السقا وطارق لطفي وزينة وباسم سمرة ومي كساب… كتيبة النجاح في رمضان ٢٠٢٤

عتاولة موسم رمضان 2024، أحمد السقا وطارق لطفي، شقيقان يقفان بجانب بعضهما البعض في أعمال نصب وسرقة خزن، يتميزان بالجدعنة والشهامة والدخول في أصعب المهمات، فيتميز نصار "أحمد السقا" في قدرته على فتح جميع الخزن مهما صعب فتحها ويتميز خضر "طارق لطفي" بحزمه وإصراره على خوض أصعب المعارك وعدم الالتفات للمشاعر التي تجبر على الانسحاب من هذه المعارك.

عرض مسلسل العتاولة فكرة "الأخوين" مهما بلغت الظروف واشتدت المعارك بينهما لكنهما بجانب بعضهما البعض، فعلى الرغم من اعتراض خضر على مشاعر وحب نصار ل حنة إلا أنهما مازال يقفان مع بعضهما في عمليات النصب والسرقة، وذلك على الرغم من محاولة نصار للخروج من هذا المجال ومحاولته الدائمة للتوبة برغبة من حنة في الحصول على الاستقرار والعيش بالحلال.

حمل مسلسل العتاولة العديد من الأبطال اللذين ساهموا بشكل كبير في انطلاق العتاولة بالصفوف الأولى وقدموا لنا قالب من الدراما متنوع في مشاهده بين الكوميدي والتراجيدي والأكشن أحيانا.

ظهر أحمد السقا بشخصية نصار الطيب الذي يسعى دائما للتوبة بعدما تقابل مع حبيبته حنة لكن الظروف تمنعه من التوبة دائما، ويعود لعمليات السرقة لإنقاذ شقيقه تماشيا مع مبدأ "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما".. فيتجاهل دائما نصار الخلافات ويذهب لشقيقه ليعاونه ويسانده في أعمال النصب.

قدم أحمد السقا شخصية نصار فأقنع جمهوره بمشاعره من خلال حركات جسده وتعبيرات وجهه فبالتأكيد تلمس إحساسه وتتمنى لو أن يعود عن هذا المجال وتصدق إحساسه خاصة المشاهد التي جمعته بزينة.

عمل طارق لطفي على تغيير جلده من "الجلدة للجلدة"، فلم يغير طارق لطفي تقمصه الداخلي فقط في إقناع الجمهور بشره وإصراره على الشر، لكنه قام بتغيير الشكل الخارجي أيضا فاستغنى عن ملامحه الطيبة وقام بحلق شعره وأثبت أنه ممثل مخضرم يستطيع أن يقنعك بأي شخصية يقدمها لك.

أصبحت حنة حبيبة الملايين لطيبة قلبها وسعيها الدائم في تغيير نصار ليكون أفضل، قدمت زينة شخصية حنة المظلومة التي تعرضت للتحرش من زوج أمها فقامت بقتله ومن هنا تبدأ الأحداث والصراعات التي تواجهها وسط دقات قلبها التي تبدأ مع نظرتها الأولى لنصار.

يستطيع باسم سمرة أن يجعل من نفسه نجم الموسم وكل موسم، بسبب لازماته التي ينقلها للجمهور ويتأثر بها المتفرجين، فظهر لنا هذا العام بجملة "يلا بينا" وأيضا "باي من غير سلام"، واعتمد باسم سمرة كعادته دائما على طريقة تمثيله المعتادة لكنها المحببة لدى الجمهور.

تغير جلدها دائما، مي كساب التي نجحت في دور الأم التي تفقد ابنها العام الماضي بمسلسل جعفر العمدة، وهذا العام أم تفقد ابنها أيضا ولكن بطريقة مختلفة، على الرغم من ذلك فالتعبير عن مشاعر الأمومة مختلف، فالشخصية تفرض على صاحبها طريقة التعبير، فظهرت مي كساب بشكل مختلف وقدمت شخصية طليقة نصار التي تركها لعلو صوتها وتعصف شخصيتها لكنها مازالت تقع في حبه وتتمنى رجوعه، وحينما يتم رفضها منه تقرر الانتقام.

سترة العترة حديث السوشيال ميديا، الأم القادرة على فعل كل شئ، المتحكمة في أولادها وجميع من في الحارة، صاحبة مكتب الخادمات التي تسعى لأعمال الشر وتشجع أولادها على هذه الأفعال، قدمت فريدة سيف النصر نموذج للأم التي مات قلبها منذ زمن لكنها حافظت على توضيح تلك الظروف التي جعلت منها جبل لا يمكن اهتزازه.

قدم المؤلف هشام هلال ثلاثون حلقة من الصراعات وتقلبات المشاعر والتحديات والمواجهات، وهذا النوع من الكتابة يتطلب تركيز عالي ومعرفة دواخل الشخصيات بشكل صريح وذلك دون إحداث أي ملل ودون أن يشعر المتفرج بالرتابة لحظة واحدة على الرغم من وجود العديد من الخطوط الدرامية.

فهناك خط درامي لعلاقة نصار بشقيقه خضر، وهناك خط درامي آخر بعلاقة نصار بحنة، وخط بصراع الأشقاء مع عيسي ورحلة البحث عن التمثال، وخط آخر لمي كساب في معرفة من هو ابنها الحقيقي، وخطوط أخرى متفرعة تنم عن وجود سيناريست واع ومثقف وورشة كتابة منظمة.

يتميز المخرج أحمد خالد موسى بفنه الملفت للنظر في الإخراج فيخرج قالب درامي متكامل يحمله أبطال كلا في دوره، ويكملهم أحمد خالد موسى بفنه وإبداعه ويقوم بتوظيف كل عناصر العمل بشكل منظم ليخرج عتاولة الدراما وعتاولة هذا الموسم.