رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

في ذكرى وفاتها الـ32.. أسرار جديدة عن انتحار "داليدا"

عندما نسمع عن شخص ما قرر أن ينتحر، يخطر على بالنا العديد من الأسئلة ومنها، لماذا الأمر يصل به لهذا الحد ويفعل ذلك، ويقرر أن يُنهي حياته بيديه، هل هو يأس من الحياة التي يعيشها، أم لا يوجد أحد يعطيه ما يكفيه من الحُب لكي يكون لديه طاقة ويستمر ويقاوم كل شيء سيء يمُر به، مما لا شك أن كل هذا الحديث تقوله حينما تتذكر المطربة العالمية "داليدا"، التي توفيت في مثل هذا اليوم 3 مايو عام 1987 منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، بعد أن تركت رسالة قالت فيها "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل".

هنا لا بد أن تقف أمام تلك الجملة التي تركتها المطربة العالمية، بماذا كانت تُفكر وهي تكتُب؟،  رُبما يكون السبب هو "اليأس" خاصة أنها كان لديها محاولة انتحار من قبل وبالتحديد عام 1967، وتحدثت عنها في لقاء تليفزيوني على إحدى القنوات الفرنسية، لذلك سوف نقدم لكم من خلال السطور التالية نص هذا الحوار والذي يحمل الكثير من المعاني، أو بمعنى أدق مُعاناة "داليدا" النفسية.

عندما سألتها فتاة وهي من ضمن الجمهور المتواجد في حلقة البرنامج، ماذا يُعني لها الانتحار، بكلمات حادة قالت "داليدا": "الانتحار شيء شخصي ويلامسني جدًا، وعندما ارتكبته في عام 1967 كنت يائسة للغاية، ولم أعد قادرة على تقبل ذاتي وكنت في حالة معاناة لا مخرج منها وفيما يخص حالتي كنت محظوظة للغاية لأنني خرجت منها"، ثم أكدت أن بعد خضوعها لتلك التجربة قامت بتحليل ذاتها لمدة عامين، متابعة، أنها لا تنصح أحد بإن يقوم بالانتحار، لأنه أمر مُحزن ولا بد أن نحب الحياة ونعيشها.

وأضافت "داليدا" خلال حوارها عن فترة تعافيها نفسيًا من الانتحار: "بدأت أول استيقاظي من غيبوبة مدتها 5 أيام بطرح أسئلة على نفسي وهى، لماذا حدث كل هذا؟ من أكون؟ أين أمضي؟ وما الذي كنت أفعله؟، وبدأت اقرأ كتب فلسفة الشرق الأقصى وبدراسة الديانات، ولكن لم أجد فعلًا على أسئلتي، وتابعت، أنها بعد ذلك قرأة كتاب للطبيب النمساوي "سيغموند فرويد". 

واستكملت "داليدا" حديثها قائلة: "بدا لي هذا الكتاب واقعيًا تمامًا ومن هناك باشرت بتحليل نفسي لمدة سنتين كان كفيلًا بتحسين حالتي، وبعد مرور 15 عامًا على التحليل النفسي وجدت الموضوع رائعًا وأنصح كل شخص بعمله حيث أنه سيشعر بتحسن كبير بعد ذلك". 

ولكن بعد قراءتك لحديثها تتأكد أنها عادت مرة آخرى لليأس الذي كان بداخلها، وفي المحاولة الثانية لم تجد كتاب سواء لـ"فرويد" أو غيره لكي يقنعها بأن تعيش، فقررت أن تُنهي حياتها إلى الأبد.

وللمرة الثانية حاولت الانتحار الذي أدى إلى وفاتها مثلما ذكرنا عام 1987 عن عمر يناهز  54 عامًا منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، بعد أن تركت رسالة قالت فيها "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل"، وتم دفنها في مقبرة مونمارتر باريس "Cimetiere de Montmartre"، وقد تم صنع تمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لها وهو يعتبر إحدى أكثر الأعمال المنحوتة تميزًا في المقابر الخاصة بالمشاهير.