ما بين الإفلاس والتجديد.. أهل الفن يتحدثون عن الأعمال الفنية المأخوذة من فورمات أجنبي‎

شاهدنا في الفترة الأخيرة العديد من الأعمال التلفزيونية مأخوذه من مسلسلات أجنبية والتي تسمى "فورمات" والبعض منها حقق نجاحًا كبيرًا، ومنها "ليالي أوجيني، طريقي، طلعت روحي، جراند أوتيل"، ويتم تصوير حاليًا مسلسلين هما، "الآنسة فرح، وشبر مية"، فهل هذا إفلاس فني أم هو تجديد وتطوير للأعمال الفنية؟، لذلك تحدث صناع الأعمال الفنية في تصريحات خاصة لـ"وشوشة" لكي يجيبوا على تلك الأسئلة.

 

محمد علي رزق

أكد الفنان محمد علي رزق، الذي يشارك في مسلسل "شبر مية" أنه ليس ضد المسلسلات المأخوذه من فورمات، وتابع أن تلك النوعية من الأعمال متعارف عليه عالميًا ولا يُعيب العمل، كاشفًا، أن لدينا العديد من المسلسلات المأخوذة من فورمات أجنبية، وحققت نجاح مثل "طريقي، ليالي أوجيني، جراند أوتيل".

 

ثراء جبيل

تشارك الفنانة ثراء جبيل، بدور محامية تدعى "فريدة"، في مسلسل "شبر مية"، فأكدت أنها تتمنى أن يكون لدينا أفكار خاصة ولا تكن مأخوذة من عمل أجنبي، موضحًا، أن المسلسل يحمل العديد من القضايا الاجتماعية فهي مناسبة لمجتمعنا.

 

هاني خليفة

أما المخرج هاني خليفة، فأكد قائلًا: "أنا أخرجت مسلسل ليالي أوجيني، وهو مأخوذ من فورمات أجنبي، وأنا لست ضد هذه التجارب لأننا لا ننقل هذه الأعمال بشكل كامل بل يتم تقديمها بطريقة تناسبنا، وهو شيء متعارف عالميًا فهو ليس سرقة ولا اقتباس كما يعتقد البعض".

وأوضح "خليفة" أن تلك التجارب تكون مُجرد استلهام لخط درامي جذاب، متابعًا، أن هذا العصر نبحث عن أنواع الحبكات الدراميه التي تؤثر في الجمهور، ويتم شراء حقوقها بشكل رسمي والجمهور من الممكن أن يقارن بين الأعمال التي تم تنفذها والأعمال الأجنبيه سيدركوا أن هناك أختلاف كبير بين العاملين.

 

كاملة أبو ذكري

كشفت المخرجه كاملة أبو ذكري، عن رأيها في ظاهرة الأعمال الفنية المأخوذة من فورمات أجنبي قائلة: "هذه الأعمال انتشرت لأننا نعاني من فقر بالأفكار، على الرغم من أننا نمتلك كم من الكتاب والروايات العظيمة لأمثال لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهم، لكن نضطر لتقدمها لأنها الأعمال التي تعرض علينا".

 

جيلان علاء

أوضحت جيلان علاء، أن اذا كانت فكرة العمل جديدة فلا يوجد مشكلة أن تشارك في عمل مأخوذ من فورمات أجنبي، مؤكدة أن هذا ما حدث في مسلسل "الآنسة فرح" أنها سبب مشاركتها فيه هو فكرته الجديدة، وأن الدور التي تُجسده مُختلف.

 

أسماء أبو اليزيد

وتشارك الفنانة أسماء أبو اليزيد، في بطولة مسلسل "الآنسة فرح"، وكشفت عن رأيها في الأعمال المأخوذة من فورمات أجنبي بشكل عام، قائلة "اذا العمل الأجنبي حقق نجاحًا كبيرًا، فهو سيحقق النجاح هنا أيضًا، بشرط أن يتم تمصيره بشكل جيد ويكون مناسب لطبيعتنا وعاداتنا"، متمنيا، أن يحقق "الآنسة فرح" نفس نجاح النسخة الأجنبية، وينال حب و إعجاب الجمهور.

 

مريم نعوم

تحدثت الكاتبة مريم نعوم، عن تجربتها في تقديم الأعمال المأخوذة عن فورمات أجنبي، وقالت أنها قدمت هذه النوعية من المسلسلات في مسلسل "كإنه امبارح، زي الشمس"، موضحة، أن اختيار هذه النوعية يرجع للشركه المنتجة، مشيرة إلى أن بعض جهات الإنتاج تفضل هذا النوع  كسبًا للوقت المخصص للكتابة في ظل ضغط وقت التنفيذ.

