"هوس القمة".. نقاد وأطباء نفسيين يتحدثون عن ظاهرة استغلال الفنانين لحياتهم الشخصية للترويج لأعمالهم الفنية

انتشرت فى الفترة الأخيرة، ظاهرة إعلان عدد من نجوم الفن أخبار عن طلاقهم أو مرضهم، فى نفس ذات الوقت الذى ينضموا لعمل جديد، وهو الأمر الذى جعل البعض يقول أن الفنان يستغل تلك الحادث للترويج للعمل الفني الذى ينضم إليه، فأصبحت ظاهرة استغلال الفنانين لحياتهم الشخصية فى الترويج لعمل ما، هو أمر منتشر فى الوسط الفني.

 

ومن خلال تلك السطور يرد النقاد والأطباء النفسيين على التساؤلات التى تكونت لدى الجمهور من تلك الظاهرة، ومنها لماذا يستغل الفنان حياته الشخصية فى الترويج لأعماله وكسب التعاطف؟ وهل هذا مقصود أو غير مقصود؟

 

والبداية مع الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، والذى قال أن هناك عدد كبير من نجوم الوسط الفني ينظروا بعين العبرة لفنانين الزمن الجميل وكيف كانت نهاية أغلبهم مأسوية وإفلاس وغيره، فلذلك يستغلوا شبابهم وحضورهم الحالي لتحقيق أى مكسب مالي للحصول على المادة سواء بالإعلان عن حياتهم الشخصية من "مرض وطلاق وغيره"، أو فتح كافية أو مطعم كنوع من الاستغلال لنجوميتهم.

 

وأضاف "فرويز"، أن لكل حالة إعلانها وترويجها الخاص وحسب نجاح طريق الإعلان والتفاعل معه ينجح الفنان فى التعلق فى ذهن الجمهور ويبحث عن كل ما هو جديد فى حياة الفنان، وإذا فشل الفنان فى طريقة الإعلان من الممكن أن تساهم الظاهرة فى سقوطه فنيًا.

 

وتابع أن هناك جزء كبير من الإعلانات عن "مرض أو طلاق" المتواجده على الصفحات الفنية وتكسب الفنان شهرة أكثر، ففى تلك الحال يتم تسليط الضوء حول الفنان الذى قام بالإعلان عن أى من تلك الأشياء فيظل الفنان متواجد ويزيد الطلب عليه من قبل المنتجين والمخرجين.

 

وعن إذا كان الأمر مقصود إم لا، أكد "فرويز"، أن كل تلك الأعلانات تكون مرتبه من قبل الفنان وحتى فى اختيار الوقت الذى يعلن فيه، فهو يختار الوقت المناسب الذى يستطيع أن يسوق لعمله بشكل جيد، ولنفسه بإستغلال عاطفة الشعب.

 

وأرجع "فرويز"، انتشار تلك الظاهرة إلي أن الجمهور ليس لدية ثقافة البحث عن الحقيقة، مؤكدًا أن ذلك يساهم بشكل إيجابي على زيادة نجومية الفنان.

 

وقالت الدكتورة راندا إبراهيم، استشاري اسرى وتربوى، أن هناك عدد من نجوم الفن لديهم تخوف من فكرة أن نجاحهم ونجوميتهم تقل، وبتالي يحاولوا أن يثيروا ضجة حولهم ليلتفت الناس لهم ولآخر أعمالهم ومثال على ذلك "إشاعة وفاة فنان، إشاعة حادثة"، وهذا النوع من الفنانين يسيطر عليهم الخوف أكتر من الإبداع، مؤكدة أن الجمهور ذكى وعلى قدر واعي من التمييز، فيصل له إحساس إن ذلك هو ترويج للفنان أو لعمله.

 

وأوضحت أن هناك عدد من الفنانين خطواتهم فى النجاح ثابتة وقوية وبالفعل لا يفرق معهم غير عملهم، ويقوموا بالتركيز فى عملهم فقط والإبداع دون النظر للمنافسة ولا للدعاية عن نفسهم.

 

وأكدت، أن تلك الفنانين الذين ينشغلوا بعملهم فقط، ويحرصوا على البعد عن الأضواء فيحدث عندهم وعى وتركيز عالى بالفن.

