رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
وشوشة
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

"الأڤوكاتو مديحة".. 74 عاما على أحد إبداعات يوسف وهبى ممثلا ومؤلفا ومخرجا‎

وشوشة

سيظل الفن مرآة المجتمع، الكاشف عن أخطائه والمساهم في التغيير، فمع نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات أصبح  المجتمع المصري يتطلع لكل ما هو حديث ويسعى للكشف عن عادات خاطئة وتسليط الضوء على تقاليد موروثة ظالمة، وأصبحت الدعوة إلى التغيير للأفضل تتخلل العديد من المجالات، كان أهمها مجال السينما والفن بشكل عام، ولم تكن المرأة بمعزل عن هذا التغيير، وهو ما سعى إليه بشدة فيلم "الأڤوكاتو مديحة"، الذي تمر على ذكرى عرضه وإنتاجه 74 عام، ونجح الفيلم في توضيح صورة المرأة الغير خاضعة للتقاليد الظالمة، والكشف عن تحولها من المقهورة للأكثر تفاعلا في المجتمع والقادرة على التغيير.

قصة الفيلم
تدور قصة الفيلم حول فتاة من الريف تتيح لها الظروف أن تستكمل تعليمها في الجامعة، وتسعى وتجتهد في دراستها، على أمل أن تحقق ذاتها بالعمل، لكن تقاليد المجتمع تصدمها فيحاول أهلها إجبارها على الزواج من ابن عمها الغير متكافئ معها فهو غير متعلم مثلها، فترفض وتهرب من بلدتها، فيواجه أهلها الكثير من المشكلات بسبب ما فعلته ابنتهم، وتكتشف مديحة أن المجتمع بأكمله يرفض تحرير المرأة وليست بلدتها، ويرفض الجميع عمل المرأة فتخضع مديحة وتعود مستسلمة لبلدها.

بداية الحكاية
انبهرت الفنانة مديحة يسري حينما رأت مسرحية "الأفوكاتو مديحة"، التي كان يقدمها الفنان يوسف وهبى، وحينما انتهت من المشاهدة قررت أن تطلب من يوسف وهبي أن تقدم مسرحيته في فيلم سينمائي يشاهده شريحة أكبر من المجتمع، فالمسرح كان ومازال مقتصرا على عدد قليل من الجمهور، لكن السينما يمكنها أن تبروز القضية التي يتحدث عن الفيلم بشكل أكبر.

وبالفعل وافق يوسف وهبي على تقديم الفكرة كفيلم سينمائي وطلبت مديحة يسري منه أن يشارك بالفيلم تمثيلا وإخراجا، خاصة وأنه مؤلف الحكاية.

يوسف وهبى يرفض أن يأخذ أجرا من مديحة يسري
رفض الفنان يوسف وهبى أن يأخذ أجرا مقابل الفيلم وهو ما روته الفنانة مديحة يسري في مذكراتها قائلة: "أنا سايبة لحضرتك الأجر اللي أنت تحدده لأنه مينفعش أسألك حتى، اللي حتقول عليه حيتنفذ بالحرف يا أستاذ".. ليرد عليها يوسف وهبى بثقة: "يعني أي مبلغ حاقول عليه حتوافقي علطول ومن غير مناقشة؟.. مديحة بحسم: طبعاً يا أستاذ حتى لو 100 ألف جنيه ( وكان مبلغاً ضخماً جداً في تلك الفترة ) أنت تؤمر وأنا أنفذ.

رد ضاحكاً: "ياه وحتجيبيهم منين دول"... ثم تابع "وهو معقول أنا آخذ فلوس من بنتي، أنا مش هأخد منك أجراً أصلا".

مديحة: مينفعش يا أستاذ أنت فنان كبير ومجرد وجودك في الفيلم شرف لي ولكل اللي مشاركين فيه، وكمان ضمانة للنجاح، بس برضه مينفعش ولازم تحدد أجر، و أنا سايبه العقد فاضي حضرتك تحدد الأجر اللي تحبه.
يوسف: مينفعش يا مديحة عيب اللي بتقوليه. مديحة: ده شغل يا أستاذ وأنا واثقة أني هكسب في الفيلم إن شاء الله، كفاية اسمك عليه.

يوسف: خلاص يا مديحة أنا مش هاخد منك فلوس وهستنى لما الفيلم ينزل وح أخد 20% من الإيرادات، ورزقي ورزقك على الله. مديحة: بس ده مش الأجر اللي أنت بتاخده يا أستاذ. يوسف: أنت بنتي وأنا لازم أساعدك، ويالا بقى عاوزين نبدأ نشتغل.

وهذا الحوار نقلا عن أحد المواقع التي نشرت مذكرات مديحة يسري.

أهمية فيلم الأڤوكاتو مديحة
على الرغم من أن نهاية الفيلم لم تنصر المرأة بالفوز لكنه بالضرورة سلط الضوء على أهمية حرية المرأة في العمل واختيار شريك حياتها فاستطاع الفيلم بنجاح أن يعالج قضية تعليم المرأة وعملها وهذا ما حصده المجتمع من تغيرات بعد عرض الفيلم.

أبطال فيلم "الأڤوكاتو مديحة"
وجاء فيلم الأڤوكاتو مديحة من بطولة: مديحة يسري، يوسف وهبي، حسين رياض، فردوس محمد، فاخر فاخر، تأليف وإخراج يوسف وهبي، ومن إنتاج مديحة يسري.
تم نسخ الرابط