"باشا مصر" يواصل تصدر السباقات الرمضانية في "بيت الرفاعي"

قدم أمير كرارة هذا العام عملا دراميا يحمل في طياته العديد من التأويلات، وربما تشعر للحظات أثناء مشاهدة أحداثه أنها من قلب الواقع الذي نحيا فيه، ففجأة نرى ابن متهم بقتل أبيه ويخوض رحلة صعبة في الهروب والبحث عن برائته في إطار من التشويق والإثارة وأحداث متجددة تبعد تماما عن الملل.

تدور أحداث مسلسل بيت الرفاعي حول توريث السلطة من كبير العائلة، وهو تاجر آثار، إلى كبير آخر، يقرر أن يكون من خارج أسرته وهو ابن أخيه فاروق الرفاعي الذي كان مساعده في أعماله الإجرامية، أما أبناء تاجر الآثار فكان أكبرهم الطبيب البشري ياسين الرفاعي الذي جسد شخصيته أمير كرارة، والثاني يعمل ضابط، بالإضافة إلى فتاتين.

وأثناء جدال الأب مع ابنه الأكبر يقتل، ويرث ابن الأخ السلطة والأموال والعقارات بعد أن باعه إياها العم قبل قتله بيوم واحد، ويقوم بطرد زوجة وأبناء وبنات عمه، ويطارد الابن الأكبر لعمه لاعتقاده أنه القاتل، ليقوم بعدها الدكتور ياسين بخوض رحلة الهروب من الشرطة ومن فاروق الرفاعي ويذهب إلى الإسكندرية وتتوالى المغامرات والأحداث الشيقة.

قدمت ميرنا جميل مشاهد لها في محاولة منها لكسر الحائط الرابع وتعني الخطاب المباشر للجمهور كما وصفها "بريخت"، وقامت بمخاطبة الجمهور ونظرت للكاميرا لتصف جمال ووسامة ياسين الرفاعي، بعدما تنتهي مشاهدها معه، لم يوظف هذا الكسر بشكل دقيق فإذا تم حذفه لن يتغير في سياق الأحداث شئ.

خاض أمير كرارة رحلته بهدوء شديد دون حدوث أي أنفعالات غير حقيقية، فعبر عن شعور رجل منهم بقتل أبيه بعدما حرمه من إرثه الشرعي بمصداقية شديد وانتقل من حدث لآخر معبرا عن شعوره الداخلي المؤثر في تعبيرات وجه وحركات جسده، أي قام بتوظيف شعوره الداخلي في الكشف عن مصداقية شكله الخارجي.

يمتلك أحمد رزق موهبة كبيرة لا يمكنك أن تراها إلا حينما يتم إعطائه دورا بحجم موهبته، فقدم شخصية فاروق الرفاعي المستولي على الإرث بعد وفاة عمه ويفرض سلطته عليهم في كل شئ، ويحارب من أجل القبض على ابن عمه ياسين بعد اتهامه بقتل عمه، قدم أحمد رزق انفعالات غضب وثروة دون أي تعبيرات زائدة فكانت موفقة بشكل كبير وابتعد تماما عن "الأفورة" في الآداء ووظف موهبته بشكل صريح وصادق.

قدم أحمد نادر جلال العديد من المشاهد القوية في رسم صور مدينة الإسكندرية ووظف مشاهد الظلام بالظلام الذي يسكن شعور ياسين الرفاعي وكأنه يصف ما في قلبه، فالظلمة والجمال يجتمعان في شخص واحد، وقدم رحلة هروب طويلة دون حدوث أي ملل للمتفرج.