رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حوار.. د. أشرف عمر: العلاج الجينى "المناعى" هو الطفرة القادمة فى جميع أنواع العلاج

تعد أمراض الكبد من أكثر الأنواع شيوعًا خاصة بالمُجتمع المصرى، نظرًا لغياب الوعى الثقافى والفكرى والصحى ايضًا الأمر الذى يؤدى فى بعض الحالات إلى الموت، نظرًا للإهمال الذى يحدث من جانب الحالة، ولعل من أشهر تلك الحالات هى التى تُصاب بفيرس "سى" بالتحديد وهذا يعود لصعوبة اكتشاف الأمر بشكل مُبكر إلا عن طريق الصدفة عند إجراء بعض التحاليل، وما بين رحلة الإصابة بالمرض والوقاية منه، رحلة يُعانى منها المريض، نستعرضها معكم بشكل مُفصل من خلال الطبيب الشهير د. أشرف عمر، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى والحُميات بالقصر العينى جامعة القاهرة.

 

تتعدد أنواع أمراض الكبد فى مصر فما هو السبب وراء ذلك؟ وما الفرق بينها؟

حقيقًا مصر، تُعتبر من أكثر الدول بها أعلى نسب إصابة بأمراض الكبد نتيجة للإصابة بفيرس "سى"، وقبل ذلك كان يوجد مُشكلة قومية وهى "البلهاريسيا" التى ظهرت بشكل كبير خلال فترة الخمسينات والستينات والسبعينات، بإعتباره كان سبب رئيسى فى الإصابة بأمراض الكبد فى مصر، ثم قامت الدولة بحملة كبيرة للقضاء عليها، من خلال حقن "الترتيل" ولكن للأسف بسبب سوء استخدام الحقن، لعدم تعقيمها، تسبب ذلك فى القضاء على البلهاريسيا وانتشار فيرس "سى" وهذا كان أحد المُسببات فى انتشار هذا الفيرس، الأمر الذى جعلنا مصر تُصنف من أعلى الدول العالم إصابة بفيرس "سى"، ثم فى فترة التسعينات، بدأنا فى أكتشاف عدد كبير من المُصابين، ثم بدأت بالعلاجات القديمة، وهنا تم أكتشاف فيرس "ب" وهو مثله مثل "سى" تمامًا لأنه يُسبب إلتهاب مُزمن وتليف، ثم أورام فى الكبد، هناك ايضًا الكبد الدهنى، وفيرس "أ" الذى ينتقل من خلال الأطعمة والمشروبات، ولكن دعينا نتوقف عند النوعين "أ، ب" والإشارة إلى وجود تطعيم لهم موجود بمصر ونود أن نعلم بضرورة التطعيم منه.

 

إلى أي مدى وصل تطور علاج فيرس "سى"؟

فى بداية الأمر كان علاج فيرس "سى" نسبة الشفاء منه لا تتعدى الـ30% إلى أن تطورت بالتحديد منذ عام 2003، وهى كانت الطفرة فى العلاج لهذا النوع من الفيروسات فى مصر والعالم بأكمله، استطعنا أن نتعامل ونتواصل مع الكثير من شركات الأدوية التى تُنتج العلاج، لإنتاج مجموعة جديدة بأسعار أقل بكثير من سعرها الحقيقى، لأن أسعار الأدوية فى بداية الأمر كانت تُكلف للغاية، وهذا بكل تأكيد أنعكس علينا بالكثير من الفوائد، أولاً هى أن الدولة استطاعت أن تُعالج الكثير من الحالات التى أُصيبت بالمرض، ثانياً أتحنا الفرصة للكثير من شركات الأدوية أن تُشارك و تنتج أنواع جديدة من الأدوية، خاصة الشركات المصرية، وبالتالى أصبح مُتوافر بكثرة، الأمر الذى أدى إلى إقامة الكثير من المراكز على مستوى مصر بأكملها تستقبل الكثير من الحالات، وبالتالى بدأ عدد الحالات أن تقل، وبالنسبة تحديداً إلى نوع فيرس "سى" فهو ليس له تطعيم ولكن العلاج الخاص به أصبح زهيد للغاية ومتوفر ايضاً ونسبة علاجه تصل إلى 95%.

