رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

فى عيد ميلادها .. 5 مشاهد لا تنسى فى قصة حب رغدة وأحمد زكى : رفضت الزواج منه على فراش الموت ..وظلت 14 شهر بجانبه حتى خسرت الرهان

انضمت الفنانة السورية "رغدة" إلى قائمة الفنانين العرب، الذين اتخذوا من مصر موطناً جديداً لهم، حتى أصبحت واحدة من نجمات السينما المصرية والعربية في عقدي الثمانيات والتسعينات، حيث قدمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.

"رغدة" التى تحتفل، اليوم الخميس، بعيد ميلادها، جمعتها علاقة مثيرة للجدل مع الفنان الراحل أحمد زكى، حيث بدأ التعارف خلال فيلم "كابوريا"، ويبدو أنه من هنا بدأت العلاقة التي انتهت بعد ذلك بـ15 عام في الغرفة رقم 2229 في مستشفى دار الفؤاد في 6 أكتوبر، حين كانت «رغدة» آخر من تواجد مع «زكي» يوم وفاته.

"وشوشة " تستعرض مشاهد لاتنسى بين رغدة وأحمد زكى ...

أول نظرة

قد تكون علاقة الفنان أحمد زكي بالفنانة السورية رغدة هي المعادلة الأصعب في حياة «الفتى الأسمر»، إذ بدأت تلك العلاقة رسميًا عام 1991 حين وقفت أمامه بطلة في فيلم «كابوريا»، من إخراج خيري بشارة، وقدمت دور السيدة المتزوجة التي تحاول إغرائه واستمالته عاطفيًا.

بدأ اسم الثنائي «رغدة وزكي» يتردد في الأوساط الفنية بعد ذلك الفيلم، خاصة انهما قدما معًا في نفس العام فيلم «الإمبراطور»، من إخراج طارق العريان، ويبدو أنه من هنا بدأت العلاقة التي انتهت بعد ذلك بـ15 عام في الغرفة رقم 2229 في مستشفى دار الفؤاد في 6 أكتوبر، حين كانت «رغدة» آخر من تواجد مع «زكي» يوم وفاته.

حب العمر

قدمت «رغدة» مع «زكي» فيلمين آخرين هما «استاكوزا»، و«أبو الدهب»، عام  1996، وكانا ثنائي شهير في السينما والحياة، وكان دائمًا يقول عنها «زكي» حين يسئل عنها: «هذه نصفي، هذه توأمي».

كانت علاقة لا يعرف عن خبايها كثيرون، ولعل أبرز مشاهد تلك العلاقة هو ما حدث في الأيام الأخيرة لـ«زكي» حين اشتد عليه مرض السرطان، وتركت «رغدة» كل شيء وذهبت لترافقه في رحلة علاجه وسكنت الغرفة التي بجواره في المستشفى لمدة 14 شهر.

ضربت «رغدة» مثالًا رائعًا في حبها لـ«زكي»، إذ كانت ترافقه ليلًا نهارًا، ووفقًا لمجلة «الكواكب» فإنها كانت تجلس بجانبه وتلبي أي طلب كان يطلبه، وكانت تراهنه دائمًا أنه سيعيش بينما كان يراهنها أنه سيموت، وقال لها ليلة وفاته: «أنا اللي كسبت الرهان يا (رغدة)»، لأنه كان يشعر بأن تلك هي النهاية.

حتى اللحظات الأخيرة كانت دائمًا تحاول «رغدة» التخفيف عنه والرفع من روحه المعنوية، حتى أنها أمسكت بيده وهي حزينة منهارة من البكاء، حين صرخ من الألم قبل دخوله الغيبوبة الأخيرة التي توفي بعدها مباشرة.

ما فعلته «رغدة» كان مثارًا للأقاويل والأحاديث في تلك الفترة، وترددت بعض الأخبار التي تقول إن ثمة علاقة عاطفية جمعت الاثنين وهي التي جعلت «رغدة» تلقي بكل شيء وراءها من أجل البقاء مع «زكي»، وتهتم لأمره وتتحدث مع أطبائه وتكون المسؤولة الأولى عن متابعة حالته الصحية.

