رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
الإشراف العام
أحمد الهواري

حوار│سهير جودة: أنا أول مذيعة تكسر عنصرية التليفزيون اللبناني.. و"الستات مايعرفوش يكدبوا" الأصل والباقي تقليد

المشهد الإعلامي في حاجة إلى إعلام

"محمد هاني كان بيمسح بيا البلاط لما كنت بغلط".. وأنا أخر من يعلم بقرارات زوجي

إعلامية على قدر كبير من الذكاء واللباقة والمهنية، ملامحها يبدو عليها الرصانة والجدية والتحفظ، ولكن خلف هذا الوجه إعلامية ثائرة مهتمة بقضايا المرأة، ولديها مشوار حافل بمحطات وبرامج عديدة ناقشت خلالها العديد من القضايا الإجتماعية بجرأة شديدة جدا.

عندما حاورتها وجدت فيها البساطة والتلقائية والموضوعية، وإستقبلت حواري معها برحابة صدر وإبتسامة وهدوء وخفة ظل لم أكن أتوقعهما.

بدأت الإعلامية سهير جودة مشوارها الإعلامي من خلال صاحبة الجلالة، حيث عملت في مجلة روز اليوسف، وعينت بالإذاعة ولكن بعد مرور عدة سنوات تم تعيينها في "روز اليوسف" وتقدمت بإستقالتها من الإذاعة لتكون صحفية في المقام الأول ومسجلة في نقابة الصحفيين.

إلتقت "وشوشة" الإعلامية سهير جودة لمناقشتها حول العديد من الموضوعات وكان هذا نص الحوار...

لماذا قررتي الإلتحاق بالعمل الإعلامي بعد نجاحك وتميزك في العمل الصحفي؟

بداية عملي وتعييني في الأصل كانت في الإذاعة، في الوقت الذي كنت أعمل به في جريدة "روز اليوسف" الذي كانت ترفض تعيين الفتيات إلا بعد مرور سنوات عديدة، لأنهم كانوا يروون أن بعد زواج الصحفية وإنجابها يقل عملها والإستفادة منها، ولذلك كانوا يأخرون قرار تعيينهن، وكان لدي دائمًا شغف العمل الإذاعي.

ثم إلتحقت بالعمل مع الإعلامية هالة سرحان كإعداد لها في برنامجها "يا هلا"، وكانت تجربة ثرية تعلمت منها الكثير ودكتورة هالة مدرسة اعلامية وهى اول من قدمت برامج التوك شو في العالم العربي، ووقتها كنت ادرس واعمل فى ذات الوقت فكان عملى معها بمثابة الجامعة التى اتعلم بها.

البعض يرى أن العمل الإعلامي حكرًا فقط على دارس الإذاعة والتليفزيون وينتقد إلتحاق الصحفي بالعمل الإعلامي فما رأيك؟

رأي غير صحيح بالمرة لأن عمل الصحفي مرتبط بالعمل الإعلامي سواء مسموع أو مقروء أو مرئي، لكن هذه التصنيفات غير دقيقة بالمرة لأن كلاهما يصبان في النهاية في القالب الصحفي.

كيف تصفين تجربة عملك في قناة "Lbc" اللبنانية؟

عملت في "Lbc" لمدة 8 سنوات، أعتبرهم من أهم السنوات في حياتي المهنية، لأنها قناة لا يوجد بها رقابة ولاخطوط حمراء، وعندما كانوا يحتجون على أي شيء كانوا يقومون بتسويد الشاشات، ولذلك أعتبرها مدرسة هامة جدًا اعتادت منها على مساحة حرية كبيرة، مثل مدرسة "روز اليوسف" التي أيضًا كانت تتميز بمساحة كبيرة من الحرية على الرغم من أنها مؤسسة حكومية، وكنت أول مذيعة مصرية تظهر على التليفزيون اللبناني، لأنه كان عنصري ويرفض ظهور أي مذيعة عربية على شاشته ويعتبر أنا أول من كسرت هذه القاعدة.

وماذا عن تجربة عملك في"Art" ؟

سنوات حياتى التى قضيتها على شاشة الـ Art كانت ثرية جدا، حيث قدمت برنامج "البيوت أسرار"، وهو أول برنامج اجتماعى كان يناقش العديد من القضايا ويتطرق إلى أمور كنا نخجل من التحدث فيها، بالاضافة لوجود ضيوف كانت تظهر به لأول مرة على الشاشة مثل الإعلامى محمود سعد، قبل أن يصبح مذيعًا وإبراهيم عيسى، وغيرهما، وشرائط هذا البرنامج تعمل قناة لوحدها، وفيما بعد تم استنساخ البرنامج خلال برامج أخرى على قنوات أخرى، حيث اخذوا النمط الاجتماعى منه وقدموا برامج بشكل آخر، وكل من شاهد "البيوت أسرار" أكد أنه كان النموذج الأفضل وليس البرامج الأخرى التى قلدته.