 

كيف يُمكن للمريض أن يُدرك معرفته بالإصابة بأمراض الكبد بالتحديد " فيرس سى"؟

حقيقة فيرس "سى" من الأمراض التى ليس لها أي أعراض مُسبقة يُمكن من خلالها معرفة الإصابة من خلاله إلا من خلال الصدفة التى تحدث عند إجراء بعض التحاليل الطبية التى يتم طلبها من خلال الطبيب المُختص التى غالباً يتم طلبها من أجل مرضاً آخر وليس فيرس سى، ليتم فى النهاية الاكتشاف بالإصابة بالمرض، وهنا يتطلب الأمر إلى "المسح" لمُختلف القطاعات والأشخاص، للاكتشاف المُبكر بالإصابة بهذا الفيرس، على سبيل المثال "مسح" للجامعات، المدارس، الأشغال الحكومية، يُفرض على الشخص ضرورة التحليل، لضمان الوقاية والعلاج بشكل مُبكر، وهنا يجب التنذير إلى غلق منابع العدوى.

 

فى هذا السياق ما هى طرق العدوى؟

طرق العدوى تكون من خلال الدم، عن طريق الأدوات الغير مُعقمة الموجودة فى مراكز طب الأسنان، المُستشفيات، أدوات التجميل فى المراكز والصالونات، وأدوات التاتو والبريسينج، لأن عملية التعقيم لها بروتوكول دولى، لأن التقصير فى إحدى الخطوات ستؤدى إلى نقص فى عملية التعقيم وبالتالى ستتسبب فى نقل العدوى من شخص إلى آخر.

 

ما هى نسب الشفاء العالمية التى يجب الوصول إليها؟

حقيقًا نحن فى تقدم كبير فى الوصول إلى نسبة الشفاء العالمية التى تُحدد بنسبة 2% فنحن فى تقدم كبير بعد 14% وصلنا إلى 7% وإن كانت مازالت عالية إلا أنها أفضل مما كانت عليه.

 

ما هى الحالات التى تحتاج زراعة الكبد؟ وهل حقاً تكلفتها عالية الثمن كما يُقال؟

مصر دخلت مجال زراعة الكبد منذ عام 2001، وأصبح لديها فريق عمل ناجح للغاية فى هذا المجال على أعلى مستوى عالمياً، فالشخص الذى لديه تليف فى الكبد عند الوصول إلى مرحلة معينة التى يكتشفها الطبيب المُختص وهو وحده من يُحدد إن كانت حالة المريض تستدعى إلى زراعة كبد أم لا فالأمر لا يُترك نهائياً إلى المريض، نظراً لضرورة تواجد معايير وأرقام خاصة، التى عند تواجدها يُمكن أن تحتاج إلى زرعة كبد، فلا احد ينكر أن زراعة الكبد حلت مُشكلة كبيرة فى بعض الحالات التى كانت تصل إلى الموت بسبب تليف الكبد، ولا أحد يستطيع إنكار أن زراعة الكبد تحتاج إلى الكثير من التكاليف ولكن ستظل مصر من أقل بلاد العالم من حيث التكاليف فى مجال زراعة الكبد.

 

تتشابه الكثير من الأعراض بين أمراض القلب والباطنى.. ما هى العلامات التى عند مُلاحظتها يُدرك المريض الفرق؟

بالفعل هناك تشابه كبير بين أمراض القلب والباطنى، لدرجة تصل فى بعض الأحيان إلى الغلط فى الأمر ولكن هنا لا يُمكن للمريض التشخص، فمن يقوم بذلك الطبيب وليس المريض، فما على الشخص سوى بالتوجه نحو الطبيب ويُخبره بالآلام التى يشعر بها والثانى وحده ما يُحدد أنه يُعانى من آى شئ، لذا يُنصح بالتوجه إلى الطبيب الاستشارى بوقت مُبكر لتحديد نوع المرض، حتى يتم تجنب الوصول إلى المُضاعفات.