وأشارت "مريم" إلى أن هذا النوع من الأعمال ليس المفضل بالنسبه لها، لكنها جزء من الصناعة وطريقة عالمية فى العمل الدرامي، مضيفة أنها تأتي في المرتبه الثانية في الأفضلية بنسبه لها بعد الشغل على أفكارها الخاصة أو من النصوص الأدبية.

 

إنجي علاء

كشفت الكاتبة ومصممة الأزياء إنجي علاء، عن رأيها في الأعمال الفنية التي مأخوذة من فورمات أجنبي، قائلة: "أهم شيء أن العمل يحقق نجاح، متابعة، أن لا بد تناول الفكرة التي تم اقتباسها يكون بطريقة مُختلفة تُجذب الجمهور وتشبه عادات وتقاليد المجتمع.

 

ومازالنا مع المسلسلات التي تكون مأخوذة من فورمات أجنبي، وهنا يتحدث نقاد الفن عن ذلك الأمر.

 

الناقد طارق الشناوى

قال الناقد طارق الشناوي، أنه لا يوجد حكم مطلق أو نظام معين نطلق عليه الطريق الصحيح للإبداع، فهناك أعمال عرضت خلال الفترة الماضية مأخوذ عن فورمات أجنبيه، وحققت نجاح كبير مثل "جراند أوتيل، وطريقي" لأنها تم تقدمها بشكل جيد، متابعًا، قائلًا: "أن نظام الفورمات هو وسيله متبعة عالميًا لكنها لا تعني نجاح أو فشل المسلسل، صناع هذه الأعمال بيكون لديهم تحدي في أن يقدمو هذه الأعمال بطريقه ومفردات تتناسب مع المجتمع المصري".

 

الناقد محمد عدلي

قال الناقد محمد عدلي، أن تمصير الأعمال الأجنبية موجود منذ زمن بعيد، حتى على مستوى الشعر و قد فعلها أحمد شوقي، و مشيرًا إلى إن أكثر مسرحية نجحت تجاريًا "مدرسة المشاغبين" تم تمصيرها بحرفية و إضافة جديدة، لكن فكرتها مقتبسة، موكدًا إنه مع هذه الفكرة و لكن بشروط، و أهمها ذكر اسم العمل الأصلي على التتر لأنه حق أدبي، لافتًا إن أغلب الأعمال تغفل هذا الموضوع، و أيضًا أن يضيف المؤلف للعمل "روح الدولة"، من حيث العادات أو الأعراف.

وأشار "عدلي" إلى إن أغلب الأعمال الحالية تأخذ العمل كما هو، بدون وضع إضافات تناسب طبيعة مجتمعنا أو أعرافه، أو حتى وجود إضافات ابتكارية جديدة تجعل العمل أفضل، موضحًا إنه لابد أن يضيف المؤلف يخلق جديد، فإن كان كل شئ موجود من حيث الحبكة و الشخصيات فهو "ينقل" ليس أكثر.

 

الناقدة ماجدة خير الله

ونختُم مع الناقدة ماجدة خيرالله، التي أوضحت رأيها في هذه الأعمال، إن الإعتماد الكلي على ذلك يعتبر "بلادة"، حيث إنها تقتل روح الابتكار لدى العديد من المؤلفين المصريين، و تظلم أيضًا من لديه أفكار جديدة منهم، موكدةً، إن البعض منها ينجح، لكن تكرار هذه التجربة كثيرًا ليس جيدًا للصناعة، مشيرة إلى وجود اختلاف بين العادات والتقاليد بين المجتمعات، لذلك لا تصلح لنا في كثير من الأحيان، مؤكدةً، إنها تعرض بعض الأفكار غير موجودة بمجتمعنا، مثل جلوس الفتاة لدى رجل غريب عنها في بلد غير بلدها.

وعن رأيها في سبب انتشارها مؤخرًا بكثرة، فكشف ماجدة خير الله، قائلةً: "إن ذلك يعد استسهال، فبدلاً من أن يأتي السيناريست بفكرة جديدة يعمل عليها من الصفر، فإنه يستورد فكرة جاهزة من الخارج مع إضافة بعض التفاصيل فقط".