 

وأضافت "راندا"، أنه أيضًا يوجد على النقيد فنانين يحبوا الإعلان عن أعمالهم كنوع من الدعاية على السوشيال ميديا كجزء من حفاظه على تواصله مع الجمهور ليعود عليه بطاقة جيدة، ويشعره بالرضا عن خطواته التى يتخذها فى مشوار حياته الفنية، متابعة أنه لا يمكن تعميم الفكرة ووضعها قاعدة ثابتة، فهي تختلف من فنان لآخر حسب توجهه وتركيزه وذكائه بالحس الفنى وذكائه الإجتماعى.

 

وقال الناقد الفني رامي رزق الله، أن استغلال النجوم لمرضهم يكن مقصود، وليس من باب الصدفه وكان متواجد من فترة كبيرة، ولكن كان يحدث على استحياء وفى الصحافة الفنية فقط، وبشكل غير مباشر، مؤكدًا هذا الأمر يسلط الضوء على حياة الفنان الشخصية.

 

وأضاف "رزق الله"، أن إعلان الفنانين عن "مرض أو طلاق أو غيره"، إستغلال لحياتهم الشخصية فى الترويج لأعمالهم.

 

وأشار إلى أنه حاليًا الأوضاع أختلفت وأن السوق الفني أصبح فيه شرارة وتنافس وخصوصًا على السوشيال ميديا وتسابق على الحصول على "لايكات وكومنت أكثر"، فأصبحت هذه الأشياء تهم الفنان بشكل أكبر وتكون لديهم إحساس بضرورة نجاحهم على "السوشيال ميديا" والتباهي بملايين "الفولورز" أكثر ما يتبهوا بنجاح عملهم الفني، لافتا أن السوشيال ميديا أصبحت فى المقام الأول بالنسبة لعدد كبير من النجوم، ثم بعد ذلك عملهم الفني.

 

وتابع "رزق الله"، أن النجوم أستغلوا جميع النقاط التى يستطيعوا من خلالها الترويج لشخصهم او لعملهم، فأصبح ليس لديهم بديل آخر غير حياتهم الشخصية  فى الترويج وتسليط الضوء عليهم، قائلاً: "رواج أسمهم وأرتباط مشاكلهم الشخصية بأعمالهم يخلق رواج لهذه الأعمال الفنية، حتى لو كانت تلك الأعمال دون المستوي لأنه فى النهاية أصبحت المسألة ترافيك أكثر من أى شئ.

 

وأكد الناقد محمد عدلي، أن أستغلال الفنانين لحياتهم الشخصية موجود قبل وجود السوشيال ميديا، قائلا: "بدون ذكر أسماء يوجد أشخاص كثيرة قالوا أنهم يعانوا من أمراض منذ فترة كي يكسبوا تعاطف الجمهور ويحققوا نجاحا كبيرا".

 

وأضاف، أن هناك عدد من الأعمال الفنية لا تكون على قدر كافى من النجاح، ولكن السوشيال ميديا وتسليط الضوء عليها، يجعلنا نشعر أنها أعمال ناجحة وذلك بسبب أن الفنان كون لديه "فولورز" عن طريق تعاطف الجمهور معاه، من خلال إعلانه "مرض، طلاق، زواج" عليها، فجعل نفسه كتاب مفتوح إمام السوشيال ميديا .

 

وتابع"عدلى"، إن أستغلال النجوم لحياتهم الشخصية فى الترويج عن أنفسهم أو أعمالهم جعلتنا على قرب كبير من النجوم وأصبحنا نعرف طريقة تفكيرهم والكثير عن حياتهم الشخصية.

 

وأشار إلى أن النجوم الذين يستخدمون "مرضهم" للترويج أو ليؤثروا على جمهورهم ويتعاطفوا معهم ، هو بمثابة علاج قصير المدى، موضحا إنه إذا نجح الفنان فى مرة أو أثنين فى هذا الترويج فلن ينجح فى الثالثة، وذلك لأن الجمهور يمل من تلك الأخبار، قائلا: "الجمهور بيزهق من رتم أنا تعبان أو مكتئب".

 

وأختتم"عدلى"، كلامه بأن هناك عدد كبير من النجوم والإعلاميين يفقدوا نجوميتهم بعد تكرار نشر أخبار حول "مرضهم، طلاقهم، مشاكلهم"، فأصبحت السوشيال ميديا عدو النجاح.