رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بعد أصداء عرض "الممر"... هل عرفنا قيمة "الفنان المصري" في المجتمع؟

دائما وخاصة في مصر أكثر فئات المجتمع تعرضا للنقد و الحسد بل و أحيانا التقليل من شأنها هي فئة " الفنانين " وبالتحديد الممثلين و المطربين ، ودائما ما ننظر لهم علي إنهم " يكبشون " الأموال في مقابل " عمل بسيط و مريح " ، هم دائما الأكثر تعرض للمضايقات في السوشيال ميديا والتي تصل أحيانا لحد يعاقب عليه القانون ، هم أكثر الفئات التي تشقي في فترة الشيخوخة ويعاني منهم الكثير بسبب قلة المال وعدم قدرتهم علي تحمل مصاريف العلاج و الأدوية ولعل أشهر مثال هو العبقري إسماعيل ياسين وذلك لأن عملهم غير ثابت ومصاريفه كبيرة ويلتهم ما يحصلون عليه .

 

هل فكرنا من قبل ما قيمة الفنان في المجتمع ، وقيمة دوره الذي يؤديه ، وهل يمكن الإستغناء عن خدماته أو تقليص دوره ، الإجابة سهلة وواضحة لكننا لا نحاول رؤيتها ، الفنان هو مبثابة " المعلم " في المجتمع ، هو من يريك الصح و الخطأ ، هو من يعلمك معني الوطنية وينمي وعيك ويريك عاقبة الخيانة ، هو من يرسي في المجتمع قيمة الخير ويريك نهاية الشر ، هو من يؤرخ أحداثك الهامة ويعرض لك تاريخ بلدك بشكل بسيط و سهل ، هو من يخرجك من الواقع للتوحد معه في الشخصية التي يقدمها لتخرج من الفيلم أو المسلسل تحمل طاقة إيجابية تعينك علي مواجه ضغوط الحياة، هو من يضحكك ويسليك و يدخل عليك البهجة ، هو جزء منك لا تستطيع الإستغناء عنه.

 

هل فكرت في قيمة الفن بين الشعوب ، هل تعرف أن سبب فهم كل الشعوب العربية للهجة المصرية سببه الفن ، هل تعرف أن العديد من شعوب الدول العربية لا تهوي سوي مشاهدة الأفلام و المسلسلات المصرية ، الفنان المصري هو سفير لبلده بكل ما تحمل الكلمة من معاني فهل أعطينا هذا السفير حقه .

 

بالأمس تم عرض فيلم " الممر " علي شاشة التليفزيون وشاهده الملايين هل تابعت مدي إشتعال الحس الوطني الكامن لدي الناس بسبب الفيلم ، هل تتذكر يوم عرض فيلم " الطريق إلي إيلات " ومدي تأثير هذا الفيلم علي المشاهدين ، لمن لم يحضر يسأل من هو أكبر منه سنا عن وقت عرض مسلسل " رأفت الهجان " و أن الشوارع تكون خالية حرفيا وقت عرض المسلسل ومدي تأثيره في نفوس الشباب الذين لم يحضروا ملحمة أكتوبر ، وغيرهم الكثير من الأعمال الفنية التي شكلت وجدان و معتقدات جيل كامل ، هل بعد كل هذا لم نعرف قيمة الفن و الفنان .

 

هل تتذكر أغنيات " يا حبيبتي يا مصر " و " وطني حبيبي " و خلي السلاح صاحي " و ما بثته تلك الأغنيات من روح الحماسة و الوطنية في النفوس ، هل تتذكر " تسلم الأيادي " و " بشرة خير " ، الفن هو رئة المجتمع و قلبه النابض فهل نهتم به بما يتناسب مع أهميته .

 

أتمني أن نعي قيمة الفنان و أن نعطيه ما يستحق فقد منحه الله موهبة ليستخدمها في خدمة الناس ، وأن نكرمه حتي لو بكلمة طيبة أو إشادة أونكف عنهم آذي السوشيال ميديا وهو أضعف الإيمان .

 

صدقوني الكثير منهم أفني عمره في الفن ولم يحقق أمولا طائلة كما يتصور البعض ولولا إهتمام " نقابة المهن التمثيلية " بهم لكانوا في مأزق حقيقي و أكثر ما يدمي قلوبهم هو قلة تقدير الجمهور لهم ، فهل نعيد النظر في تعاملنا مع كل من يحمل صفة فنان حتي نعطي لكل زي حق حقه !