رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

"عاشق الحياة الذى لم يمت".. أسرار فى حياة الجسور الراحل فاروق الفيشاوى‎

فنان فريد من نوعه فهو رمز من رموز السينما المصرية الذى تمكن أن يتربع على عرشها بل وفى قلوب الملايين من الجماهير، برع فى تجسيد جميع الشخصيات ما بين الكوميدى والتراجيدى والرومانسى والتشويقى.

وكان عاشقاً للحياة بأبى أن تهزمه الصعاب بالرغم من كل ما مر عليه من أزمات، إلا أنه ظل قوياً محباً للحياة دائم الإبتسامة بوجه بشوش يملؤه الرضا والقناعة.

أشتهر بـ "الكناريا" التى تزقزق وتحلق دون قيود بأحلام كبيرة متطلعة لما هو قادم، وعندما هاجمه السرطان اللعين، وقف صامداً لم يهتز وأعلن عنه بكامل قوته فى مهرجان الأسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الـ34، قائلاً :"مش عايز حد يضايق ولا حد يزعل ولا حد ينزعج.. سأهزمه وأنتصر عليه".

 

عاشق الحياة

ولد بإحدى قرى مركز سرس الليان بمحافظة المنوفية في عام 1952، لأسرة ميسورة الحال وكان لديه 4 أشقاء ولدين وبنتين، وهو الخامس وأصغرهم سنًا، وقد توفي والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره فتولى شقيقه الأكبر رشاد رعايته وتربيته، حصل على البكالوريوس في الطب العام وقبلها على ليسانس الأداب من جامعة عين شمس، ثم طار محلقاً فى عالم الفن والسينما.

 

كانت بداياته الفنية من خلال مسلسل "أبنائى الأعزاء شكراً" والتى استطاع أن يجذب الأنظار إليه من خلالها مع الفنان عبد المنعم مبدولى، أما فى السينما فكانت تألقه مع الزعيم عادل إمام من خلال فيلم "المشبوه"، فكانت نقطة الإنطلاقة فى مشواره الفنى ليكتب بها شهادة ميلاد فى عالم الفن، حيث شارك بعدها خلال مسيرته الفنية بما يقرب من 200 فيلم وكان أشهرهم "المرأة الحديدية، كشف المستور، ديك البرابر، الجراج، درب الهوى، فتاة من إسرائيل، تجيبها كده تجيلها كده هي كده، السقوط، صيد الحيتان، الكنز، موعد مع الرئيس، يا صديقي كم تساوي، المشاغبات في خطر، المرأة والقانون، الخادم، سوق المتعة، اغتصاب، القاتلة، ديك البرابر، رغبات، أرجوك أعطني هذا الدواء، الزمن الصعب، الفضيحة، زوجة محرمة، الشطار، الإرهاب، مشوار عمر، التحويلة، ليلة القتل، عليه العوض، أبناء الشيطان، رجل له ماضي، أرض أرض، حبيبتي من تكون، العشق والدم، يوم للستات، ألوان السماء السابعة، التحدي، الحناكيش، الجينز، حنفي الأبهة، الشيطان يقدم حلاً وغيرهم، وكان آخرهم فيلم ليلة هنا وسرور، وجسد خلال أحداثه شخصية "المعلم الضو".

 

كما أشتهر بأعماله على الشاشة الصغيرة وكان أشهرها "الحاوي، كناريا وشركاه، ليلة القبض على فاطمة، أكتوبر الآخر، الأصدقاء، أبنائي الأعزاء شكراً، غوايش، أولاد آدم، المرافعة"، وكان آخرهم مسلسل "الشارع اللى ورانا"، وقدم من خلال أحداث المسلسل شخصية "شهاب" وشاركته البطولة كل من درة، لبلبة، أحمد حاتم، نسرين أمين، والمسلسل من تأليف حاتم حافظ ومن إخراج مجدي الهواري.

 

الصادق الجسور

كان الفنان الراحل فاروق الفيشاوى، جسوراً صادقاً بكل مواقفه الحياتيه والعملية التى جعلت منه نجماً بطابع مميز ، ولم يخجل من أن يصارح جمهوره بحياته الشخصية وتعرضه لفترة عصيبة مر بها بعد إدمانه للهروين، رغم أنه كان أوج شهرته ونجوميته، ولكنه أبى أن يصمت ليكون لهم مثلاً أعلى ويعطيهم درساً، فقام بسرد رحلته مع هذا الإبتلاء واصفاً نفسه "كنت عبد للهروين"، وصارح الجمهور بتفاصيل رحلة إدمانه وشفائه من خلال حوار صحفى  عام 1987 طلب بنفسه أن يجريه مع الكاتب الصحفى صلاح منتصر كى يحذر الشباب من "شبح الإدمان".

 

أمنيته بالسينما التى لم تتحق

كان النجم الراحل فاروق الفيشاوى شغوفاً بالسينما، ليست فحسب؛ بل بتناول وعرض قضايا الوطن من خلالها وكان من أشهر تصريحاته فى هذا الشأن "طبيعي أن يكون للفنان موقف مما يحدث لشعبه ووطنه، وضروري أن يتميز بنوع من الحكمة عندما يتخذ موقفا سياسيا لكن أهم ما فيه أن يكون لصالح الناس والمواطن والشعب المصري".

وكان يتمنى فى أن يجسد شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سواء من خلال السينما أو المسرح أو التليفزيون، وأن يقف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ولكن يشأ القدر وأتت الرياح بما لا تشتهى السفن ولم يحقق أمنياته التى طالما كان شغوفاً بها.

 

وصيته لنجله الفنان أحمد الفيشاوى

أثناء تكريمه فى الدورة السابقة من مهرجان الأسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، أعلن عن حلمه الجديد الذى تمنى تحقيقه بالسينما وهو أن يقدم فيلما عن المطران "كابوتشي" وهو قس سوري كان سفيرًا للفاتيكان في القدس، وذلك بعد أن شاهد فيلم "شندلر ليست"، الذي قدم معلومات مغلوطة عن العرب، ومنذ ذلك الوقت وأصبح شغوفاً بأن يقدم فيلماً عربياَ يرد على الدعاية الصهيونية التي تتهم العرب وتزعم أنهم إرهابيون، وأوصى نجله الفنان أحمد الفيشاوى فى أن يحققها له إذا وافته المنية.

 

الحاوى والمسرح

"اللورد جلوستر".. كانت تلك نهاية الرحلة التى اختتم بها مسيرته الفنية من خلال إحدى روائع شكسبير فى مسرحية "الملك لير"، والتى قدمها مع النجم يحيى الفخرانى، وانطلق عرضها فى فبراير الماضى على خشبة مسرح كايرو شو، ورغم مرضه وظهور أعراضه عليه، لم يستسلم بل ظل متماسكاً عاشقاً لفنه على خشبة المسرح.

ولم تكن "الملك لير"، أولى محطاته المسرحية فقد أبدع لسنوات من خلال عدة أعمال كانت محطات هامة فى تاريخ المسرح من بينها "الأيدى الناعمة"، و"الناس اللى تحت"، و"اعقل يادكتور"، و"المونولجيست"، حتى كرمه المهرجان القومى للمسرح فى دورته الثانية عن مجمل أعماله المسرحية.