"أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية ومحاربة لا تعرف الاستسلام".. محطات لا تُنسى فى حياة نادية لطفى‎

أعلن الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين وفاة الفنانة القديرة نادية لطفي، داخل المستشفي التى ترقد بها بعد صراع مع المرض، بعد تعرضها لأزمة صحية شديدة تسببت في نقلها إلى العناية المركزة منذ فترة.

وقد بدأت الفنانة الراحلة "نادية لطفى" مسيرتها الفنية عام 1958 من خلال فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقى للمخرج نيازى مصطفى، وتقاضت عن ذلك الفيلم 500 جنيه فقط، وبعدها اكتشفها المخرج رمسيس نجيب، وقد جسدت عددًا من شخصيات روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، في أفلام منها السمان والخريف، وبين القصرين، وقصر الشوق، بالاضافة لعدد من روايات الأديب القدير احسان عبد القدوس.

ساحرة الجنوب "لويزا السينما"
ولدت الفنانة الراحلة نادية لطفى فى حى عابدين لأب مصرى من أصول صعيدية وأم مصرية من محافظة الشرقية، وكانت تتميز بجمال يشع منه بريق جذاب، وبالرغم من أنها شقراء تحمل ملامح هادئة؛ الا أنها تمكنت وببراعة فى التمرد على صفاتها لتجسد أدوارًا مختلفة وجريئة حفرت أسمها فى تاريخ الفن المصرى والعربى على حد سواء، حتى تم تلقيبها بـ "الصعيدية الأوروبية"، وتألقت في العديد من الأفلام بعضها مع الفنانة سعاد حسني مثل السبع بنات، وللرجال فقط.

زيجاتها الثلاثة
تزوجت نادية لطفي 3 مرات، كان أكثرهم بؤسًا هي الزيجة الأولى، حيث أنه بعد أن تزوجت للمرة الأولى من الكابتن البحري عادل البشاري، قرر تركها بعد فترة قصيرة وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من أجل جني المال، وأنجبت منه ابنها الوحيد أحمد الذي تخرج من كلية التجارة ويعمل في مجال المصارف، والثانية من المهندس "إبراهيم صادق شفيق"، وكان هذا في أوائل سبعينات القرن العشرين ويعتبر أطول زيجاتها، والثالثة من "محمد صبري".

أعمالها السينمائية
قدمت ما يقرب من 50 عملاً سينمائيًا، وكان لها علامات مميزة مع الكاتب القدير الراحل احسان عبد القدوس، والأديب العالمى نجيب محفوظ، وكان من أشهر أعمالها السينمائية الناصر صلاح الدين للأديب الراحل يوسف السباعى، والمخرج يوسف شاهين، حيث يحتل الفيلم المركز الـ 11 ضمن أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما، وتتناول قصته، فترة حروب الصلبيين مع العرب تحت قيادة "صلاح الدين الأيوبي"، والأوروبيين بقيادة "ريتشارد قلب الأسد".

وخلال الحرب تنشأ قصة حب بين الجندى العربي "عيسى العوام"، الذي يؤدي دوره صلاح ذو الفقار والمحاربة الصليبية "لويزا" التي تجسدها نادية لطفى، حتى تنتهي الحرب بتوقيع صلح الرملة بين الطرفيين.

وكان من بين أهم أفلامها أيضًا فيلم "السمان والخريف"، وهو قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، والمخرج حسام الدين مصطفي، وجاء الفيلم في المرتبة الـ 95 بالقائمة، وتجسد فيه نادية لطفي شخصية "ريري" فتاة الليل التى تتعلق بعيسى الدباغ (محمود مرسي)، ذلك الشاب الذي ينتمي لأحد الأحزاب والتي انتهى دورها بعد ثورة يوليو، إلا أنه عندما يكتشف أنها حامل يطردها، ويظل مختبئا من المجتمع المحيط به وبعد مرور ست سنوات يفاجأ بريري التي تتزوج من صاحب محل عجوز فيحاول العودة إليها إلا أنها ترفض العودة إليه .

