رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري

حوار│مهند حيال: محظوظ بحصد "شارع حيفا" لجائزتين بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى .. ومشاركتى به "حلم"

الفيلم يتناول الحرب الأهلية بالعراق بكافة تفاصيلها.. وصورنا بأماكن حية 
"الضغط" أساس شارع حيفا .. واستغرقت 5 سنوات للإنتهاء منه
من يطلقون على أنفسهم "جهاديين" يستخدمون الدين غطاءً لهم

هو مخرج عراقى، يمتلك رؤية وأدوات خاصة مكّنته من خطف الأنظار إليه، هو المخرج "مهند حيال"، والذى وقف له الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم تحية وإجلال بعد عرض فيلمه "شارع حيفا" ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، والذى تناول من خلاله معاناة شعب العراق للتعايش تحت صوت القذائف والنيران صباحاً ومساءً ويقفون كالبنيان المرصوص أمام خط النار دون خوف؛ بل وكيفية خلق لأنفسهم مجال يتنفسون منه الحياة تحت هذا الضغط.. وحرصت "وشوشة"، على إلتقاء المخرج مهند حيال وإجراء لقاء خاص معه بعد تتويج فيلمه بجائزتين من مهرجان القاهرة لهذه الدورة .. وإلى نص الحوار:

بداية.. حدثنا عن شعورك بعد فوز فيلم "شارع حيفا" بجائزتين فى المسابقة العربية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى 41؟
سعادة لا توصف، فأنا محظوظ لكى أفوز بجائزة سعد الدين وهبة لأفضل فيلم فى مسابقة آفاق السينما العربية، بالاضافة لفوز ممثل العمل الفنان على ثامر أيضاً على جائزة أفضل أداء تمثيلى رغم أنها التجربة التمثيلية الأولى له، وأرى أن عرض الفيلم بمهرجان القاهرة هو استمرار لربط الثقافة المصرية والعراقية التى تمتد لآلاف السنوات، فأنا شخصياً متأثر بسينما داوود عبد السيد؛ لاسيما فيلم "أرض الخوف" عندما شاهدته صغرى، وكان مهم للغاية مشاركة الفيلم بالمهرجان، فقد كان "حلم" بالنسبة لى.

هل كان مهم بالنسبة لك حصوله على جائزة أم مجرد مشاركته بمهرجان القاهرة تكفى؟
بالطبع، فمشاركته بالمهرجان شىء فعال وقوى للغاية، يكفى تلك المناقشات التى حدثت بعد عرض الفيلم وردود الأفعال الواسعة التى تلقيتها، فهذا هو الأهم بالنسبة لى.

الفيلم تناول الحرب الأهلية فى العراق .. فهل عاصرتها أم صنعت الفيلم من خلال التاريخ؟
لا، فقد عاصرتها بكافة تفاصيلها الدقيقة، وكان يهمنى الحضور الحسى للمشاهد لكى يربط بين الأحداث ويعيشون الحياة تحت الضغط فعلياً الذى كان يعيشه سكان بغداد عام 2006.

وكيف اختصرت تلك الحرب الأهلية المشتعلة منذ سنوات فى فيلم مدته 70 دقيقة؟
هذا هو التحدى، كنت أود صنع فيلم يستعرض "شٌقفة" من الحرب أى جزء ضئيل منها، ولكن مع الحفاظ على تفاصيلها المؤلمة؛ فقد كان بمثابة تحدى ولكن من نوع آخر، فالحرب كانت صديق حميم لدينا ونعيش اللحظة بلحظتها.


وما الوقت الذى استغرقته فى تحضيرات الفيلم ؟
3 سنوات للتصوير، وإجمالى 5 سنوات للإنتهاء منه.

وما أكثر شىء أردت التركيز عليه بالفيلم ؟
"الضغط" وكيفية التعايش معه طوال الوقت، فنحن فى العراق وفى أغلب دول الوطن العربى نعيش الحياة تحت الضغط، نحب ونعمل تحته سواء أكان ضغط اقتصادى أو ضغط من الحرب أو ضغط من تفاصيل الحياة.

وماذا عن ميزانيته؟
الفيلم صورناه بطريقة مستحيلة، فقد كانت ميزانيته ضئيلة وذاتية من أسرة الفيلم لنخرج به إلى النور رغم كل التحديات، وأغلبهم أصدقائى.

وأين تم تصوير الفيلم؟
بشارع حيفا ذاته بالعراق، فقد أردنا نقل صورة حية لما يحدث وما يُعرض على الشاشة فى التقارير والنشرات الإخبارية.

حدثنا عن بطل الفيلم على ثامر "القناص" الذى أبهر الجميع وكيف تم إختياره؟
معظم المشاركين بالفيلم خريجى فلسفة وليس لديهم تجارب بالتمثيل، فأنتى تعلمين أن العراق بلد أدبى، وكانت لحظة صناعة الفيلم أشبه بحوار ثقافى، أما على ثامر فقد كان مساعدى فى الإخراج وعندما بدأنا فى اختبارات الكاستينج عرضت عليه فكرة تجسيد البطل ووافق، وخضع لتحضيرات وتدريبات لما يقرب من شهر ونصف.

ظهر ضمن أحداث الفيلم تزامن ما بين قبل إطلاق النيران وسماع صوت الآذان تارة والقرآن الكريم تارة آخرى .. فماذا تعنى ؟
أردت توصيل رسالة بأن كل الأشياء تصير باسم "الدين"، فالكثيرين يصورون الدين كغلاف ولكن التفاصيل والتصرفات تكون غير ذلك، فهؤلاء من يطلقون على أنفسهم "المجاهدين" يتخذون من الدين غطاءً لهم ليبررون فعلتهم ووحشيتهم بالأبرياء ويطلقون على أنفسهم تلك المصطلحات.

برأيك.. من سينتصر بالنهاية؟
صعب.. ما أتصور واحد منهم يستطيع أن ينتصر.

وكيف ترى حال الفن والسينما بصفة خاصة فى العراق؟
أغلبها سينما دعائية تعمل على تمجيد السلطة والحكم، وفى عام 2003 أصبحت مساحة الحرية أكبر وانتشرت السينما المستقلة على الشاشة، وكانت منتعشة مع دول الحدود مثل إيران وتركيا.

بعد عرض الفيلم وجه البعض انتقادات لعرض صورة قاسية عن العراق .. فما تعليقك؟
ليس مهم أن ينقل الفيلم صورة إيجابية أو سيئة، فهذا غير صحيح والأهم أن ينقل الفيلم الحقيقة ورؤية واضحة لها، فحن فى الإنتفاضة نقف على خط النار نواجه وكنت حاضر ذلك، فأنا أعشق بغداد ولكن هذا لا يعنى أن نصمت على الأخطاء؛ بل أرى أن مهمة السينما تشخيص الأمراض الموجودة فى المجتمع حتى نستطيع التخلص منها.