حوار| إيمان رياض: عملي في "إم بي سي" كان حلم كبير.. وعبلة الكحلاوي أمي وقدوتي

دخولي كلية الإعلام كان من المستحيلات

أحب عمرو أديب وشريف عامر وإسعاد يونس

 

إعلامية ذات وجه ملائكي لديها من البساطة والعفوية والتسامح ما يمكنها من اقتحام قلب كل من يتحدث معها أو يراها على الشاشة.. لم يكن العمل في الإعلام بالنسبة لها شيئًا سهلًا، فكان الإلتحاق بكلية الإعلام في جامعة القاهرة أمر بات مستحيلًا بالنسبة لوالدها الذي فشلت معه كل المحاولات لإقناعه بالكلية التي طالما حلمت بها، نظرًا لأن مسقط رأسهما مدينة الإسكندرية، فكان من الصعب أن يتركها بمفردها في القاهرة، وتذكرت مقولته لها: "لو ربنا كاتبلك تكوني مذيعة هتبقي مذيعة".. واستقر بها الحال لدراسة كلية الفنون الجميلة، ورغم ذلك لم تفقد يومًا شغفها بأن تصبح مذيعة رغم كل المؤشرات التي تسير عكس ما تحلم به، ومن هنا تبدأ الإعلامية إيمان رياض، بسرد حكايتها المشوقة لنا وكيف نجحت في تحقيق حلمها بالعمل في الإعلام خلال حور خاص لـ"وشوشة" وإليكم نص الحوار...

 

من أين نبدأ؟

من مرحلة الطفولة حيث بدأت العمل الإعلامي في فترة مبكرة من حياتي، ففي عامى التاسع تم افتتاح القناة الخامسة فى الإسكندرية، وقامت عائلتى بالتقديم لي للاشتراك فى برامج الأطفال، وبالصدفة كان يوجد برنامج اسمه "التليفزيون الصغير" يقدمه مذيعين ومذيعات أطفال، وتم ترشيحى لأكون إحدى الطفلين، ومن وقتها تعلقت بمهنة المذيعة، وأصبحت شغفى لأمتهنها حين أكبر، وبدأت أسعى إليها من خلال القناة الخامسة، واستمرت هذه التجربة لعامين كانت والدتي هي من تدعمني وتراجع لي الأسئلة، رغم أنها مدرسة لغة فرنسية وليس لها علاقة بمهنة الإعلام، لكن كانت أمنيتها أن أصبح مذيعة.

 

وماذا عن مرحلة ما بعد الطفولة؟

وفى فترة ما بعد الطفولة، بدأت متابعة البرامج والمذيعات، وكنت أتمنى الالتحاق بكلية الإعلام، وفعلا تفوقت بالثانوية العامة بمجموع يؤهلنى للدخول للكلية، ولكن والدى رفض السفر بمفردى بحكم إن كلية الإعلام فى القاهرة، وقال لي: "إحنا نظام عيلتنا كدة تفضلي عايشة معانا لحد ماتتجوزي"، وقال لي أيضًا جملة دائما أتذكرها "لو ربنا كاتبلك تكونى مذيعة هتبقى مذيعة"، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة لإننى أحب الرسم، وأثناء دراستى لم يغادر حلمي بالى قط. 

 

وكيف كانت خطوتك الأولى نحو إحتراف تقديم البرامج؟

علمت أنه يوجد قناة جديدة تدعى "الناس" وتبحث عن مذيعات، ثم تقدمت وتم قبولى، وقدمت برنامج "لمسات"، كان يتناول موضوعات الديكور، "والحمد لله محدش كان لسة بيشوفها غير مامتي فكنت بتلخبط براحتي، وكأن ربنا عملي قناة علشان أتمرن فيها على الهواء براحتي"، واعتادت والدتي أن تسجل شريط فيديو لكل حلقة وأعود إلى المنزل لأشاهد نفسي وتدوين ملاحظات عن كيفية تحسين قدراتي في الحلقة التالية، واستمر عملي في القناة لمدة عام، وكانت قناة اقرأ تبحث عن مذيعة بصفة مؤقتة لتأدية فقرة مدتها 5 دقائق، فذهبت إلى هناك لأنها أكبر قناة دينية عالمية، واستمريت فيها لمدة 7 سنوات.

 

وكيف جاءت خطوة ارتداء الحجاب؟

ارتديت الحجاب في سن التاسعة عشر، وقتها شعرت بأنني بحاجة للتقرب من الله، وصُدمت والدتي بعدما علمت برغبتي في ارتداء الحجاب، حتى إنها قالت لي: "ولكنكِ لم تتزوجي بعد"، وقلما تجد فتاة تبلغ من العمر 19عامًا أو ما شابه تريد أن تتحمل مسؤولية حياتية كبيرة بقدر ارتداء الحجاب خاصة في مجال الإعلام حيث لم يسبق أن وجود مذيعات محجبات به، ولكني ارتديت الحجاب على أي حال".

