رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

فنانون يرون كيف نقل الإعلام حرب أكتوبر

"يا أيتها الأم الثكلى، ويا أيتها الزوجة المترملة، ويا أيها الابن الذي فقد الأخ والأب، ويا كل ضحايا الحروب املئوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام.. املئوا الصدور والقلوب بآمال السلام.. اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر"، كلمات لم نكن نسمعها يوميًا سوى بانتصار عظيم مثل انتصار حرب 1973، الذى قضى على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ولم يصل خطاب السادات هذا أمام الكنسيت الإسرائيلي، إلى العالم ويتم تداوله بين أجيال رحلت، وأجيال حالية، وأجيال قادمة، دون وجود إعلام قادر على نقل الأحداث بمصداقية واحترافية، وتخزينها على مر العصور لتظل ناقوس يدق في ذاكرة كل عدو، وشرف لكل مصري، وهذا ما اجتمع عليه فناني مصر الذين عاصروا نقل الإعلام لأحداث حرب أكتوبر مذ إعلان بيان العبور في السادس من أكتوبر، وحتى انتهاء الحرب في الواحد والثلاثين من مايو لعام 1974 بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك.

وتحدث الفنانون لـ"وشوشة" عن كيفية تناول الإعلام لأخبار حرب أكتوبر، وما شعروا به حين سمعوا خبر العبور، كالآتي:

فردوس عبد الحميد
أوضحت الفنانة فردوس عبدالحميد، أن الإعلام آنذاك كان مكتم على خطة عبور الجيش لخط بارليف؛ ولذلك تفاجأوا في يوم 6 أكتوبر ببيان الجيش يعلن قدرته على عبور خط بارليف، قائلة: "لم نكن نعرف أي شيء، وفجأة سمعنا النبأ من الراديو الدنيا كلها صرخت واتنططنا، والشوارع كلها كانت تُهلل، وكانت مفاجأة كبيرة جدًا؛ لوجود دعايا  أن خط بارليف مستحيل أن أحد يستطيع أن يعبره فكانت المفاجأة كبيرة أن جيشنا العظيم تمكن من العبور."

وتابعت فردوس أن الخداع الاستراتيجي الذي قام به الإعلام وقتها، بأن لا أحد يعرف بخطة العبور إلا قلة صغيرة في الجيش، مكنت الجيش من خداع العدو الإسرائيلي والانتصار عليه، مضيفة أنه بعد إعلان بيان العبور ظل الإعلام ينقل الحدث أول بأول حتى تم وقف الحرب، وكان يتميز الإعلام حينها بالمصداقية عكس إعلام ٦٧ الذي كان يهول الحدث.

واستطردت أن الإعلام في هذه الفترة كان جيد جدًا، والصحفيين العاملين مع الجيش كانوا يصورون وينقلون صور حية للحدث، وكان الفن يعمل بشكل رائع، موضحة أن المطربين بعدما تم إعلان الحرب ذهبوا للإذاعة وكذلك الملحنين والمؤلفين، وكتبوا ولحنوا وغنوا في لحظتها، وفي ليلة وضحاها تم إنجاز عشرات الاغاني الوطنية.

إبراهيم نصر
أكد الفنان إبراهيم نصر على مصداقية الإعلام في نقل الحدث منذ إعلان خبر العبور،  قائلًا إن الاتصال بين الإعلام والشعب كان عبقري، والشعب كان على أهبة الاستعداد بأن هناك شيء ما سيحدث، وأنهم كانوا يشعرون بتواجد خير الجنود القادرين على رد الكرامة، وعندما حدث ذلك بالفعل، وسمعوا الخبر كان الاستعداد الإنساني ضخم جدًا، وحالة حب كبيرة، والناس فتحت أبواب بيوتها وركضوا في الشوارع من الفرحة، وباركوا لبعضهم البعض؛ مؤكدًا أنه يكن أحد يصدق أنه ببساطة وفي وقت قصير يستطيعوا العبور.

وتابع إبراهيم ضاحكًا: "كنت عند أخ من أخوتي، وكنت اتحدث معه، وعند سماعي لنبأ العبور من الراديو، تركته وركضت على السلم من شدة الفرحة."

سميرة أحمد
أكدت الفنانة سميرة أحمد أن الإعلام كان يعمل بشكل جيد حينها، وكان ينقل للشعب تفاصيل ما يحدث بمنتهى الاحترافية والمصداقية وبشكل دائم ومستمر، بعد أن كان هناك تكتم على خطة الجيش للعبور، مضيفة: "كنت أشعر أن ذلك حتمًا سيحدث؛ لأن مصر محروسة، وعند سمعنا للبيان اتنططنا من شدة الفرحة."

حسن يوسف
قال الفنان حسن يوسف إن الانتصار كان عظيم، وأن الرئيس الراحل أنور السادات حقق انتصار للعرب وليس المصريين فقط، مؤكدًا أن خبر العبور ومعرفة الأخبار في العالم كله، دفعت كل من رأه في باريس إلى الاحتفاء به وزوجته الفنانة شمس الباردوي، وأن لا أحد كان يسمح له بدفع الحساب.

وعلق حسن على الأفلام التي تناولت حرب 73، قائلًا إن الأفلام التي أُنتجت لم تكن على مستوى المعركة، ومن المفروض أن ينتجوا فيلم عالمي عن هذا الحدث بأبطال عالميين، وللعالم وليس لنا؛ لأننا قرأنا ما حدث في الجرائد وتابعناه، مبديًا إعجابه بفيلم الممر.