أحمد الهواري يكتب ... " خيال مآته " و صدمة جمهور أحمد حلمي

لا مجال للجدال في نجومية أحمد حلمي ، لذلك عندما تعرف أن هناك فيلم لحلمي في السينما لن تتردد في حجز تذكرتك والذهاب فورا للإستمتاع ، وهذه المرة الحافز كان أقوي بوجود حسن حسني و منة شلبي وخالد الصاوي وبيومي فؤاد وهو ما جعلني أتطوق شوقا لمشاهدة الفيلم وهو ما حدث بالأمس بعد إنتهاء زحمة العيد قررت الذهاب لمشاهدة الفيلم وبالفعل حجزت تذكرتي وذهبت لمشاهدة الفيلم مع " علبة فيشار " من الحجم الكبير لزوم الإستمتاع  .

قبل ذلك بعدة أيام وبالتحديد منذ طرح الفيلم ثاني أيام العيد و أنا أري تعليقات سلبية كثيرة عن الفيلم علي مواقع التواصل الإجتماعي وصفها البعض بحملات ممولة و ممنهجة وهو ما لم أقتنع به عندما رأيت عدد من أصدقائي يكتبون نفس الإنطباع عن الفيلم علي صفحاتهم الشخصية ، ولكن حبي لحلمي و شغفي للمشاهدة جعلني مصر علي المشاهدة والحكم بنفسي .

دخلت قاعة السينما في أحد مولات مدينة السادس من أكتوبر لأجدها شبه ممتلئة لأكتشف أني لست وحدي من غلب حبه لحلمي كل ما قيل عن الفيلم الذي لو نظرنا له من الناحية الفنية سنجد أن كل عناصر النجاح متوفرة من نجوم و مخرج بحجم خالد مرعي وسيناريست عبقري إسمه عبد الرحيم كمال و منتج بقيمة وتاريخ وليد صبري .

المهم بدأ الفيلم و إنتهي ولم أضحك أو يضحك أحد في القاعة ، كما لم أتأثر أو أري تأثر لدي أحد من الموجودين ، كما لم أخرج بملعومة أو سبب أو حتي فرضية لماذا تم إنتاج و تصوير هذا الفيلم !

أنا لا أطالب أن يكون في الفيلم رسالة فالسينما صنعت للترفيه ولكني لم أجد رسالة ممكن فهمها ، أحمد حلمي وحسن حسني وبيومي فؤاد من رموز الكوميديا في مصر ولكني لم أضحك أو حتي أسمع ضحكة علي إستحياء في القاعة ، حلمي عادة ما يناقش قضايا في أفلامه مثل فيلم " عسل أسود " و " إكس لارج " ولكني لم أشاهد قضية ، لماذا إذن وافق كل هؤلاء و أولهم حلمي علي تقديم هذا الفيلم !

يجب علي حلمي مراجعة نفسه و حساب خطواته لأن من بعد فيلم " إكس لارج " و المنحني البياني في هبوط بفيلم " علي جثتي " و بعده " صنع في مصر " حتي فيلم " لف و دوران " الذي برغم تحقيقه إيرادات كبيرة إلا أن حلمي نفسه لم يكون راضي عنه و أعتذر و أرجع السبب لتصوير الفيلم في ١٢ يوم فقط  -وهو وقت ضيق حتي يمكنه اللحاق بموسم العيد -  و أخيرا هذا الفيلم " خيال مآته " الذي قد يكون النقطة الفاصلة ليعيد حلمي حساباته و طريقة إختيارته لما يقدم لجمهور من مختلف الأعمار يعشق أفلامه و يستمتع بظهوره .

هناك مثل يقول " علي قد المحبة يكون العتاب " فنحن لا نحارب حلمي أو نتمني له الإخفاق ولكن أحمد حلمي أحد رموز الفن في مصر ونتمني دائما أن يكون في أحسن حالاته و يقدم لنا ما ننتظره منه و أكثر كما عودنا .