رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بالتفاصيل.. Dmc وهشام سليمان يعيدان صياغة المشهد الإعلامي

جرت العادة منذ إنشاء التليفزيون عام 1960 وأن معايير اختيار المذيعة تأتي دائمًا بمواصفات خاصة وقالباً متكاملاً بداية من الشكل الجميل والثقافة العالية وصولًا للحضور المتميز والأداء الجاذب واللغة العربية ومخارج الحروف السليمة، ومع مرور السنوات اختلف ترتيب أهمية هذه المعايير ليأتي الشكل والمظهر ومقدار العري في المقام الأول لظهور المذيعة على التليفزيون على حساب المهنية والكفاءة والإحترافية.

فلا نستطيع ان ننكر ان بعض رؤساء القنوات يبحثون عن الشكل الذي يلائم الشاشة على حساب المهنية او المضمون المقدم، والبعض الاَخر يحكمه الواسطة والعلاقات الإجتماعية أو لأهداف تجارية. 

وسواء اختلفنا او اتفقنا على تغيير هذه المعايير التي يتم على اساسها اختيار المذيعين، فانجد أن هناك من يكسر هذه القواعد ويحطمها ويصنع بنفسه منظور ومفهوم اَخر قائم على الإنسانية، ليعلن ويثبت ان الإعاقة قد تكون حافزًا ونقطة تحدي لتحقيق الأحلام وليست عائقًا، وأن ذوى القدرات الخاصة من حقهم ان ينعموا بجميع فرصهم في الحياة مثل أي شخص عادي.


البداية

البداية جاءت عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب عن أن عام 2018 هو عام ذوي الاحتياجات الخاصة، والموافقة على قانون "ذوي الإعاقة"، والذي ينص على عدم التمييز بسبب الإعاقة أو نوعها، وتأمين المساواة في التمتع بكافة حقوق الإنسان وحرياته، وإزالة جميع العقبات التي تحول دون تمتعهم بهذه الحقوق، وتكافؤ الفرص بين الأشخاص ذوي الإعاقة والأخرين، وحقهم في تولي المناصب القيادية، وغيره من النصوص التي تعد نقلة نوعية وإنتصارا لهم في عامهم الذي تم الإعلان عنه.


رحمة خالد ليست الأولى

رحمة خالد ليست الأولى التي يختارها هشام سليمان رئيس قناة "دي ام سي" كمذيعة على قناته، فسبقتها الإعلامية رضوى حسن أول مذيعة كفيفة في فضائيات مصر، واستطاعت رضوى أن تثبت نجاحها وقدرتها على تحدي نفسها وتخطي الحواجز والعقبات لتحقيق حلمها، وأبهرت الجميع خلال ادارتها جلسة “تقليص الفجوة بين الجنسين في سوق العمل”، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم بدراستها للموضوع وحوارها الأنيق المدروس وبتجميعها للتوصيات باحترافية بالغة، وكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الحفل الختامي لمنتدى الشباب، والذي عقد مؤخرًا في مدينة شرم الشيخ، وأصبحت رضوى الان من أهم المذيعات الشابات.

إصرار وتحدي

لم تمثل اصابتها بـ"متلازمة داون" أي عائقًا لصاحبة الـ22 ربيعًا، على العكس كانت نقطة إصرار وتحدي لتثبت لنفسها أنه ليس هناك ما يسمى حلمًا مستحيلًا، ليس على مستوى الإعلام فقط، رحمة خالد تخرجت من كلية السياحة والفنادق، ونجخت في التتويج بأكثر من 150 ميدالية، منها 7 ميداليات دولية، في مجالات السباحة والتنس وكرة السلة، وكان حلم رحمة أن تصبح مذيعة تليفزيون، واقتنع بموهبتها هشام سليمان رئيس قناة "دي ام سي" وبعد شهور من التدريب على أيدي كبار المتخصصين، أصبحت رحمة أول مذيعة مصابة بـ"متلازمة داون" تقدم برنامجا على الهواء.


ما فعله هشام سليمان و dmc  مع رحمة خالد، ومن قبلها رضوى حسن، هو تحطيم لكل القيود والأعراف التي كانت تمنع فئة "ذوي القدرات الخاصة" من تحقيق أحلامهم والإيمان بهم وبأحلامهم وإعطائهم فرصة لينعموا بجميع فرصهم في الحياة والمساواة مع أقرانهم في المجتمع، فكل الشكر لرئيس "دي ام سي" على إعطائهم هذه الفرصة ليثبت أن الاعاقة لم تكن يومًا سببا في وقف موهبتهم او ابراز قدراتهم، بل كانت سبيلا لنجاحهم وإثبات طموحاتهم، ونتمنى أن يسير على نهجه كل ذي منصب في يده أن يحقق حلم من احلام هؤلاء ليندمجوا في مجتمعهم بشكل طبيعي.