيحضر الرئيس اجتماع مجلس الأعمال المصري – الإيطالي، كرسالة إلى مجتمع الأعمال الإيطالي لإلقاء الضوء على التطورات التي يشهدها الاقتصاد المصري على الصعيدين الإجرائي والتشريعي، فضلاً عن التعريف بأهم المشروعات الاستثمارية التي يجري تنفيذها أو الإعداد لها.
ويلتقي السيسي عقب وصوله روما اليوم بالرئيس الإيطالي “جورجيو نابوليتانو” في جلسة مغلقة ثم ستُعقَد جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
ويرافق السيسي في تلك الجولة وزراء الخارجية، والتجارة والصناعة، والتموين والتجارة الداخلية، والاستثمار، كما يعقد الرئيس لقاءات مع كل من “بييترو جراسو”، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس الوزراء الإيطالي “ماتيو رينزي” في لقاء منفرد ثم آخر موسع بحضور وفدي البلدين، ووزير الخارجية الإيطالي “باولو جينتيلوني”.
ومن المقرر أن تشهد تلك المباحثات استعراض سبل تعزيز الموضوعات الثنائية، وتبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره – حسبما أعلنت الرئاسة المصرية.
كما ستتناول المباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد في مصر، فضلاً عما يتمتع به البرلمان الإيطالي من دور بارز في عملية صنع واتخاذ القرار، لاسيما أن نظام الحكم الإيطالي نظام برلماني.
وتشمل زيارة الرئيس السيسي إلى إيطاليا لقاءين مع كل من المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، وذلك لبحث سبل التعاون في مجال توفير الغذاء والنهوض بقطاع الزراعة والتعاون الثلاثي لصالح دول القارة الأفريقية.
ويجري الرئيس زيارة إلى الفاتيكان، حيث يلتقي البابا فرنسيس، ثم مع رئيس وزراء الفاتيكان “بيترو بارولين”، وحسبما أعلنت الرئاسة تعكس هذه الزيارة تقديرًا لمواقف البابا فرانسيس إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامي، والجهود التي يبذلها من أجل مكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني والتنموي، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكري في سوريا، والتي تُعد أهدافاً مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد أواصر العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والديني عبر تفعيل الحوار مع الأزهر الشريف، فضلاً عن توطيد العلاقات مع الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، عقب الزيارة التاريخية لقداسة البابا تواضروس في مايو 2013.
ويتوجه السيسي، غدًا الثلاثاء، إلى فرنسا، وقالت الرئاسة إن هذه الزيارة للبناء على الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين، وقوة الدفع التي نتجت عن لقاء القمة بين الرئيسين المصري والفرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في سبتمبر الماضي، فضلاً عما تضطلع به باريس من دور محوري في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، كإحدى أهم القوى الأوروبية سياسيًا واِقتصاديًا.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس بعد غد الأربعاء بالرئيس الفرنسي “فرانسوا أولاند” بقصر الإليزيه في جلسة مباحثات مغلقة ثم جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، كما يلتقي مع كل من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي “جيرار لارشيه” ورئيس مجلس النواب الفرنسي “كلود بترلون” وعدد من القيادات البرلمانية الفرنسية، وكذا وزير الخارجية الفرنسي “لوران فابيوس” ووزير الدفاع “جان إيف لودريان”، وذلك للتباحث بشأن مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما يعقد الرئيس لقاء مع مجلس أرباب الأعمال الفرنسيين لتنشيط حركة التجارة البينية وجذب الاستثمارات الفرنسية إلى مصر، لاسيما في ضوء الإعداد للمؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في شهر مارس المقبل، وكذا لقاء مع ممثلي كبرى شركات السياحة الفرنسية، وذلك في إطار الجهود المصرية المبذولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر واستعادتها لسابق عهدها كمساهم أساسي في الدخل القومي المصري، وفقًا لما أعلنته مؤسسة الرئاسة رسميًا.