رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

مها متبولي تكتب... حرفية السقا وكاريزما ياسر جلال

أعتبر مسلسل "رحيم" لياسر جلال رقما مهما في دراما رمضان، لأنه نقلنا من بطء الايقاع  في المسلسلات التقليدية، إلى عالم السرعة والأكشن، والاعتماد على التقنيات الحديثة في التصوير والإخراج والمونتاج.

كما أن السيناريو والحوار في مسلسل "رحيم" لهما حضور وزخم خاص، لأن حركة الشخصيات داخل العمل عبارة عن دوائر متداخلة، تتلاقى خلالها علاقاتهم وأزماتهم، مما صنع بانوراما جميلة ، تم اختزالها في مشاهد سريعة ، تجعل المشاهد متعلقا بها حتى اللحظات الأخيرة ، وهي طريقة احترافية في كتابة السيناريو ،تكشف عن الأحداث شيئا فشيئا ،وتفك الألغاز واحدا تلو الآخر.

فقد نجح مؤلف العمل محمد إسماعيل أمين في الربط بين ثلاث مسارات مختلفة، خلال الأحداث ، المسار الأول تطور حياة "رحيم" من لحظة خروجه من السجن، والثاني تغيرات حياة أعدائه، تأثرا بخروجه، والمسار الثالث هو وجود طرف ثالث خفي، يحرك الأحداث من الظل، وبين هذه المسارات تتولد سخونة الصراع.

بل يمكن أن نقول أيضا أن شخصية "رحيم" ليست شخصية مثالية، وإنما مزيج من العقد النفسية والجدعنة، بالإضافة إلى الطموح والذكاء، وجنون المغامرة وانكسار العواطف، والرغبة في الانتقام، وقد أمسك ياسر جلال بكل خيوط الشخصية، سواء في تناقضها أو تماسكها، ليرسم لها ملامح الشكل الخارجي وأبعادها الداخلية، ويثبت أنه ممثل استثنائي، يتمتع بكاريزما قوية، وحضور خاص.

وعلى الرغم أن المخرج محمد سلامة قد بهرنا بمشاهد الأكشن، فقد كان من الممكن أن يلخص المطاردات والخناقات في ثوان معدودة، ويركز بشكل أعمق على الجانب النفسي للشخصيات، كما فعل بالنسبة للكوابيس التي تلاحق البطل ،وترمز صورها للكثير من الأسرار، إلا أننا في الحقيقة  أمام مخرج موهوب يسيطر على خيوط المسلسل ،ويدفع بالكاميرا لتكون لاعبا أساسيا في المشاهد إلى جانب الحوار.

بل يمكن أن نقول أيضا أن حسن حسني هو طاقة فنية مشتعلة بنار الاحساس، فقد جسد مشهدا دراميا من أروع ما يكون امام ياسر جلال ،حيث يغسل الابن أحزان أبيه ،ويخلصه من أوساخ هذا الزمان ، بل إن كلمات حسن حسني في الحوار، ليست عبارات سطحية ولا مباشرة ،وانما حروف نابضة ،وأنفاس حياة.

أما ظهور أحمد السقا في العمل ، فأعتبره من أجمل مشاهد المسلسل، لأنه فاجأنا جميعا ، ودغدغ حواسنا ،وأعادنا إلى جوهر الشخصية المصرية، شخصية "الجدع" الرافض للظلم والافتراء، الحريص على رد الجميل، والمضحي بنفسه من أجل الوفاء.

جسد السقا المشهد بحرفية شديدة، مازجا بين احساسه العميق وتعبيرات وجهه، وحركات يديه، وقد ابتلت عيناه بالدموع، وبدا متأثرا بما يقول، من كلمات الحوار، في حالة من الشجن، لا يؤديها إلا النجوم الكبار، أصحاب الباع الطويل، في مغازلة الكاميرا، وهو مشهد أعتبره وحده دور "بطولة" أراد السقا أن يضع عليه توقيعه الخاص، ولكن في مسلسل لياسر جلال.