بعد أصداء عرض "الممر"... هل عرفنا قيمة "الفنان المصري" في المجتمع؟
دائما وخاصة في مصر أكثر فئات المجتمع تعرضا للنقد و
الحسد بل و أحيانا التقليل من شأنها هي فئة " الفنانين " وبالتحديد
الممثلين و المطربين ، ودائما ما ننظر لهم علي إنهم " يكبشون " الأموال
في مقابل " عمل بسيط و مريح " ، هم دائما الأكثر تعرض للمضايقات في
السوشيال ميديا والتي تصل أحيانا لحد يعاقب عليه القانون ، هم أكثر الفئات التي
تشقي في فترة الشيخوخة ويعاني منهم الكثير بسبب قلة المال وعدم قدرتهم علي تحمل
مصاريف العلاج و الأدوية ولعل أشهر مثال هو العبقري إسماعيل ياسين وذلك لأن عملهم
غير ثابت ومصاريفه كبيرة ويلتهم ما يحصلون عليه .
هل فكرنا من قبل ما قيمة الفنان في المجتمع ، وقيمة دوره
الذي يؤديه ، وهل يمكن الإستغناء عن خدماته أو تقليص دوره ، الإجابة سهلة وواضحة
لكننا لا نحاول رؤيتها ، الفنان هو مبثابة " المعلم " في المجتمع ، هو
من يريك الصح و الخطأ ، هو من يعلمك معني الوطنية وينمي وعيك ويريك عاقبة الخيانة
، هو من يرسي في المجتمع قيمة الخير ويريك نهاية الشر ، هو من يؤرخ أحداثك الهامة
ويعرض لك تاريخ بلدك بشكل بسيط و سهل ، هو من يخرجك من الواقع للتوحد معه في
الشخصية التي يقدمها لتخرج من الفيلم أو المسلسل تحمل طاقة إيجابية تعينك علي
مواجه ضغوط الحياة، هو من يضحكك ويسليك و يدخل عليك البهجة ، هو جزء منك لا
تستطيع الإستغناء عنه.
هل فكرت في قيمة الفن بين الشعوب ، هل تعرف أن سبب فهم
كل الشعوب العربية للهجة المصرية سببه الفن ، هل تعرف أن العديد من شعوب الدول
العربية لا تهوي سوي مشاهدة الأفلام و المسلسلات المصرية ، الفنان المصري هو سفير
لبلده بكل ما تحمل الكلمة من معاني فهل أعطينا هذا السفير حقه .
بالأمس تم عرض فيلم " الممر " علي شاشة
التليفزيون وشاهده الملايين هل تابعت مدي إشتعال الحس الوطني الكامن لدي الناس
بسبب الفيلم ، هل تتذكر يوم عرض فيلم " الطريق إلي إيلات " ومدي تأثير
هذا الفيلم علي المشاهدين ، لمن لم يحضر يسأل من هو أكبر منه سنا عن وقت عرض مسلسل
" رأفت الهجان " و أن الشوارع تكون خالية حرفيا وقت عرض المسلسل ومدي
تأثيره في نفوس الشباب الذين لم يحضروا ملحمة أكتوبر ، وغيرهم الكثير من الأعمال
الفنية التي شكلت وجدان و معتقدات جيل كامل ، هل بعد كل هذا لم نعرف قيمة الفن و
الفنان .
هل تتذكر أغنيات " يا حبيبتي يا مصر " و
" وطني حبيبي " و خلي السلاح صاحي " و ما بثته تلك الأغنيات من روح
الحماسة و الوطنية في النفوس ، هل تتذكر " تسلم الأيادي " و " بشرة
خير " ، الفن هو رئة المجتمع و قلبه النابض فهل نهتم به بما يتناسب مع أهميته
.
أتمني أن نعي قيمة الفنان و أن نعطيه ما يستحق فقد منحه
الله موهبة ليستخدمها في خدمة الناس ، وأن نكرمه حتي لو بكلمة طيبة أو إشادة أونكف
عنهم آذي السوشيال ميديا وهو أضعف الإيمان .
صدقوني الكثير منهم أفني عمره في الفن ولم يحقق أمولا طائلة كما يتصور البعض ولولا إهتمام " نقابة المهن التمثيلية " بهم لكانوا في مأزق حقيقي و أكثر ما يدمي قلوبهم هو قلة تقدير الجمهور لهم ، فهل نعيد النظر في تعاملنا مع كل من يحمل صفة فنان حتي نعطي لكل زي حق حقه !