بالإضافة لفيلم "الخطايا"، والذى المركز رقم 93 بقائمة أهم 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، وتدور أحداثه حول قصة حب بين حسين "عبد الحليم حافظ"، وسهير(نادية لطفي)، التى يرفض والده محمود زواجهما، ويقرر زواجها لأخيه، لتتوالى الأحداث والمفاجآت .

ومن بينهم أيضًا فيلم "المومياء"، والذى يحتل المرتبة الثالثة فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وهو من اخراج شادي عبد السلام، وظهرت من خلاله نادية لطفي كضيفة شرف، ويرصد الفيلم أحداثًا حقيقيةً، وقعت في عام 1871، حيث تعيش قبيلة تدعى "الحربات" في صعيد مصر، تشتهر تلك القبيلة بالتنقيب عن الآثار الفرعونية. 

أعمالها الدرامية
قدمت مسلسلاً دراميًا واحداً وهو "ناس ولاد ناس"، عام 1993 وشاركها فى بطولته الفنان الراحل كرم مطاوع، وكانت تدور أحداثه حول عائلة مكونة من الأب "كَرم مُطاوع" وزوجته "نَادية لُطفي" وأمه التركية "أمينة رزق" ووالد أمه "عبد المنعم مدبولي" وله ثلاث أبناء هم "محمد رياض"أبناء هم "محمد رياض" و"رامز جلال" مُطرب فاشل و"أحمد حلمي" ويَعمل صبى سباك دون عِلم أبيه حيث تتعرض العائلة للعديد من المشاكل المادية والنصب، وكان من تأليف أيمن بهجت قمر، واخراج عادل صادق.

كما قدمت عملاً مسرحيًا واحداً وهو بعنوان "بمبة كشر"، من عام 1860 حتى عام 1930، وقدمت من خلاله شخصية راقصة استعراضية، وكانت من اخراج حسن الإمام، وقصة جليل البندارى.

مواقفها السياسة
وقد تميزت الفنانة الراحلة بمواقفها السياسية والقومية وقت الأزمات فى حرب أكتوبر عام 1973، فكانت تحمل الكثير من صفات الجندى المحارب، الذى لا يعرف الاستسلام، فقد منحها تاريخها الوطنى الوقوف إلى جوار الجنود على الجبهة فى حرب الاستنزاف وخلال حرب أكتوبر ، وجعلها تتمتع بالمزيد من القوة والقدرة على المقاومة والنظر إلى الفن على أنه نوع من الجهاد، حيث قامت بنقل مقر إقامتها، إلى مستشفى القصر العيني، أثناء حرب السادس من أكتوبر بين الجرحى من أجل رعايتهم.

وتقول عن هذه الفترة، إنها تعتز بها كثيرًا، بالإضافة إلى أنها تشعر بالفخر من دورها الكبير في هذه الحرب، التي قررت ألا يكون مقتصر فقط على الأفلام السينمائية.

كما اشتهرت بموقفها الوطنى مع دولة فلسطين، فى  1982، من خلال في رحلة شهيرة قامت بها إلى لبنان، أثناء حصار بيروت، ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، وقامت بتسجيل ما حدث من مجازر، ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية، مما دفع العديد من الصحف والقنوات للقول بأن كاميرا نادية لطفي التي رصدت ما قام به السفاح الإسرائيلي في صبرا وشاتيلا، لم تكن كاميرا بل كانت مدفع رشاش في وجه القوات الإسرائيلية.

وظلت "نادية" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال عدائية، إلا أن في النهاية توقفت بسبب ظروفها الصحية، التي لم تعد تسمح باستمرارها في الأمر.

اصدار كتاب وثائقي
وقررت عام 2003، إعداد كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي منذ عام 1956 وحتى 2003، خصوصًا أحداث الهجمات الأميركية والبريطانية على العراق، من وجهة نظرها كمواطنة وليست كفنانة، ولكنه لم يرى النور.