فى ذكرى ميلاده الأولى بعد رحيله.. محمود يس يرى تفاصيل معايشته لفترة العدوان الثلاثى

يتزامن اليوم مع حلول ذكرى الميلاد الأولى، لواحد من أعظم ما أنجبت السينما المصرية، الفنان الراحل "محمود يس".

ونشأ محمود فؤاد، يس في أسرة مكونة من ١٠ أبناء ترتيبه بينهم السادس في مدينة بور سعيد، فكان والده أحد الموظفين المرموقين في هيئة قناة السويس، لذا وكما كان متعارفًا وقتها، كانت الشركة تمنح لعائلة موظفيها أحد الفيلات التابعة للشركة؛ ليعيشوا فيها، وكما وصفها الراحل "محمود يس"، أنها كانت على طراز خشبي جميل، وفي حديقتها كل ما لذ وطاب.

أما عن بداية تعلقه بالفن فكانت واضحة منذ صغره حيث كان شغوفا بنوادي مسرح بور سعيد، والتي شهدت له صولات وجولات على خشبتها، حتى ذاق الاحتراف ولمع اسمه في عالم المسرح والسينما وفي الإذاعة والتلفزيون.

فى ذكرى ميلاده الأولى بعد رحيله نسترجع سويا، كيف شهد المقاومة الشعبية التي عاشها في بور سعيد أثناء فترة العدوان الثلاثي على مصر؟، كما حكى لصفاء أبو السعود في برنامجها "ساعة صفا":

كان "محمود يس" شديد التأثر بكل ما هو متعلق  بأيامه التي عاشها في مدينة بور سعيد، وينتمي لها شديد الانتماء، ففيها قضى طفولته ومراهقته، وفي تلك الأثناء شهدت المحافظة آثار عدوان الحلف الأطلنطي على أسوار المدينة والتي وقف شعبها  يتصدى لذلك العدوان ببسالة، لدرجة منعت تخطى تلك القوات لحدود المدينة، فظلوا يُرْهِبوا شعبها دون تقدم للجيوش التي وقفت على بعد حوالي ٣٠كم خارج حدود بور سعيد، وعن تلك الأيام يسترجع يس ذاكرته وقال: "أنا أرى أن حرب ٥٦ لم يؤرخ لها كما ينبغى بسبب عدم المعرفة، فالمدينة في تلك الفترة كانت معزولة تماما عن العالم، بسبب الحصار الذي فرضته قوات التحالف على أسوارها وموانيها".

ثم استطرد في الحديث قائلا: "أنا وقتها كنت صغير، لكني شاهد على عدم تقدم تلك القوات، فكل ما كانوا يفعلوه هو التفاف القوات حول أسوار المدينة من أجل إرهاب شعبها، الذي نظم مقاومة شعبية وقفت أمام دبابته ومدرعاته بدروع بشرية حية، بالإضافة إلى قواتنا المسلحة المتمثلة في سلاح مدفعية الساحل الذي قاوم بشكل جبار".

يتابع: "هناك شارع في بور سعيد يدعى محمد على كان يقسم المدينة لنصفين، حي الإفرنجة وحي العرب، فكانت كلما حاولت القوات الاقتحام، وبمجرد سيرها في ذلك الشارع بمدافعها ورشاشتها، تدرك أنها وقعت في مصيدة، حيث بالفعل يتم اصطيادها والانقضاض عليهم من الجانبين سواء بضربهم، أو بقذف القنابل عليهم، وهذا ما تسبب في تراجع القوات حتى أنهم وقفوا عند آخر المدينة عند سور الميناء ولم يستطيعوا أن يبرحوا قدما."

وقد أحيا ذكرى ميلاده نجله السيناريست "عمرو محمود يس"، عبر منشور له على حسابه الشخصي بالفيسبوك، قائلا: "اليوم عيد ميلاد والدي.. مشاعر صعبة عليا.. خصوصا إنه عيد ميلاده الأول بعد الوفاة.. أسألكم الدعاء."