رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

أحمد الهواري يكتب ... شريط حياتي

عارف إيه اللي هيحصل لو فكرت ترجع شريط حياتك سنين للوراء ؟ ، اللي هيحصل هو انك هتحس  بمجموعة  من المشاعر المتناقضة في وقت واحد ، يعني هتحس بالفرح والحزن ،و النجاح و الفشل ، والحب و الكره ، والحنين و الفراق ، و الغدر والجدعنة  والفخر والعار ويمكن كمان تحس بالموت والحياة ، يعني مثلا هتفرح بإنجاز وصلت له كان نفسك فيه زمان وكنت شايفه بعيد جدا ، وهتحس بالحزن عشان في حد عزيز عليك مات كان نفسه يشوف الإنجاز ده وتقريبا عمره ضاع عشان يوصلك للي انت فيه دلوقتي .

هتحس بالنجاح في شغلك  اللي كبرت فيه وكبرته ، بس هتحس بالفشل في حياتك الاسرية مع اهلك وقرايبك وأصحابك اللي قصرت في حقهم بسبب إهتمامك بالشغل ، هتفتكر أول حب في حياتك ، وهتحس بالكره لما تفتكر الناس اللي وقفت في طريق سعادتك وللظروف اللي خانتك ولطريقة تفكيرك اللي خلتك تاخد قرارات خطأ ضيعت كتير من عمرك ، هتكره ناس دخلتها حياتك عشان يدمروها وخلوك تفقد الثقة في كل الناس .

هتحس بالحنين لبيتك القديم اللي اتولدت فيه وتعلمت المشي وانت بتسند علي جدرانه ، حنين لوجبة الغداء اللي كل الاسرة بتتلم حواليها ، حنين ليوم العيد والملابس الجديدة واللعب مع الاقارب في بيت الجدة ، حنين لحضن فارق الدنيا تتمني لو تدفع عمرك كله مقابل ان يعود ولو لدقيقة ، حنين لحياة بلا ضغوط وسعادة غير معلومة المصدر وأمان لم يعد موجود .

ستتذكر الغدر وتري كم هائل من الأصدقاء اللي كنت فاكر انهم أكثر من الأخوات اللي باعوك وغدروا بيك عشان فلوس أو عشان بيحقدوا عليك او عشان واحدة ولا واحد ولا عشان المصالح برغم انك كنت بتدوس علي كل الحاجات دي عشانهم بس اكتشفت متأخر انهم " واطيين " ، بس لما تفتكر كام واحد عمل معاك مواقف كويسة هتحس بالجدعنة وغالبا هتلاقي الناس الجدعة دي آخر ناس كنت تتوقع منهم المجدعة .

هتحس بالفخر لما تفتكر مواقفك مع ناس كانوا محتاجين ووقفت جنبهم بدون أي مصلحة أو أغراض ، هتفتخر بنفسك لما تشوف انك عملت نفسك بنفسك وبدأت من الصفر لحد ما وصلت للي أنت فيه دلوقتي ، وهتحس بالعار لما تشوف ان كان في ناس محتاجينك وانت تخليت عنهم ولما تعرف انك كنت ندل في أوقات كنت فاكر أن الندالة " فهلوة " و ذكاء .

هتحس بالقرف من أشخاص ساعدتهم كتير وعمرك ما آذيتهم وكنت سبب في تغيير حياتهم ولكن كان ردهم هو نكران الجميل و الإساءة ليك بمناسبة وبدون مناسبة عشان بس حاسين قدامك إنهم قليلين بالرغم إنك عمرك ما حسستهم بكده ، كمان هتقرف لما تسمع عن نفسك حكايات عمرك ما سمعت عنها وتصرفات عمرك ما عملتها وبتتقال بس لمجرد الإساءة ليك .

هتحس بكرم ربنا لما يبعتلك إنسان في وقت كانت طاقتك خلصت و زهقت من كل حاجة ، إنسان يصحي جواك آمال وطموحات ويعيد شحن بطارياتك وتبقي عايز تعافر وتستحمل عشانه وعشان تعيش معاه في سعادة ، وتحس ببخل البشر وحقدهم لما يستكتروا عليك الراحة والسعادة ويحاولوا يدمروا العلاقة دي .

هتفهم ان الفلوس عمرها ماكانت غاية عشان ندوس علي بعض عشان نوصلها وانها مجرد وسيلة عشان نتبسط بيها ونساعد الناس ، هتعرف ان مش كل اللي بيضحك في وشك ويجاملك بيحبك ، ومش كل اللي بيختلف معاك بيكرهك .

هتحس بالموت وتعرف قد إيه هو قريب منك جدا وهتشوف كام واحد من حبايبك الموت خطفه في لحظة وكان سنة صغير وصحته كويسة ومات لوحده ، يعني الموت مش محتاج أسباب ولا ليه مقدمات ، وهتحس بالحياة لما تشوف كام واحد كان تعبان وسنه كبير وعمل حوادث مميته لكن لسة أجل ربنا مجاش ميعاده . 

عارف بقي اخر حاجة هتحس بيها ايه ؟ الندم ، هتندم علي انك بعيد عن ربنا وان كل اللي انت فيه من خير هو من ربنا وأي مكروه انت فيه من آعمالك و ربنا بس هو اللي يقدر يبعده عنك ، هتعرف ان أي حلم بتحلمه ربنا بس اللي يقدر يحققه وأي نجاح وصلت ليه ربنا بس اللي يقدر يحوّله لفشل ،  هتندم علي عمرك اللي ضاع بعيد عن ربنا و علي كمية المعاصي اللي عملتها ب " قلب ميت " ومكنتش فاهم ان كل حاجة بتتسجل علي شريط ، هتعرف ان الدنيا مش مستاهلة صراعات وحروب وغيرة وغل وحقد ونفسنة .

بس خليك فاكر انك اتفرجت علي الشريط المرة دي بمزاجك وتقدر تغير في النهاية ، بس المرة الجاية هتشوفه عند ربنا ومش هتعرف تغير فيه أي حاجة وهتكون دي نهايتك .