رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

"الأخ الكبير".. مسلسل بخلطة "جدعنة ولاد البلد"

إلى الحارة الشعبية، حيث "جدعنة ولاد البلد"، تحديداً في بيت "الأخ الكبير"، الذي يجود بالحنان والشهامة على كل من حوله سواء أهل بيته وأصدقائه، والغرباء، فتُسبب له هذه "الطيبة" العديد من المشكلات، ولكنه يحلها بحكمة وحنية "الأخ الكبير".

 

من ناحية القصة، كانت الحبكة جيدة، والصراع اتسم بالواقعية، فقد جمع المسلسل بين الرومانسية والاجتماعية والتشويق وكوميدية في بعض المواقف، ليحقق خليطاً متميزاً، حيث ينقلنا السيناريست أحمد عبدالفتاح إلى بيئتين: أولهما "الحارة المصرية"، حيث أصالة و"رجولة" أبناء المناطق الشعبية، ووظف ذلك من خلال عدة شخصيات يمثلون الأسرة المصرية التي تشبهننا جميعاً، أولهم "حربي" محمد رجب، وهو الشاب المكافح المسئول عن بيته، والثانية "عبير" وهي دينا فؤاد الزوجة التي تحب أهل زوجها وتعيش معهم بمثابة عائلتها، "صفية" وهي هبة مجدي الفتاة التي يدللها أخيها وهي أيضاً لا تحب أحد في حياتها مثله، والأب  "أحمد حلاوة" الذي يتصف بالحكمة والخوف على أبنائه، والأخت الصغرى "صباح"، والصديق الجدع محمد عز، وعلى الجانب الآخر الفتاة الفقيرة الطيبة آيتن عامر التي تُستغَل بسبب طيبتها.

 

أما البيئة الثانية فكانت من الطبقة الأرستقراطية، حيث رجال الأعمال والنفوذ، والتصنع والسعي وراء المال، وتجسدها عائلة "فريدة" وهي هاجر أحمد، وخطيبها محمود حجازي، وعبير صبري التي تستغل الفتيات لصالح رجال الأعمال، فهي بيئة تفتقد لأبسط أشكال السعادة، بل يهتمون فقط بـ"المادة".

 

تبدأ الأحداث بالمشكلة الأساسية التي تقلب حياة "حربي" رأساً على عقب، وتتسبب في كل الأزمات التي ستحدث تباعاً لعائلته، حيث تستنجد به هاجر أحمد التي يعمل لديها كسائق، لينقذها من خطيبها الذي حاول التعدي عليها، فيتدخل وينقذها بالفعل ويتشاجر مع خطيبها بالأيدي، لتكن هذه هي النقطة الفاصلة، فيقوده هذا الموقف الشهم إلى سلسلة مشكلات لا تنتهي، أولهما تلفيق "حجازي" له تهمة السرقة ليأخذ ثأره منه، فظل في السجن فترة حتى استطاعت هاجر أحمد إقناعه بالتنازل، وخلال أيام سجنه عملت هبة مجدي في "أتيليه" تعرفت منه على عبير صبري، لتكون سبباً في قتلها مع تطور الأحداث، ويتهمون "حربي" في هذه القضية وتتصاعد المشكلات .


أما الأداء التمثيلي، فنجد أن المخرج إسماعيل فاروق استطاع أن يصنع "توليفة" خاصة بين فريق العمل، واحتلت أغلب المشاهد "تريند" اليوتيوب، ولنأخذ كل واحد من الشخصيات الرئيسية على حدة:

محمد رجب

"حربي"، هو تركيبة مصرية خالصة، جسدها "رجب" بتميز وذكاء شديد، فجمع بين الشجاعة والشهامة والرجولة والجدعنة والرومانسية، وحتى الكوميديا، فجمع "توليفة" مميزة، فهو شاب كأغلب شبابنا اليوم، ظروفه صعبة لكنه طَموح،  كرامته فوق احتياجه للمال، ، تجمعه بشقيقته علاقة من نوع خاص، يجلب لها ما تحتاجه دون أن تقول، يعافر مع مشاكله ويحاول حلها، كل هذا جعله حقاً "الأخ الكبير".

هبة مجدي

كعادتها في البساطة في الأداء، وعدم استغلالها لملامحها الرقيقة لتحصرها في ادوار معينة، بل جسدت دور الأخت البسيطة الخلوقة التي تعشق أخيها وتسرد له كل تفاصيلها، ورغم أنه يدللها لكنها كانت بـ"١٠٠ رجل" عندما سُجن أخيها ظلماً، واستطاعت أن تنتقل بين مراحل الشخصية بكل سهولة، واستحقت أن تأخذ محور الأحداث عن جدارة، وكونها "طبيعية" في نقل مشاعرها المختلفة، جعلت المشاهد يتعاطف معها ويفكر في مشكلتها، حتى إنها تصدرت تريند اليوتيوب أكثر من مرة.

محمد عز

استطاع "عز" أن يجسد دور "صاحب صاحبه" باحترافية، فوظف ايماءاته وتعبيراته جيداً، أحب "صفية" وتزوجها، لكن ساوره الشك فيها، وصدق الصور المفبركة، فرفض استلام جثتها بحجة "نخوته"، ورغم الظروف لم ينسَ ابنة حربي  التي بالمستشفى، فاستطاع أن يظهر "رجولة" ابن البلد.

أحمد حلاوة

جسد "حلاوة" دور الأب الطيب، الذي يخاف على أولاده، وطوال الحلقات يتحدث بحكمة الأب العاقل الرزين الذي يحاول حل المشكلات بتعقل، فتشعر وكأنه والدك حقاً.

آيتن عامر

لم تفشل "آيتن" في تجسيد أي شخصية تختارها، فدائماً ما تبهرنا كعادتها في الأداء، فجسدت الفتاة الطيبة لدرجة السذاجة، التي تقع في مشكلات لهذا السبب، بدايةً من إمضائها على وصولات أمانة، ثم مشكلتها مع رجل الأعمال الذي حاول التعدي عليها فضربته، واستطاعت "سوزي" تخويفها من هذا الأمر لتوافق على بيع نفسها لرجل الأعمال الذي تعدى عليها، لكن حادثة قتل "صفية" تجعلها تهرب مع "حربي" قبل ان تفعل أي شيء، ونجحت "آيتن" بإقناع الجمهور بكل التغيرات التي طرأت على شخصيتها.

عبير صبري

المرأة الأرستقراطية اللعوب، التي نجحت في أن يكرهها جميع المشاهدين بلا استثناء، وهذا يعد تفوقاً منها بالطبع، حيث جسدت دور الشر واستغلال الفتيات لصالح أصحاب النفوذ في أبهى صوره، فأتقنت "عبير" دور "سوزي" لدرجة أن المشاهدين أصبحوا يتمنوا موتها، وهذا بالطبع ليس سهلاً على أي ممثل أن يتعمق ويلبس "الشخصية" بهذا الشكل.

محمود حجازي

لعب "حجازي" شخصيته بالمسلسل بتمكن كبير، فتشعر إنه بالفعل "كريم" الشاب الغني المستهتر عديم الأخلاق، الذي يخطب "فريدة"، ولكنه يكن كراهية لـ"حربي" بسبب دفاعه عن خطيبته عندما حاول التعدي عليها، ويكيد له كلما سنحت له الفرصة، وبرع "حجازي" في تأدية هذا الدور المتميز.

 

في النهاية نحن أمام عمل درامي متكامل الأركان، وناجح بشهادة الجمهور، ولكن يظل اللغز: من الذي قتل صفية؟.