إعتادتي تناول الموضوعات الجرئية في برنامج "البيوت أسرار" الذي كان يعرض على قناة  "Art"السعودية.. هل واجهتي أي صعوبات أو إعتراضات من قبل القناة على هذه الموضوعات؟

لم يفرض على "البيوت أسرار"، أى رقابة وناقشت من خلاله موضوعات اجتماعية أحدثت ثورة فى بعض المفاهيم، وكان علامة في البرامج الإجتماعية، التي كانت تتيح لصاحب التجربة أن يروي مشكلته بنفسه على الهوا، وعرضت موضوعات كان يصعب الاقتراب منها، رغم أن هناك اعتقاداً بأن "Art"  قناة سعودية، لا يمكن أن تناقش موضوعات يظن البعض أنها جريئة وغريبة على مجتمعاتنا، ومع ذلك لم تعترض إدارة القناة على أفكار البرنامج، ونجحنا فى مناقشة قضايا شائكة مثل العجز الجنسى، والتحول الجنسى، وزواج المثليين، وزواج الإنس بالجن وغيرها من الموضوعات الشائكة والجريئة.

ولماذا قررتي الإنضمام لقناة "القاهرة والناس" ومغادرة Art بعد 10 سنوات من تقديم "البيوت أسرار"؟

شعرت بحزن كبير عند تركي للقناة لأني كنت أحب وأقدر كل القائمين عليها، لأن طوال فترة عملي بها لم أواجه اي مشكلات، ولم أرى منهم إلا كل حب وتقدير وإحتراف، ولكن القناة كانت مشفرة، وكنت أتمنى ان ارى نجاحى هذا فى مصر ايضا، وأن اكون ناجحة فى بلدى وليست فقط معروفة خارج مصر، وبرنامج "البيوت اسرار" الوحيد الذى استمر بعدما امتنعت القناة عن إنتاج أى برامج أخرى، حيث إن الكثير من المواطنين فى أوروبا وأمريكا كانوا يشتركون فى القناة من أجل مشاهدته، و"القاهرة والناس" من القنوات المميزة جدًا، والأكثر شعبية وجماهيرية، وطارق نور من الاشخاص القليلين الذين يفهمون فى الإعلام بشكل جيد للغاية، وقدمت برنامج "حزب الكنبة" و"الحكاية فيها إن".

ما المميزات التي وجدتيها في "Lbc" و"Art ولم تجديها في القنوات الخاصة المصرية؟

كلمة واحدة "مساحة الحرية" ولكن حتى أكون عادلة لم اواجه في قناة القاهرة والناس أي أعتراض في الموضوعات التي كنت أتناولها وكنت أتمتع بمساحة كبيرة من الحرية.

كيف جاء إنضمامك لقناةCBC"

مع بداية تأسيس القناة كان محمد هانى يبحث عن نماذج مهنية ناجحة، ولذلك أسند لى هذه المهمة، كما أنه دائماً يفصل بين كونى زوجته ومهنتى كصحفية.

ألم يقلقك فكرة الربط بين وجودك والواسطة في قناة يرأسها زوجك الكاتب الصحفي محمد هاني؟

أنا أعمل في العمل الإعلامي من قبل زواجي من محمد هاني، وكان يحرص على أن أستمر في عملي كرئيس تحرير لبرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على أن أكون إحدى مقدمات البرنامج، ولكن بعد ظهوري كمقدمة في أحدى الحلقات لاحظ زيادة نسبة المشاهدة، وطلب المعلنين وجودي بشكل مستمر في القناة، وهو دائمًا يفصل بين كوني زوجته وبين عملي في القناة، ويحاسبني بدقة وشدة أكثر من باقي العاملين في القناة.

من صاحب فكرة واسم برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"؟

محمد هاني هو صاحب الفكرة والاسم، وإختياره لهذا الاسم جاء لأنه يحمل في طياته إثارة للجدل، وأعتقد أن الاسم عامل من عوامل النجاح.

لماذا يحرص برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على إستضافة مذيعات من خارج البرنامج للمشاركة في تقديم حلقاته بشكل مستمر؟

الفكرة هي ظهور البرنامج كمنصة نسائية، فضلًا عن تجديد وتغيير في المحتوي.

كيف تحافظون على نجاح برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" ؟

نحرص في البرنامج على تغيير المحتوي بشكل يومي، ويعتبر ذلك مأساتنا الي نواجهها يوميًا في تميز وعمق الموضوعات التي نقدمها، حفاظًا على النجاح الذي يحققه البرنامج.

ماذا عن وجود برامج مشابهة لفكرة واسم برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" هل يزعجك ذلك؟

على العكس وجود برامج تقلد برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" شيء يسعدني، لأن ذلك يدل على نجاح البرنامج ووضع علامة في البرامج الإجتماعية النسائية، ولكن يظل برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" هو الأصل والباقي تقليد.

كلمة تحبي ان تقوليها عن الإعلامية مفيدة شيحة ومنى عبد الغني؟

مفيدة شيحة شخصية تلقائية وجريئة ومقتحمة وخفيفة الظل، ومنى عبد الغني رزينة وطيبة ووجهها مريح.