 

نستشف من هذا التوضيح أن هُناك علاقة بين أمراض القلب والباطنى؟

بكل تأكيد هناك علاقة قوية وكبيرة، بينهما ويظهر ذلك خاصة عند وجود مشاكل بالقلب، عند ذلك نجد العلاقة الكبيرة التى تؤثر بشكل سلبى على باقى الأعضاء، مع مُلاحظة أن هناك بعض الحالات التى لا يُمكن اكتشافها والتى لا تظهر بشكل واضح لذا يُنصح بالإعتماد على خطوات البروتوكول الدولى، التى تضمن النتائج التى يحصل من خلالها المريض فى النهاية على النتائج المضمونة.

 

ما هو دور التكنولوجيا فى علم أمراض الكبد؟

التكنولوجيا الأن أصبحت تلعب دورًا هامًا للغاية فى مصلحة المريض ومُساعدة الطبيب أضرب لكى مثال على ذلك فى الخمس سنوات الأخيرة، فى تليف الكبد كنا نعتمد على الموجات الصوتية وأخذ عينة من الكبد من خلال ادخال أبرة بالكبد وأخذ عينة صغيرة للغاية ونقوم بتحليلها من أجل معرفة درجة الإلتهاب أو التليف، ولكن فى الفترة الحالية حدث طفرة كبيرة من خلال اكتشاف "الفايبرو سكان" وهو جهاز جديد مزود بالكمبيوتر والموجات الصوتية يُساعد خلال 3 إلى 4 دقائق التعرف على كل شئ، وهذا ساعد المريض بشكل كبير فى توفير الراحة له، ومعرفة قياس نسبة الدهون على الكبد، ايضاً معرفة النتائج التى توصل لها المريض فى معرفة نسبة الشفاء وكل ذلك فى دقائق معدودة، ايضاً هناك نوع آخر من الأجهزة سيكون مسار إهتمام قطاع كبير من الأشخاص وهو "تحديد نسبة هشاشة العظام" هذا الجهاز لا يخدم قطاع النساء فقط وإنما الرجال ايضاً، وخصوصاً المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد، الذى يتسبب فى التأثير السلبى على العظام، ويُساعد على نسبة الهشاشة، ففى خلال 5 دقائق يكشف الجهاز نسبة الهشاشة فى الجسم.

 

ما هى "المُكملات الغذائية" التى يجب أن يبتعد عنها المهووسون بالجسم المثالى؟

بكل تأكيد هذه المُكملات فى مُنتهى الخطورة، حيث بدأ خلال الفترة الأخيرة إنتشار أنواع كثيرة من الأعشاب التى تُساعد على خُسارة الوزن، والمُكملات الغذائية التى تُساعد على زيادة الوزن التى يحلم بها الكثير من الرياضيون، ولكن للأسف يتم تعاطى هذه الأنواع دون الحرص على استشارة الطبيب المُختص بذلك فالكثيرون يعتمدون على استشارة المُدرب الخاص بهم فى الجيم أو الصيدلى، لذا يُنصح بعدم تعاطى أي نوع من هذه الأنواع إلا من خلال التوجه إلى الطبيب المُختص للمُراجعة والتعرف على طبيعة الجسم ولمعرفة العناصر التى يحتاج إليها، وضرورة القيام بالتحاليل الخاصة لمعرفة مشاكل الجسم، لتجنب الوقوع إلى المخاطر الكثيرة التى يُمكن أن تؤدى إلى الوفاة وهذا حدث بالفعل فى بعض الحالات.

 

من وجهة نظرك ما هى الطفرة التى يُمكن أن نتفاجئ بها فى عالم العلاج والوقاية؟

"العلاج الجينى" أو الذى يُعرف باسم العلاج المناعى، فجهاز المناعية فى الجسم من المعروف عنه أنه به نظامين فهو يقوم بتوفير مواد معينة تُعيد تعليم الخلايا المناعية بالجسم لكى تُهاجم أورام بعينها وهو الجهاز الذى يقى الإنسان من أي هجوم من الفيروسات أو البكتيريا أو الخلايا السرطانية، حتى لا يتم تكاثرها، ومن هنا جاء فكرة "العلاج المناعى" الذى يعمل على تأهيل الخلايا المناعية لتحفيزها ومُحاربة تلك الخلايا للقضاء عليها وهذا نعتبره شئ عبقرى لأنه يتم استخلاصة من الجسم نفسه.