السوشيال ميديا.." وحش" ينهش جسد الكرة المصرية.. فرويز: خراب لمصر.. حلمي: تثير الفتن.. مهندس: سلاح ذو حدين

ويتعدد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بحسب المستخدمين لها، فنجد من يستخدمها لمشاركة تفاصيل حياته اليومية أو صور وفيديوهات مع الأصدقاء ونجد البعض الأخر يستخدمها لنشر الأفكار والآراء والدعوات مع الآخرين ونجد من يستخدمها كأداة تسويقية فعالة لترويج السلع والخدمات، والبعض الآخر يستخدمها للتحريض علي العنف وإثارة البلبلة، وغالبا ما تتأثر الشخصية ممثلة في حساب المستخدم بالشخصية الواقعية له، فمثلا نجد من هو مهتم بالرياضة غالبا ما يقوم بمتابعة الصفحات والمجموعات الرياضية وصفحات الرياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يقوم أيضا بالتعليق ومشاركة هذه الأخبار مع أصدقائه، ونجد من هو مهتم بالسياسة شغوفا بمعرفة آخر الأخبار ومتابعا لصفحات المواقع الإخبارية، والتي تنشر الأحداث على مدار الساعة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. 

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يعرف بـ"السوشيال ميديا"، تؤثر بشكل كبير علي المجتمع المصري، بل أصبحت أيضا تمثل صناع القرار، حيث يتم اتخاذ ردود الأفعال والفعل عبر هذه المواقع التي أصبحت لا غني عنها للفرد المصري في حياته اليومية، فتارة ينشر أخباراً تثير الرأي العام وتحدث بلبلة، وتارة آخري تصبح هذه المواقع موقعا للهجوم علي أشخاص أو مؤسسات بعينها. 

وظهر علي السطح العديد من الصفحات الأهلاوية والزملكاوية، التي انتشرت بشكل كبير وأصبحت تؤثر في الرأي العام الرياضي، وفي بعض الأحيان تكون صانعة قرار رياضى، وهو الأمر الذي أثر كثيرا علي الكرة المصرية الفترة الماضية. العديد من الأحداث التي شهدتها الفترة الماضية وتحديدا عقب ثورة يناير، كانت بعض الصفحات لها تأثير في الرأي العام الرياضي، خاصة الصفحات التي تحرض علي العنف والكراهية، مثل صفحات تمثل افريقي لأهلي والزمالك عبر هذه المواقع فقط، ولكن في الحقيقة لا تمثلهم نهائيا. 

ناديا الأهلي والزمالك قطبا الكرة المصرية لهما نصيب الأسد من الأحداث التي تدور أحداثها داخل إطار مواقع التواصل الاجتماعي، فتارة نجد هجوما شرسا علي مجالس الإدارات أو اللاعبين وتارة تجد دعوات تخرج للتحريض على التظاهرات ضد تلك المؤسسات، ومنها الذي كان له تداعيات خطيرة وشهدت حالات عنف، ومنها الذي كان يدعو للتهدئة ونبذ العنف. 

"وشوشة" يرصد في التحقيق التالي تأثير السوشيال ميديا علي الكرة المصرية، وكيفية الحد من الظاهرة. 

أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير علي صناعة القرار في مصر، في جميع الأوساط ليس الرياضية فقط، قائلا :" جابت الخراب للبلد". 

وأوضح فرويز أن هناك العديد من الصفحات التي تحرض علي العنف بشكل كبير وتصبح هدامة، مشددا علي أن تلك المواقع افتراضية ويجب التعامل معها علي هذا الأساس، ولكن لأن المسئولين عن القرارات أيديهم مرتعشة ينساقوا لمثل هذا المواقع. 

وعن الحد من هذه الظاهرة قال فرويز: يتعين علي المسئولين أن يكون هناك تتبع لتلك الصفحات التي تثير الرأي العام وتحدث بلبلة ويتم محاكمته للحد من تلك الظاهرة.

يؤكد مصطفي يونس، نجم النادي الأهلي الأسبق، أن مواقع التواصل الاجتماعي أقذر شئ بعد ثورة يناير. 

وأوضح يونس أن هناك العديد من الصفحات بها كذب شديد وتحرص علي العنف وتثير الفتنة، ويجب إغلاقها. 

وعن الحد من تلك الصفحات، يقول يونس: لو كان مسئول في الدولة سيقوم بإغلاقها علي الفور. 

يري المهندس محمود بهاء، متخصص في تكنولوجيا المعلومات، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أداة خطيرة وسلاح ذو حدين في صناعة واتخاذ القرارات. 

وأضاف بهاء: أن أغلب الفئات العمرية علي مواقع التواصل الاجتماعي فئات عمرية صغيرة، وللآسف يكون لها رأي مؤثر في صناعة القرار داخل بعض المؤسسات بسبب ما ينشر علي أغلب تلك المواقع. 

وعن الحد من الظاهرة يؤكد أنه يجب علي الدولة أن تقوم بدور مراقبة فعال علي بعض الصفحات التي تثير الرأي العام، وتقوم برصدهم والقبض عليهم. 

ويرى محمد حلمي، المدير الفني السابق لفريق الزمالك، أن السوشيال ميديا بشكل عام مواقع لا قيمة لها ولكنها مع الأسف تؤثر في الرأي العام بل وتصنع قرارات. 

وضاف حلمي أنه رغم تنوع الثقافات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك حالة من الجهل واللاوعي لدي بعض الأشخاص، وخاصة في إثارة البلبلة وإحداث فتنة في البلاد.

ويتفق شادي محمد، نجم الأهلي السابق، مع رأي حلمي فيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: إنها رغم أهميتها في حياتنا، إلا إنها في بعض الأحيان تكون سلاحا ينقلب علينا. 

وأضاف نجم الأهلي السابق: أن السوشيال ميديا رغم انتشاره بشكل كبير، إلا انه أصبح خطرا علي مستقبل الكرة المصرية، ولعل الجميع شاهد ما حدث في الأهلي والزمالك من أحداث الفترة الماضية يتم توجيها جميعا من مواقع التواصل الاجتماعي.