نكشف بالتفاصيل أسباب عودة "الدراما المصرية" لحقب الماضي فى القرن الواحد والعشرين‎

محمد عبدالمعطى: عرض الأعمال الدرامية فى حقب ماضية توجه رسائل هامة للجيل الحالى

محمد ناير: التاريخ المصري مليء بالأحداث الثرية

طارق الشناوى: ليس بجديد وخوف رقابي من إساءة التفسير

حنان شومان: صناعتها حنين للماضى وهروب من الواقع

ريمون مقار: المجتمع يحمل قضايا أهم من إستدعاء الماضى 

 

للفن طابع خاص يسحر القلوب ويجعلها تهيم فى عالم آخر يتعلق فى بعض الأحيان بالواقع الذى نعايشه فيستمد صناعه بعضاً من أفكاره؛ والبعض الآخر يستوحى من خيالاته مطلقاً لها العنان، وما بين المسرح والسينما والدراما، تظل الأعمال الدرامية هى الأقرب لوجدان المشاهدين حيث تخترق البيوت من خلال شاشة التلفاز دون عناء وتجعل الأسرة تجتمع حولها.

 

وفى السنوات الماضية، ركزت الدراما المصرية على حقبة الستينيات والسبعينيات والثمانينات من القرن الماضى، ما جعلنا نتسائل عن إتجاه عدد من صناع الدراما لتلك الفترة الزمنية فى القرن الواحد والعشرين والتى كان من بينها مسلسل "ليالى أوجينى" فى رمضان 2018، ثم مسلسل "أهو ده اللى صار" والذى تم إذاعته خارج الموسم ليجد أرضاً خصبة يحقق من خلالها نجاحاً كبيراً، وكان آخرهم مسلسل "حواديت الشانزلزيه" والذى من المقرر عرضه فى الفترة القليلة المقبلة، ويكشف "وشوشة" فى هذا التحقيق أسباب عودة الدراما المصرية لتلك الحقبة:

 

إكتشاف عظمة مصر على مر العصور وتجديد المحتوى الدرامي

قال السيناريست محمد عبدالمعطى، فى تصريحات خاصة، أن عرض أكثر من عمل درامى بالآونة الأخيرة فى عصر الخمسينيات والثمانينات وغيرها من الحقب الزمنية الماضية هو شىء إيجابى ورائع.

 

وأضاف "عبدالمعطى"، أن تلك الأعمال توجه رسالة للأجيال الجديدة بمدى عظمة مصر على مدار السنوات والأزمنة المختلفة، متمنياً رؤية الأعمال التاريخية؛ لاسيما تاريخ مصر القديم مثل التاريخ الفرعونى واصفاً إياه بـ"الثراء"، ويحتوى على معانى وقصص كثيرة.

 

وأوضح السيناريست محمد ناير لـ "وشوشة"، أن تلك الأعمال لم يتم تناولها منذ فترة طويلة، فهو تجديد للموضوعات المطروحة على الساحة الدارمية بالإضافة لأنه صورة جديدة وبميزانيات ضخمة تتحمل تجسيد تلك الحقب الزمنية، مشدداً على أن التاريخ المصرى ملىء بالأحداث الثرية والملهمة على سبيل المثال شخصية "أحمد عبد الحى كيرة" والمقرر عرضه ضمن أحداث فيلم "كيرة والجن" للنجمان كريم عبد العزيز وأحمد عز الفترة المقبلة.

 

تكرار الفترة الزمنية "سر النجاح"

ويرى الناقد الفنى طارق الشناوى أنه يحدث فى فترة من الفترات عند نجاح نوع معين من الأعمال الفنية سواء من الكوميدى أو الاكشن، مستشهداً بموقف جمعه مع فنان الكاريكاتير مصطفى حسين منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث كانت جميع الأعمال الدارمية فى ذلك الوقت تتحدث عن "الطرابيش" ولم تكن القنوات الفضائية متاحة حينها، وقام برسم صفوت الشريف وزير الإعلام آنذاك بـ "الطربوش" ليواكب موجة الأحداث.


وأكد على أن ظاهرة إنتشار الأعمال الدرامية فى حقب ماضية ليس بجديد بل يحدث بين حين وآخر، ويُرجع سببه لظن البعض بأن سر النجاح هو تكرار الفترة الزمنية، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون هناك خوفاً رقابياً من التعرض للفترة الراهنة حتى لا يسىء البعض التفسير.

 

"النوستالجيا" حالة عامة فى المجتمع المصري وهروب من الواقع

بينما ترى الناقدة الفنية حنان شومان، أن هناك بعضاً منهم مأخوذ عن فورمات أجنبى مثل مسلسلى "جراند أوتيل وليالي أوجينى" وكان تدور أحداثهم فى الماضى، مشيرة إلى أنه يتعلق بشكل كبير بـ "النوستالجيا" وحب العودة للماضى والحنين له، مؤكدة على أننا فى عام 2019 يحن الجيل الحالى لفترة الثمانينات والتسعينيات وهى ليست بفترة بعيدة، موضحة إلى أنه إذا عاد الزمن للخمسينيات والستينيات فسيكون الحنين أكبر لأنه زمن لم يعايشه المشاهدين من الأجيال الحالية.

 

وأضافت أنها لست ظاهرة درامية بقدر كونها ظاهرة عامة فى المجتمع، مستشهدة بالفنانة إسعاد يونس والتى بنت نجاح برنامجها "صاحبة السعادة" من خلال النوسيتالجيا، مشيرة إلى أن المجتمع عندما يحمل فى طياته العديد من المشكلات فى حاضرها يلجأ للماضى وهى حالة مرتفعة عند المجتمع المصرى للهروب من الواقع.

 

وشددت على أن الأعمال الدرامية فى تلك الحقب الماضية تحمل ثراءً كبيراً من حيث الصورة والملابس والإضاءة وحالة غنى عامة مثل إرتداء البطلات للفساتين فضلاً عن لغة الحوار الأخلاقية والتى نفتقدها فى الوقت الحالي، وهو نجاح مضمون لتلك النوعية من الأعمال.


قضايا المجتمع ومناقشة مشكلاته الواقعية

من جانبه، أوضح المنتج ريمون مقار أن الأعمال الدرامية فى حقب زمنية ماضية هى نوعية جيدة لأن تُقدم على الساحة الدرامية؛ ولكن هناك قضايا أهم يجب أن يتم طرحها فى هذا التوقيت، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يتم تقديمها كنوع من أنواع إستدعاء الماضى، ولكنه يرى أن المجتمع ملىء بالقضايا التى يجب تناولها مستشهداً بمسلسلي قدي عائلي ومن قبله الطوفان وغيرها من الأعمال التى تلمس وجدان المشاهدين من خلال مشكلاتهم الواقعية.