"مش مهم المجموع".. قصص صعود على القمة أثبتت أكذوبة الثانوية العامة

"النجاح ليس دخولك كلية قمة، النجاح هو أن تكون قمة في مجالك"، تلك هي المقولة الأهم التي يجب أن تؤمن بها، أياً كان مجموعك في الثانوية العامة، لتسعى وتحقق هدفك ونجاحك، فكم من طالب دخل كلية الطب أو الهندسة ولم يفلح بها لينتهي به المسار في التحويل منها ويصبح متأخراً في سنينه الدراسية، وكم من طالب حتى أكمل مشواره داخل الكليات المزعوم بأنها قمة لكنه أصبح فاشلاً في مجاله ولم يحقق نجاحاً يُذكر!، العِبرة ليست بالكليات بل بمن يجتهد ويسعى ولم ييأس ليحقق شيئاً داخل مجاله سواء اختاره بإرادته أو فُرض عليه بسبب المجموع.
والأمثلة على قصص الكفاح والنجاح بمعزل عن الدراسة كثيرة ومتعددة، وقد ناقشها الفن كثيراً بناءً على قصص حقيقية موجودة على أرض الواقع، ونناقش معاً في هذا التقرير كيف عرض الفن سر النجاح دون الاعتماد الكلي على الدراسة:

لن أعيش في جلباب أبى
جميعنا شاهد مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، والذي يعد من أهم تراثيات الفن المصري، وإذ دققنا النظر في هذا المسلسل نجد أن "عبدالغفور البرعي" نور الشريف بطل المسلسل، لم يكن مُتعلماً من الأساس، لكنه اجتهد وعمل واستخدم عقله في التفكير والسعي ليصبح واحداً من أهم رجال الأعمال في مصر ولديه أملاك عديدة، وأيضاً نجله "عبدالوهاب" محمد رياض درس كل شيء ولم يكن يجد نفسه وظل عدة سنوات لم ينفعه تعليمه في شيء، حتى سلك في النهاية مسلك أبيه وطور من تجارته، وبالطبع كان لتعليمه سبب لتحقيق هذا النجاح لكنه ليس الأساس بل ساعده في التطوير، فأهم شيء هو السعي والاجتهاد مما يعطي الخبرة.
المسلسل من بطولة نور الشريف، عبلة كامل، محمد رياض، حنان ترك، ناهد رشدي، وفاء صادق، تأليف مصطفى محرم، إخراج أحمد توفيق، عن رواية الكاتب إحسان عبدالقدوس.

النمر الأسود
بطل القصة الحقيقي اسمه محمد عطيّة والتقى بمخرج الفيلم بالمصادفة وروى قصته أمامه فتحمس لها المخرج وقدمها في السينما، وكان تعليمه متوسطاً، لكنه مكافح، سافر ليحقق نفسه في بلد حتى لا يعرف لغتها، لكن بالصبر والسعي استطاع أن يكون من أهم رجال الأعمال هناك، وبرع في الملاكمة وتطور فيها، بالرغم ما قابله من صعوبات وعوائق لتبعده عن هدفه.

همام في امستردام
رأينا في هذا الفيلم "همام" محمد هنيدي، الذي لا يعمل وليس لديه ما يملكه، ولم يكن تعليمه في كلية مجموعها كبير، وخطيبته تركته بسبب أنهلا يعمل، حتى أنه جمع أموال سفره لهولندا بصعوبة، لكن ما إن سافر حتى تبدلت حياته، في البداية تعب كثيراً وحاربه زميله لكي لا يكتمل مشواره، لكنه استطاع أن يجمع الأموال ليصبح صاحب مطعم صغير، ليكبره بعد ذلك ويصبح صاحب أكبر مطعم في هولندا، وكل ذلك فعله دون أن يكون خريج كلية من الكليات المزعوم أنها من القمة وأن النجاح يتحقق من خلالها.