هل يزعجك مقاطعات الإعلامية مفيدة شيحة خلال البرنامج؟

"هي تركيبتها منفعلة ومتعصبة وبعض الأحيان تحتاج إلى كنترول على حديثها".

ماذا عن الصعوبات التي واجهتك خلال عملك في المجال الإعلامي؟

أصعب موقف واجهني ولم أنساه حتى الاَن كان بعد وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد، حيث سافرت إلى الأسكندرية لإجراء حوار مع مربية دودي الفايد وكانت تقطن في الدور الـ17 وكان لا يوجد أسانسير في البرج، وكنت في ذلك الوقت حامل والطبيب يمنعني من الحركة، وكان فريق العمل يضع لي كرسي بعد كل دورين لأجلس عليه وأستعيد نفسي، لأن طلوعي 17 دور وانا حامل كان بمثابة إنتحار.

هل هناك برامج تلفت إنتباهك وتحرصين على متابعتها؟

لم أتابع أي برامج، انا عابرة للتليفزيون بإستثناء ماتشات الكورة، فأنا "للأسف" زمالكاوية.

ما رأيك في المشهد الإعلامي؟

كلمة واحدة "المشهد الإعلامي في حاجة إلى إعلام".

من هم أكثر الأشخاص الذين أثروا في حياتك بشكل عام؟

والدي رحمة الله عليه لأنه كان رجل مثقف جدا وكان لديه مكتبة كبيرة مليئة بالكتب والقصص والروايات العالمية، وكان دائمًا حريص على مناقشتي بعد قراءة كل كتاب لإصلاح اللغة العربية، ثم معلمتي في المرحلة الإبتدائية التي ما زلت أتذكر اسمها الثلاثي حى الاَن وهي حمدية محمد يونس، حيث كانت تكتب لي الأخبار من موجز الأنباء حتى ألقيها في الإذاعة المدرسية.

وعلى المستوى العملي زوجي محمد هاني بغض النظر عن أنه مليء بجميع العيوب التي يعاني منها الأزواج المصرية بشكل عام، لكنه شخص ربنا أنعم عليه بموهبة كبيرة، فكان رئيسي في "روز اليوسف" وكنت أتخوف من التعامل معه نظرًا لشدته وتعصبه في طريقته وكان رئيسي في كل عمل أعمل به، "وكنت بتبهدل ويتمسح بيا البلاط أمام المجلة وامام إستوديو 5 الخاص ببرنامج البيت بيتك، وكنت بصعب على الإعلامي محمود سعد من تهزيق محمد هاني لي"، ولكن يظل هو من أكثر الأشخاص التي تأثرت بها نظرًا لأنه محترف ومثقف وموهوب وموضوعي ولا يوجد عنده مجاملات على الإطلاق.

ماذا عن كواليس إستقالة من محمد هاني من رئاسة قناة "CBC" هل قام بمناقشتك فيها ؟

أنا اخر من يعلم بقرارات محمد هاني التي تخص العمل، ولا أحد يصدق ذلك ويعتقدون دائمًا اني "بستهبل" وفوجئت بخبر إستقالته على الهواء أثناء تقديمي البرنامج حيث أرسل بيان إستقالته للعاملين بالقناة على الإيميل، وأخبرتني مفيدة على الهواء بعد قراءتها الإيميل، وصدمت لأنه لم يخبرني بذلك من قبل، ودائمًا كنت على خلاف معه لأنه لم يخبرني بقرارته ودائمًا ما أكون اخر من يعلم.

"وأتذكر بعض المواقف التي وضعتني في موقف محرج بسبب أنه لم يخبرني بقراراته، عندما الإعلامي خيري رمضان لديه مشكلة في القناة، وأراد أن يعزم بعض الإعلاميين في القناة لدينا في المنزل وعلمت بخبر العزومة من مفيدة شيحة ومنى عبد الغني، وليس منه شخصيا وعندما عاتبه قال لي أقولك ليه انتي أصلًا مش معزومة انا عامل العزومة بصفتي رئيس القناة وليس زوجك وصدمني رده".

هل تتعاملين معه بنفس المنطق ومبدأ السرية في العمل؟

نعم ولكن لسبب واحد وهو اذا أخبرته بوجود مشكلة ما في العمل لوضعني في خانة الجاني وليس المجني عليه، "دائمًا أنا في نظره المخطئة ويقوم بتوبيخي، ولذلك أقوم بحل مشكلاتي بعيدًا عنه".

وماذا تعلمتي منه؟

الدقة والموضوعية والمصداقية والتحقق من الخبر قبل نشره، والجمع بين الموهبة والإبداع في صياغة الخبر، فهو جامعة في عمله وليس مدرسة.

وماذا عن تعامله في المنزل؟

محمد هاني "مسيطر" في البيت مثل العمل تمامًا، ولكنه شخص حنون جدًا.