 

هل المذيعات المحجبات لا ينلن حظهن الكامل من النجومية؟

أعتقد أن المذيعة المحجبة لا يعنيها أن تكون نجمة أو لا، أنا شخصيًا لا يعنيني هذا الأمر، ولا أحب النجومية بالأساس، كما أن هناك مذيعات غير محجبات وليس لديهن أي قدر من الشهرة، وعلى العكس أيضًا هناك مذيعات محجبات ولديهن قدر كافي من الشهرة، والموضوع يرتبط بالإخلاص في العمل وتوفيق من عند الله، وكل ما يعنيني أنني والحمد لله لدى رسالة أؤديها بشكل لائق.

 

هل الحجاب من فرض عليكِ نوعية البرامج الدينية؟

إطلاقًا.. أنا أؤمن تمامًا إن الإعلام رسالة وهدف، ووالدتي دائمًا كانت تقول لي: "علشان تنجحي لازم يكون عندك هدف ورسالة تفيد الناس".

 

ماذا عن تجربة برامجك على اليوتيوب "تاتا تاتا" و"يلا بيبى"؟

"تاتا تاتا" كان إنتاج شركة "ياهو" فى دبى، تواصلت معى الشرطة وطلبت منى تقديم برنامج مع ابنتى مريم،  فوافقت لإعجابى بالفكرة ولأن السوشيال ميديا تحقق انتشارا واسعا، ونجحت التجربة بشكل كبير.

وبعد ولادة ابنى يحيى، طلبت منى MBC إعادة التجربة مع ابني يحيى في "يلا بيبى"، فوافقت لأننى أردت أكون عادلة مع أولادى، بما إنه ستكون هناك ذكرى مصورة لابنتى مريم معي، فيجب أن أفعل نفس الشىء مع يحيى، ولكن التجربة لم تستمر بسبب تعب يحيى وقتها.

 

 

العمل في مؤسسة إعلامية كبرى كمجموعة "إم بي سي" حلم أي إعلامي، ماذا أضافت لكِ تجربتك الإعلامية فيها ؟

"إم بي سي" مدرسة كبيرة وكانت حلمًا بالنسبة لي، حلمًا كبيرًا للغاية، والحمد لله فقد يسره لي في الوقت المناسب، وأنا أرتاح للعمل بها، عملت من قبل بقناة اقرأ نحو سبع سنوات، لكن كان جمهوري عربي أكثر منه مصري، الحمد لله حققت جماهيرية كبيرة خلال تلك الفترة، لكني قررت الانتقال لـ"إم بي سي" نظرًا لأن جماهيريتها في مصر أكبر بكثير.

 

من واقع تجربتك ما هي أبرز مقومات المذيع الناجح؟

البساطة والتلقائية هى التى تجعله قريبا إلى القلوب.

 

حدثينا عن إطلالتك، كيف تختارين ما ترتديه قبل الظهور على شاشة التلفاز؟

أعتمد على استايلست شاطرة جدا في البرنامج، ولكن أحب أن اعتمد على نفسي وذوقي في اختيار الملابس والأكسسوارات، وهذا لا يعني أني لا اعتمد عليها على العكس فهي دائما تعطيني الأفكار ونتسوق معا لشراء الملابس.

 

من تعتبريه مثلك الأعلى؟

الدكتورة عبلة هى أمى ومعلمتى، والبركة لى فى الحياة، وأعتبرها قدوتى وربنا يطيل عمرها وينعم عليها بالصحة، هى مثلى الأعلى فهى أم حقيقية قبل أن تكون داعية وإعلامية، عرفتها من خلال برنامج "لمسات"، واول ما شاهدتها قلت لها إنها بالنسبة لى قدوة، وعبرت لها عن إعجابى الشديد بها، فاحتوتنى، وكان شرفا لى أنها رشحتنى للعمل فى قناة MBC.

 

وما النصيحة التي كانت توجهها لكِ باستمرار ؟

أهم نصيحة لي كانت في بداية زواجي حيث نصحتني بعمل ذكريات كثيرة مع زوجي، وكانت تقول لي: "الذكريات الحلوة دي هي اللي هتفتكروها وقت الخلافات، وهي اللي هتخلي فيه مساحة من الحب والتسامح بينكم"، وبالفعل دائمًا أعمل بنصيحتها في تعاملي مع زوجي.

 

ما أقرب برنامج إلى قلبك؟

برنامج "من القلب للقلب"، فهو اسم على مسمى، وهذا شعور الناس به أيضا، وأنا أقيم نفسى مهنيا من خلال ردود أفعال الجمهور.

 

من الإعلامي الذي تحرص إيمان على متابعته؟

أحب متابعة الإعلامي عمرو أديب، وشريف عامر، والفنانة والإعلامية إسعاد يونس، كما أنني أحرص على متابعة برنامج "صباحك مصري" يوميا على شاشة "إم بي سي".

 

كيف استطاعتِ التوفيق بين العمل والزواج وتربية الأطفال؟

النظام أساس النجاح، يوجد موعد لكل شىء حتى موعد لنفسي، فبعد إنهاء العمل أقوم بغلق هاتفى ولا استقبل أى مكالمات عمل لأن هذا وقت الأسرة، مع تخصيص نص ساعة فقط لنفسي أفعل فيها ما يجول في خاطري.