فى ذكرى وفاته.. حكايات بليغ حمدى مع "كوكب الشرق و العندليب"

وعن أول لقاء بـ"كوكب الشرق"، قال "بليغ": كان صديقي الشاعر عبد الوهاب محمد، وألقى عليّ كلمات أغنية جديدة من أشعاره وهي (حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه) فأعجبني كلامها جداً، وفي الحال قمت بتلحين مذهب الأغنية، وأخذت أردد هذا الجزء في المجالس التي تضمني مع عدد من الزملاء الفنانين، وكنت أصنع هذا اللحن للمطرب محمد فوزي تحديداً.

و بعد أيام دعاه صديقه المطرب والمنتج محمد فوزي، إلى حفل بحضور أم كلثوم في منزل د. زكى سويدان الذي كان أحد الأطباء المعالجين لها و من عشاقها أيضًا، وطلب منه أن يعرض عليها لحن "حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه"، فرد عليه "بليغ": "أنا أعمل على هذا اللحن منذ شهرين تقريبًا حتى تؤديه بصوتك أنت يا فوزي"، ليرد "فوزي": "اللحن ده أنا شايفه هايبقى أنجح بصوت كوكب الشرق، وأكيد الست هاتبدع فيه أكتر، وجرب مش هاتخسر حاجة".

و كانت أم كلثوم في هذا الوقت تريد أن تتحرر قليلا من اللون السنباطي، لذا فقد طلبت من محمد فوزي أن يلحن لها إلا إنه اعتذر بكل أدب ولباقة وقال لها "عندي ليكي حتة ملحن يجنن مصر حتغني ألحانه أكتر من 60 سنه قدام"، و بالفعل قابلها بليغ في الحفل، و بدأ في تلحين الكوبليه الأول وهو جالس علي الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من أم كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وطلبت منه بعد تلحين أول كوبليه أن يكمل اللحن ولكنه قال إنه لم يكمله فقالت له أنها سوف تتصل به ويكون قد جهز اللحن، ليشاء القدر أن تغني أم كلثوم أغنية (حب إيه) في ديسمبر 1960 وحققت نجاحًا ساحقاً .

غنت أم كلثوم لبليغ العديد من الألحان فى الفترة من 1960 حتى 1973، ومن أهمها: أغنية حب إيه، ظلمنا الحب، كل ليلة وكل يوم، سيرة الحب، بعيد عنك، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة، الحب كله وأغنية حكم علينا الهوي فى عام 1973 وهي أخر ما غنت أم كلثوم، كذلك أغنية أنساك من كلمات مأمون الشناوي وكان مقررا أن يقوم الموسيقار محمد فوزي بتلحين هذه الأغنية وكان بليغ في زيارة لأستاذه ومعلمه (محمد فوزي) وقام فوزي لمقابلة أحد الضيوف وترك بليغ يقرأ كلمات أغنية أنساك التي أعجبت بليغ تماما وأخذ العود وبدأ يدندن، ولما عاد فوزي كان بليغ قد انتهى من تلحين الأغنية واعتذر بليغ لفوزي عن تلحينه للأغنيه، فقام الموسيقار والإنسان محمد فوزي بالاتصال بكوكب الشرق قائلا لها: (بليغ قام بتلحين الأغنية أفضل مني) وتنازل لبليغ عن اللحن، رغم أن التلحين لأم كلثوم كان إحدي أمنيات محمد فوزي، ورحل دون تحقيق هذه الأمنية.

"بليغ هو أمل مصر في الموسيقى"، هكذا عبر العندليب الراحل عبدالحليم حافظ عن موهبة بليغ الفذة، قبل أن يغني علي المسرح أغنية «مداح القمر» 1971، بصدق وبإيجاز شديد.

و قدم بليغ حمدى لعبد الحليم مجموعة من أنجح أغانيه على مدار مشواره الفني، فمنذ نهاية الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات، قدم له باقة من الألحان حققت نجاحًا ساحقًا، منها: "تخونوه، خسارة، خايف مرة أحب، أعز الناس، سواح، على حسب وداد، توبة"، و أيضًا جانا الهوى التي أبهرت الناس بألحانها، عدى النهار، المسيح، البندقية اتكلمت، فدائى، الهوى هوايا، أحضان الحبايب، موعود، زى الهوا، مداح القمر، حاول تفتكرنى، بحلم بيوم، عاش اللى قال، مصر يا بلادى، الفجر لاح، حبيبتى، من تكون، الجزائر، أى دمعة حزن لا.