في ذكرى ميلاد "الفاجومي".. حكايات وأسرار عن أحمد فؤاد نجم
تحل، اليوم 22 مايو، ذكرى ميلاد الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم وهو أحد أهم شعراء العامية في مصر، حيثُ لُقب بـ"الفاجومي" بسبب معارضته للأنظمة الحاكمة في مصر بالسابق بداية من الملك فاروق حتى الرئيس محمد أنور السادات، حيثُ سُجن أحمد فؤاد نجم عدة مرات في القرن الماضي بسبب كرهه للرؤساء المصريين ومواقفه السياسية التي تتعارض معهم وكتابته للقصائد التي اعتبرها البعض معارضة صريحة جداً.
وفي ذكرى ميلاد “نجم” ، نرصد لكم أهم المحطات في حياته.. ولماذا سجنه رؤساء مصر.. وأسباب رقصه بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات…
ميلاده ونشأته:
ولد الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم في 22 مايو 1929 بمحافظة الشرقية لأسرة ميسورة الحال، لأم ريفية أمية، وأب يعمل ضابط شرطة، وكان أحمد فؤاد نجم منذُ صغره حريص على حفظ القرآن بقريته، وبعد وفاة والده ووالدته انتقل إلى ملجأ الأيتام وقابل هناك المطرب الراحل عبد الحليم حافظ الذي كان يُشارك معه ما كتبه نجم من قصائد شعرية.
مواقفه السياسية وسجنه:
في مرحلة الشباب كان الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم ناقماً على الأوضاع السياسية في مصر وغير راض عنها ابتداء من رفضه التام لوجود الإحتلال الإنجليزي على الأراضي المصرية وما تمارسه من انتهاكات، والنظام الملكي الفاسد المُتمثل في سلبية الملك فاروق وحاشيته تجاه الفقراء، لذلك اشترك “ نجم” مع الآلاف من المواطنين في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 لرفض الاحتلال الإنجليزي والأوضاع الاقتصادية التي ينتهجها النظام الملكي، وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال، وتم سجنه من قبل نظام الملك فاروق عند القبض على المتظاهرين ضد الإنجليز ومكث نجم في السجن 5 سنوات ثم انتقل أحمد فؤاد نجم ليعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية.
وفي عام 1959 كان هناك صدام بين سلطة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمعارضة في مصر بسبب أحداث العراق، كان أحمد فؤاد نجم معارضا للرئيس جمال عبد الناصر، وبعد اعتراضه على أحداث العراق تم القبض عليه مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس، وهناك ضرب بقسوة حتى مات أحد العمال، وبعد ذلك عاش أحمد فؤاد نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس في عهد عبد الناصر، ووضع في السجن لمدة 33 شهراً.
وفي أوائل فترة الستينيات قام بعض المسؤولين باتهام فؤاد نجم بجريمة تزوير استمارات شراء معدات في ورش النقل الميكانيكي مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات، قضاها نجم بالسجن، وفي السنة الأخيرة اشترك في مسابقة الكتاب الأول، والتي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية باسم صور من الحياة والسجن، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر الشاعر الراحل وهو في السجن.
لماذا رقص بعد اغتيال السادات؟
قال الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم قبل وفاته في أحد اللقاءات الإعلامية أنه كان معارضا لسياسات الرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام مع إسرائيل والانفتاح الاقتصادي ولكنه مضطر للقبول بهذا الوضع مثله كمثل أي مواطن مصري، وأثناء تواجد أحمد فؤاد نجم بالسجن قال لأحد الضباط بالسجن أن محمد أنور السادات سوف يُغتال لما يفعله بالنظام الذي يُمارسه، ولكن لم يُصدقه الضابط ليُراهنه نجم على ذلك، وبعد مرور شهر تم اغتيال محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، وبعد “نجم” بالخبر رقص فرحاً واحتفل بالسجن لأنه كان معارضا للسادات وكسب الرهان مع الضابط.
أشهر قصائده:
ألف الشاعر أحمد فؤاد نجم العديد من القصائد الشعرية المُلهمة وكان من أهم أشعاره كتابته عن چيڤارا رمز الثورة في القرن العشرين، وحصل نجم على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي، كما شارك أحمد فؤاد نجم بشعره في أعمال فنية عديدة مثل تأليفه لأشعار فيلم يوم مر يوم حلو بطولة فاتن حمامة، وقصائده في مسلسل أنا وأنت وبابا في المشمش بطولة فردوس عبد الحميد، وأشعار مسلسل رحلة السيد أبو العلا البشري بطولة محمود مرسي، وأشعار مسلسل زيزينيا بطولة يحيى الفخراني، وأشعار مسلسل ريا وسكينة بطولة عبلة كامل، وأشعار مسلسل حضرة المتهم أبي بطولة نور الشريف، وأشعار فيلم عمارة يعقوبيان بطولة عادل إمام، وكان آخر أعماله تأليفه لأشعار مسلسل ناپليون والمحروسة عام 2012 بطولة الفنانة ليلى علوي.
زواجه:
تزوج الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم العديد من المرات، وله ثلاث بنات هن: عفاف و نوارة و زينب، وأولى الزيجات كانت من فاطمة منصور التي أنجب منها عفاف، وأشهرها زواجه من الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم، وأنجب منها نوارة نجم تعمل بالمجال الصحفي، وممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة هي السيدة أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زينب.
وفاته:
توفي الشاعر أحمد فؤاد نجم، يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية هناك، برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد شُيع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة، ليترك أحمد فؤاد نجم مسيرة هائلة من القصائد الشعرية التي مازالت تعيش مع الجماهير حتى الآن.