رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

تعرف على حياة شيخ نقاد السينما.. أحمد الحضري

 المؤرخ السينمائي الكبير أحمد الحضري، ربما لا يتمتع بشهرة النجوم السينمائية التي ينقد أعمالهم، ولكن الشهرة ليست شرطاً للعطاء، فقد أثرى الراحل أحمد الحضري الثقافة السينمائية في مصر والعالم العربي، فهو شيخ نقاد السينما في مصر والمؤرخ السينمائي المثابر والدقيق، والمؤلف للكتب المعنية بالسينما وعلومها، والمترجم لكتب السينما الأجنبية للغتنا العربية. 

 المناصب في حياة أحمد الحضري

شغل "أحمد الحضري" العديد من المناصب الحيوية في مجال السينما منها: مؤسس جمعية الفيلم عام 1960، عميد المعهد العالي للسينما عام 1967، مدير المركز الفني للصور المرئية عام 1972، مدير مركز الثقافة السينمائية عام 1975، رئيس المركز القومي للسينما عام 1980، رئيس صندوق دعم السينما عام 1984، مدير ثم رئيس نادي سينما القاهرة عام 1968، رئيسمهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1988، رئيس الجمعية المصرية لكتَاب ونقاد السينما عام 1989، عضو مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين والفيبريسي، وغير ذلك العديد من المناصب والمهام والمواقع في شتي مجالات السينما و أنشطتها،في كل منصب تقلده هذا الرجل كانأهلاً له بما يمتلكه من علم وثقافة وموهبة في القيادة .  

أهم الجوائز 

الحضري هو الوحيد الذي حصل علي الجائزة الأولي في "النقد السينمائي" عام 1964م، والمكرم في المهرجان القومي للسينما رائداً للثقافة السينمائية عام 2000. 

 مؤلفاته

 قدم "أحمد الحضري" للمكتبة السينمائية العديد من المؤلفات القيمة التي ساهمت بشكل كبير في بلورة الثقافة السينمائية، نتوقف في عجالة سريعة عند بعض هذه المؤلفات التي تدل عناوينها على أهميتها وقيمتها الثقافية ونذكر منها: "فن التصوير السينمائي"، "تاريخ السينما في مصر" (صدر منه جزءان)، يوسف جوهر أديب السينما المصرية"، "سعيد شيمي شاعر الصورة السينمائية"، "أهم مائة فيلم في السينما المصرية" (مع آخرين)، هذه الكتب التي لايستطيع أي مهتم بالسينما تجاهلها، إلي جانب قيمتها العلمية كمراجع ومصادر موثوق بها لدي بحاث السينما ودارسيها. متعة العطاء لم يقتصر عطاء شيخ النقاد أحمد الحضريعند حد التأليف، بل كانت له مساهماته المباشرة في نشر أبحاث ومؤلفات الآخرين من المهتمين بالسينما، في رئاسته لتحرير جهات ودور نشر، وكانت تنشر هذه الأبحاث والمؤلفات من خلال : نشرات "نادي سينما القاهرة"، "دليل السينما"، وسلسلة "آفاق السينما" الشهرية. إلي جانب مراجعته لبعض الكتب، وكتابة مقدمات بعضها الآخر، وغير ذلك من المساهمات التي أضافت للمكتبة السينمائية في مصر، بفضل تشجيعه لكل الأقلام ولكل الكتابات التي تثري هذا النوع من الثقافة.

الترجمة  

أما في في مجال الترجمة فإن "أحمد الحضري" صاحب بصمة متميزة وفضل كبير في عالم ترجمة الكتب التي تعني بفن السينما بلا منازع، سواء علي مستوي كم الكتب التي ترجمها إلي العربية أو ماتتناوله هذه الكتب من قضايا وموضوعات تهم كل السينمائيين، علي اختلاف مواقعهم وأدوارهم، فنيون ومبدعون أو نجوم وفنانون أو نقاد وصحفيون . 

كما  ترجم "الحضري" كتاب يتعلق بصنع الأفلام من مرحلة السيناريو بعنوان "صناعة الأفلام من السيناريو إلي الشاشة" تأليف "ايفان بتلر" عام 1976، وآخر يهتم بصناعة الأفلام الروائية تحديداً تحت اسم "صناعة الأفلام الروائية" تأليف "اندرو بوكانان" د.ت، و كتاب معني بحرفية عملية الإخراج باسم "الاخراج السينمائي" تأليف "تيرنس سان مارنر" عام 1983م، كتاب موجه لفناني المونتاج وهو "فن المونتاج السينمائي" تأليف "كاريل رايس" عام 1964م، كتاب يهم مصممي الديكور والمناظر بعنوان "تصميم المناظر السينمائية" تأليف تيرنس مارنر" عام 1983م، وكتب خاصة بالسيناريو: "كتابة السيناريو للسينما" تأليف "دوايت سوين" عام 1988م، كتاب "كيف تتم كتابة السيناريو" تأليف "انجار كارتينيكوفا" عام 1995 وقدم للفنانين ونجوم السينما " التمثيل للسينما والتليفزيون" تأليف "توني بار" عام 1993، "توجيه الممثل في السينما والتليفزيون" تأليف "جوديت ويستون" عام 2004 ، وترجم كتب تهم القائمين على صناعة السينما مثل كتاب "رجال السينما" تأليف "أوزويل بليكستون" د.ت، وكتاب "قراءة الشاشة" تأليف "جون ايزود" عام 1989م، وكتاب "نظرية السينما" تأليف "بيلا بلاش" عام 1991م، وكتاب "قواعد اللغة السينمائية" تأليف "دانييل أريخون" عام 1997م . 

 المتأمل لتراجم "أحمد الحضري" يجدها تستند إلي هذه المقومات أوالصفات الثلاثة مجتمعة: الأسلوب العلمي الرصين، والإبداع المتميز، والموهبة المتفردة، مما يعكس لدي القارئ الشعور بأنه أمام تراجم من نوع خاص بذل صاحبها من عصارة فكره وجهده.

وفاته

 توفي، أمس الأحد، المؤرخ السينمائي الكبير أحمد الحضري عن 90 عاماً، فقد ولد في القاهرة يوم 26/10/عام 1926،  وقبل فعاليات الدورة 38 من "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، في نوفمبر الماضي، مرض مرضا شديدا، حيث ضمُر جسمه ونقص وزنه وتغيرت معالم وجهه.

ونعى وزير الثقافة "حلمي النمنم" بالقول: "قامة كبيرة فقدتها السينما المصرية، فقد أثرى الحياة الثقافية بترجماته ومؤلفاته وأعماله الإبداعية". سيظل الحضري رجل الترجمة الأول والمعلم والنموذج في مجال الثقافة السينمائية ليس في مصر، بل في عالمنا العربي.