عرض للزواج على فراش المرض

وربما كانت بعض من تلك الأقاويل على حق، إذ كشفت «رغدة» بعد وفاة «زكي» بسنوات أنه عرض عليها الزواج وهو على فراش المرض، حتى يمنع عنها تلك الأوقاويل، ويزيل عنها الحرج الذي تعرضت له جراء مرافقتها له، لكنها رفضت حتى لا يقال عنها إنها وقفت إلى جواره لكونها زوجته.

كلام الناس

وتقول «رغدة» في حوار لها عام 2013 مع مجلة «أخبار النجوم»: «ذات يوم كنا نجلس معًا و كان التليفزيون ينقل حفلًا و شاهد مريم فخر الدين تمسك بذراع أحمد مظهر وهي تصعد على خشبة المسرح في دار الأوبرا، ولن أنسى عمري هذا المشهد فقال لي: عندما نكبر مثلهم تأخذين بيدي، وأنا أصعد على خشبة المسرح ومن هنا اتفقنا على أن من يقع منا، على الطرف الأخر أن يقوم بمساندته فكنت أرفض تمامًا فكرة أن أرتبط به من أجل أن أرعاه فلو كنت قبلت عرض الزواج الذي طلبه مني كان وقتها سيفسر الآخرون وقوفي بجواره أثناء محنته على أنه واجب، لهذا رفضت طلبه من أجل ذلك».

وتضيف: «كان يقترح عليّ العرض من أجل أن يحميني من كلام الناس, فهو كان يحتضر ويعرض عليّ طلب الزواج خوفًا عليّ من الشائعات وكان وقوفي بجواره بناءً على وعد قطعته على نفسي أمامه حتى قدرني الله ان أكون بجواره حتى لفظ أنفاسه الأخيرة».

الانكسار

رحل «زكي» وبقيت ذكراه مع «رغدة» حتى الآن، حتى أنها قالت يومًا أنها تراه في المنام كثيرًا، وذكرت أنها بعد رحيله «شعرت بانكسار شديد» قائلة: «كما لو كنت فقدت ظلي وكأني في أيام حارة شديدة القسوة، وأنا أشعر باحتياج إلى مظلة لكي أضع رأسي تحتها فقد عشت نفس الإحساس عندما فقدت والدتي».

وبكلمات معبرة مؤثرة شرحت «رغدة» في قصيدة لها لحظات رحيل «زكي» بين يديها، مؤكدة آخر كومة مرض جاءته كان في حضنها في حديقة المستشفى: «آخر قطرة ماء عندي، آخر منديل أبيض، ماء زمزم فيه وبعض من وجهك الأسمر، آخر قبعة قطنية، تلوذ فيها آخر حبة عرق من رأسك، وبقايا رائحتك، الأحد من مارس، والوقت صباح، الكل نيام إلانا، خارج أسوار المبنى، الجو فراغ، إلا من بعض البسطاء، وبعض من شجر أخضر، وشمس مطلعها حنان، تلمس وجهك، توضئه لنقرأ بعض الآيات، رشفة ماء لا أكثر، تتلوها آه، ظلمة عينيك تسيجني، يدك الممدودة تناديني، أمسكها، أطرد خوفك ومن حولك بعض ذباب، حكايات النوم تنشدها، كطفل مصري أسمر، آه ما أقسى النوم، خذيني من هنا، فالوقت أزف، والجرح نزف، والموت مباح، رشفة ماء أخرى ورهان، ودموع في حدقات البسطاء، تكبير وتسبيح الخالق، أمل ودعاء، إني أرحل، لا لن ترحل، ورهان منه، ومني رهان، يسقط مني (أحمد)، يسقط آخر النبلاء، (أحمد) راهن يا سادة، يا سادة، (أحمد) كسب الرهان».