مصطفى شعبان.. "المعلم" اللي مالوش "معلم"

هو واحداً من أكثر النجوم الأذكياء الذين يمتلكون قدرات تمثيلية كبيرة وقوية وحقق نجاحات كثيرة متتالية، حتى أصبح واحداً من أهم النجوم الذين ينتظرهم الجمهور ويتتبعهم من عمل لآخر، وبسبب ذكائه الشديد اختار لنفسه طريقة عرض معينة للشخصية التي يقدمها للجمهور ومن الممكن أن نطلق عليها "الشخصية النمطية"، والتي لا تمثل عيباً فى الأداء التمثيلى، إنه مصطفى شعبان الذي ذكرنا بشخصيات عظيمة قامت بمثل هذا الآداء النمطي ك زكى رستم وتوفيق الدقن ومحمود المليجي وزينات صدقي.

قدم مصطفى شعبان هذا العام مسلسل المعلم وحقق نجاحا كبيرا وكعادته دوما فنجاح مصطفى شعبان مستقراً وفى المنطقة الآمنة، محافظا على جمهوره والقاعدة الشعبية التى وصل إليها، كما أنه من الممثلين الذين يملكون القدرة على التغيير إذا أراد ذلك وليس مستسلما للنمطية.

في بداية أحداث العمل يجد مصطفى شعبان صعوبة فى التأقلم مع مجتمع سوق السمك، والصراعات الكبيرة التي بداخله، فيجده مجتمع قاسي حاد، لكن سرعان ما يدفعه هذا المجتمع للتحول التام، فيتغير من شخص يعيش حياته الطبيعية مع زوجته وطفله الصغير ووالده، إلى شخص يعيش داخل الصراعات يواجه التحديات بكل قوة، ويحاول الحفاظ على أسرته من مخاطر السوق.

ويتحول أيضا من شخصية الرجل الذى يحاول الحفاظ على معتقداته، ومبادئه المبنية على الحب والتعامل الراقى مع الآخرين، وهذا بسبب ما يشاهده داخل سوق السمك من أشخاص يحاولون السيطرة على السوق بطرق مشروعة وغير مشروعة.

أكد المخرج مرقس عادل أنه مخرج شاطر بدرجة احترافية فى تقديم الأعمال التجارية تليفزيونياً وسينمائياً، ويكون هو السبب الأساسي في نجاح أي عمل يقدمه، لأن قيادة مسلسل بحجم أحداث "المعلم" يتطلب وجود مخرج واعي بدرجة كبيرة بجميع أدوات الإخراج وهذا ما يحققه مرقس عادل في جميع أعماله.

نجح مصطفى شعبان في أن يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة، تنتظر أعماله الدرامية بشغف فى رمضان من موسم إلى موسم،  فقدم هذا العام وجبة درامية مميزة، سواء على مستوى التمثيل، أو من خلال الصورة المتطورة المناسبة للأحداث، فجسد مصطفى شعبان شخصية المعلم بطريقته التمثيلية المعتادة، التى أحبها الجمهور خلال السنوات الأخيرة، ويساعده فى ذلك الإيقاع العام للعمل، الذى يمتاز بتكثيف وتسارع الأحداث.

قدم محمود الليثي شخصية هيثم العفوي صديق البطل، ويعد هيثم هو منفذ الضحك الوحيد بالمسلسل وكأنه استراحة للمتفرج من الأحداث الدرامية والأكشن، فجاء محمود الليثي إضافة لذيذة لأحداث مسلسل المعلم فقدم شخصية كوميدية عفوية أحبها الشارع المصري وأسعدت قلوب المشاهدين وأعطت لهم هدنة من التراجيديا الممتلئة بالمسلسل، فهو فاكهة المسلسل كما يقولون ومن أعطى حلاوة واستمتاع أكثر بأحداث مسلسل المعلم المشوقة.

قدم الكاتب الصحفي والسيناريست محمد الشواف إيقاعات سريعة ومشوقة خلال أحداث مسلسل المعلم وكانت مليئة بالتفاصيل المتنوعة أيضا، دارت جميعها في إطار من الأكشن والكوميديا، والأحداث الدرامية التي نشأت من واقع سوق السمك، وما يحدث بين تجارها والعاملين بها بطريقة مسلية ومواقف تتعايش يومية بين أصحاب هذه الفئة.