رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري

"مملكة إبليس".. عندما تمتزج خطايا البشر بالأساطير

تمكن مسلسل "مملكة إبليس"، من تحقيق نجاحًا كبيرًا و تفاعل معه الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحطم بذلك فكرة أن الأعمال التى تعرض على المنصات الالكترونية لا تتم مشاهدتها بشكل واسع، و يرجع ذلك لأجواء الغموض والإثارة التى مزجها السيناريست محمد أمين راضي بعالم الأساطير، ليفضح من خلالها أطماع الجنس البشري التى سيطرت عليهم منذ أن خرج آدم من الجنة، فالمال و السلطة و الحب هم المحرك له و من أجلهم قد يتنازل عن أي شيء و ظهر ذلك فى معظمهم شخصيات المسلسل.

و تمكن المخرج أحمد خالد موسى، من تجسيد ذلك على الشاشة من خلال عالم ملئ بالمتعة، فاعتمد على التتابع السريع  للأحداث و المزج بين الخطوط الدرامية بشكل سَلِسَ، فتدور أحداث "مملكة إبليس" حول حارة الجنة التي لا تخضع لقانون، بل لسلطة القوة، وتبدأ الصراعات بين جميع أهلها بعد مقتل كبيرهم فتحي إبليس، ليحاول كل منهم فرض نفسه فتوةً على الحارة، وخلال ذلك تنكشف أمامنا أسرارًا وخبايا عن ماضي إبليس، تغيّر موازين القوة.

صبري فواز "فتحي إبليس"

كانت نقطة البداية مع شخصية "فتحي إبليس"، الذي كان يمثل القوة و السلطة التى لا يستطيع أحد الوقوف أمامه، فكل أهل الحارة من كبيرها لصغيرها يهابه و ينفذون أوامره دون نقاش بدافع الخوف، و عندما خرج من الحارة فقد هذه السيطرة لتحويل الشخصية إلى حالة الانكسار و الضعف ليتم قتله في نهاية الحلقة الأولى، و قد تمكن صبري فواز من تجسيد الحالتين ببراعة. 


غادة عادل "أزهار" 

هى زوجة فتحي إبليس الأخيرة، تحب فتحي بشدة وشغلته منذ الصغر، تعشق رجولته وشاربه المرسوم، وتكتشف حقيقة زواجه من داليدا بعد موته و حتى ذلك لم يجعلها تكرهه، و كانت هى العقل المدبر لباقي الشخصيات، فعلى الرغم من كرههم لبعضهم و الأسر التى فى حياة كل منهم إلا إنها كانت تجد طريقة ماكرة لتخلصهم من شكوك أهل الحارة، وذلك بدافع الحفاظ على الأموال التى جمعوها، و استطاعت غادة عادل أن تظهر خليطا من مشاعر الحب والغيرة و الطمع و الخبث، وذلك ما جعل المشاهد فى حيرة بين أن يتعاطف معها أم يكرهها.


أحمد داود "الخواجة"

ظهر فى البداية على أنه حرامي يريد أن يفعل أي شيء حتى تهتز صورة "فتحي إبليس"، أما أهل الحارة دون أن نعلم السبب، لنكتشف أن الحب كان وراء كل أفعاله فهو كان يعشق" أزهار" منذ الصغر، ولكنها تركته من أجل" إبليس" وذلك ما دفعه لقتله، لكن حتى بعد رحيله لم يصل إليها و حتى يتقرب منها كان يساعدها فى تنفيذ خطتها للحفاظ على نصيبها من الأموال و حمايتها من أهل الحارة، جمع أحمد داود فى هذا الدور بين القوة و خفة الدم و الرومانسية.


سلوى خطّاب "كاسية"

كانت الغيرة هى المحرك لأفعال "كاسية" من البداية، فهي ابنة خالة فتحي إبليس، و زوجته الأولي، فكانت لا تفوت فرصة حتى تكيد "أزهار"، و بعد أن رحل جمعهم حبهم للمال و الأسرار التى لا يعلمها أحد غيرهم، و تمكنت سلوى خطّاب من أن تجسد المرأة الشعبية بكل تفاصيلها بطبيعية و بتلقائيّة شديدة.


رانيا يوسف "حنية "

زوجة فتحي إبليس الثانية التي ترك "كاسية" من أجلها، كانت راقصة لكنها تابت إلى الله و قررت أن تعيش من أجل ابنها عبد الله "بودي"، مع يقين بداخلها أن هناك طفل آخر سرق منها عن طريق أزهار وكاسية وذلك ما نتأكد منه مع مرور الأحداث، وأظهرت رانيا يوسف فى هذا الدور العديد من المشاعر المختلطة، فتارة تجدها الأم الحنون التى تحافظ على ابنها، و تارة آخري تجدها قاسية تدبر مكيدة و تعتقد نفسها تحميه من أهل الحارة و أسرار الماضي. 


إيمان العاصي " داليدا"

هى زوجة فتحي إبليس التى تزوجها سراً، و تعلن عن ذلك بعد وفاته حفاظاً على حقها فى الميراث، و هى أيضاً أخت "الخواجة" و بينهما خلافات بسب استيلائها على حصته من ميراث أبيه، شخصية عنيدة ولا تسمح لأحد أن يسبقها فى الحصول على شيء تريده، و أدت إيمان العاصي الدور ببراعة و ظهرت بشكل بعيد عن الفتاة الرومانسية الهادئة لتثبت أنها قادرة على التنوع.


كريم قاسم "حماصة"

هو شقيق "أزهار" و الصديق المقرب لـ"الخواجة"، كان همه الشاغل هو الزواج من "غُريبة"، لكنها اشترطت عليه أن يكون من أصحاب الأموال و أن يخرجوا من الحارة حتى يبتعدوا عن الصراعات التى تدور فيها، و كريم قاسم جسد دور ابن الحارة الشعبية خفيف الدم، وهو شكل بعيد تماماً عن الأدوار التى قدمها، فنحن اعتدنا عليه فى دور الشاب الوسيم الذى تنجذب إليه الفتيات.


أسماء جلال "غريبة"

هى ابنة شقيقة "كاسية"، الفتاة التى يتمناها كل رجال الحارة، تستغل جمالها و حبهم لها لتصل إلى ما تريده، و على رأسهم "حماصة" التى كانت دائماً تجعله يفعل ما تريده من أجل أن تصل إلى المال، فكانت هى نقطة ضعفه و المتحكم فى تصرفاته، إلى أن نكتشف أنها ابنة " فتحي إبليس " و "حنية"، و كانت أسماء جلال أحد أكبر المفاجأت فى هذا المسلسل، أولاً، لأنها المرة التى تظهر فيها كفتاة شعبية، و ثانياً، لأنها تمكنت من أدائها ببراعة دون تكلف أو مبالغة.


خالد أنور "بودي" 

كان بمثابة المخلص لأهل الحارة من الظلمات التى يعيشون فيها، فعلى الرغم من أنه ابن "فتحي إبليس" إلا إنه كان لا يشبهه في شيء، فليس له في الفتونة والشجارات، لذلك كان يستعمل عقله ويسيطر عليهم، لكنه تحول بالتدريج إلى شخصية مختلفة وأخذ من صفات أهل الحارة، فأصبح يشرب الحشيش و يرتكب الرذيلة مع "دوسة"، و تمكن خالد أنور من إظهار هذا التغيير بسلاسة و أظهر أنه ممثل متمكن من أدائه.


محمود الليثي "العجوز"

الصديق الثالث لـ"الخواجة" وحماصة، و يحب داليدا ولا يفوت الفرصة إلا ويغازلها، ورائه سر لم يكشف بعد وذلك ما ظهر فى المشهد التى تجمعه بأحد الأقزام، كانت مثل معظم الشخصيات كان الحب و المال هما المحركان لمغظم تصرفاته، و ظهر محمود الليثي فى هذا الدور  بشكل جديد، حيث جمع فيه بين الغموض و الكوميديا.



علاء حسني " الشيخ رمزي" 

هو شقيق "حنية" و إمام الجامع، يوجه الناس باسم الدين بما يُمليها عليه فتحي إبليس بدون رفض منه، لإنه يعرف ماضيه، أمه راقصة، زوّر شهادة الأزهر، وأشياء أخرى لا يعرف عنها إلا فتحي، مما يجعله طائعًا دائمًا و ينفذ كل ما يمليه عليه، و بعد رحيل "إبليس" يحاول أن يكفر عن ذنوبه، و استطاع علاء حسني أن يتجسد التحول من شخصية رجل الدين المنافق و إلى الشخص الذي يسعى إلى التقرب من الله حتى يغفر له ماضيه.


نانسي صلاح "دوسة" 

الصدر الحنون الذي تلجأ إليه الحارة وقت الضيق، تمتلك بيت دعارة و على الرغم من ذلك إلا إنها أنظف من فى الحارة كما ورد على لسان "بودي" ، و تمكنت نانسي صلاح فى هذا الدور من إظهار إنها ممثلة تمتلك أكثر من الكوميديا، فقدمت العديد من المشاهد التراجيدية الصعبة بإتقان شديد.