حوار│حسين مصطفي محرم: الفن قائم علي الشللية.. و"بيت السلايف" بنائه يتحمل جزء ثاني

القنوات التليفزيونية ستنتهي في القريب العاجل.. والعرض عبر الإنترنت هو المستقبل

"ورش الكتابة" تُستخدم بطريقة سيئة في مصر.. والقائمين عليها ليسوا أهل خبرة

لا يزال مسلسل "بيت السلايف" حديث الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مُرحب ومتابع ومُشيد بأحداث العمل، وبين منتقد لنوعيته وطريقة تناوله وسرده للأحداث.. ليبقي السؤال ما الهدف والرسالة من المسلسل؟  وماذا عن ردود الأفعال حوله؟ والصعوبات التي واجهت صُناعه، والمدة التي استغرقها كي يخرج للنور؟

هذه الأسئلة توجهت بها "وشوشة" للسيناريست والمؤلف حسين مصطفي محرم كاتب المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لـ"بيت السلايف".. ليُجيب عنها في الحوار التالي:

بداية يُعرض لك "بيت السلايف".. كيف جاءتك تعليقات الجمهور؟

تعليقات الجمهور كانت جيدة وسعدت بها واستحسنت العمل وشعُرت بذلك كثيرا فاهتمامي الأول والأخير دائما الجمهور،وأن يجلسوا منتظرين عرض العمل ومحبين له ولشخصياته فأنا سعيد بما وصل له المسلسل وبما حققه .

كيف جاءت فكرته؟

فكرة العمل بدأت منذ أربع سنوات ،فالقصة من تأليف عادل توفيق صادق وقُمت بعمل سيناريو وحوار لها وأضفت لها بعض الشخصيات كي أصنع أحداث جديدة  في العمل حتي تخدم السياق الدرامي للمسلسل فالعمل به أكثر من 50 شخصية حتي أبعد عن الملل الذي يوجد بالمسلسلات الطويلة ذات الـ45 و60 حلقة .

هل شعرت بالقلق نحو قبول العمل؟

عندما عُرض علي العمل لم أكن متحمساً له وترددت كثيرا في البداية حتي أقبله لأنه 60 حلقة ،فقُلت لهم إن شرطي لقبوله أن أكتبه علي طريقة الـ30 حلقة .

ما الذي تم تعديله من الأحداث خلال مرحلة الكتابة؟

بكل تأكيد طوال فترة الكتابة هناك قرارات تتغير من ناحية الشخصيات حيث فقد تكون هناك شخصية تأخذ مساحة كبيرة  في العمل ولكن أري أنه يجب أن تكون مساحتها أقل مما هي عليه والعكس صحيح ،كذلك وضعت بعض الشخصيات  في القصة الأساسية حتي أصنع أحداث جديدة  في العمل .

وما سبب تغيير اسمه من "الحب الحرام" لـ"بيت السلايف"؟

العمل في البداية كان اسمه "بيت السلايف" ثم قمنا بتغييره لـ"الحب الحرام" ولكن قناة "أبو ظبي" اعترضت علي هذا الاسم فعُدنا لاسمه الأساسي الذي وضعناه في البداية .

ما الجديد والمختلف الذي يُقدمه عن الأعمال الدرامية الاخري؟

الجديد والمُختلف في"بيت السلايف" أنه نوعية مختلفة تماماً عن كل أعمالي التي قدمتها سابقا فكُل عمل له شخصيته المختلفة،وهذا هو التحدي فدائما أراهن علي دخولي منطقة جديدة لأحقق بها شيئا جديدا.

إضافة إلي أن العمل ثري بالأحداث ويتضمن عدة أحداث هامة فهو بعيد كل البعد عن الملل الموجود في الأعمال الدرامية الطويلة ذات الـ60 حلقة فهو يعتمد علي الإيقاع السريع.

هل تهتم ككاتب للعمل أو كسيناريست بطاقم التمثيل،كما تهتم بمُخرج العمل؟

إن مسالة اختيار طاقم التمثيل هامة للغاية لكن لا يتم الاختيار بمعرفتي فقط وإنما يكون الاختيار جماعي وليس فردي.

ما الأسس والمعايير التي اعتمدت عليها في اختيارك لأبطال العمل؟

الأسس والمعايير التي اعتمد عليها هي مدي ملائمته ومناسبته للدور وللعمل هذا هو المعيار الأول في الاختيار.

وكيف جاء التعاون مع الفنانة بوسي؟

شخصية "فريدة الجبالي" التي لعبتها بوسي خلال أحداث العمل لم تكتب خصيصا لها ،لأن الشخصية الرئيسية للعمل لم نكن نعلم من ستكون،كما أن كان هناك فنانات غيرها كان المفترض ان واحدة منهن ستقوم بالدور ولكن لظروف ما اعتذرن عن العمل ،فرشحت الفنانة بوسي للدور ومن هنا جاء التعاون معها .

برأيك ما العوامل التي ستجذب الجمهور لمتابعة العمل وسط الزخم الدرامي؟

إنني مؤمن دائما بأنه عندما تكتب عمل بحب وتكون مؤمنا به لابد أن يحبه الجماهير،لأنني أحرص دائما علي الجمهور أثناء كتابتي وأحرص علي عدم كتابة الأشياء المُعقدة التي ترهق ذهني،فهدفي إيصال العمل لهم دون تعقيد.

كما أن معظم الأحداث الخاصة بالعمل قريبة جدا من الجماهير ولمست ذلك من التعليقات التي جاءتني من قبل بعضهم حينما كانوا يقولون إنه قد حدث معهم مثلما حدث مع بعض أبطال المسلسل،وعُنصر الغموض المتواجد دائما بالأحداث لعب دوراً كبيراً أيضا في دفع المشاهدين لمتابعته.

العمل ثري بتنوع شخصياته وأحداثه،كيف استطعت الحفاظ علي التوازن بين خطوط الدراما؟

المسألة تحتاج لميزان دقيق بيد الكاتب حتي لا يفقد ذلك،فكُنت حريصاً منذ اللحظة الأولي أن يكون لكل شخصية من الشخصيات خط درامي خاص بها علي مدار الأحداث إضافة لربط كل الشخصيات يبعضها البعض فقمت بوضوع خريطة كبيرة بها كل شخصيات العمل حتي استطيع الحفاظ علي التوازن بين الخطوط الدرامية لكل شخصية .

أثارت الحلقة الأخيرة للعمل جدلاً كبيراً بين رواد التواصل الاجتماعي مؤكدين أن العمل سيكون له جزء ثان.. فما صحة ذلك؟

تركت الحلقة الأخيرة مفتوحة لاعتقادي أن العمل  يحقق النجاح المرجو منه فيُطلب مني عمل جزء ثان،ولكن الموضوع لم يُحسم بعد فهو من تخصص الشركة المنتجة والقناة التي يُعرض بها العمل ،وبناء العمل يتحمل عمل جزء ثان له وليس لدي أي مانع في كتابته .

كيف تري فكرة الأجزاء للأعمال الفنية؟

الأجزاء للأعمال الدرامية والمسلسلات الدرامية الطويلة ذات الـ 45 و60 حلقة خلقت موسم درامي آخر غير الموسم الرمضاني، وقد كانت لي تجربة ولم أوفق فيها حيث قمت بعمل جزء ثاني لمسلسل "كيد النسا" ولكنه لم يُحقق نجاح مثل الجزء الأول، فأصبح لدي إصرار وتحدي علي عمل جزء ثاني لعمل فني من أعمالي ليُحقق نجاحاً أكثر من الجزء الأول، والمسلسلات الطويلة المتواجدة في الساحة الفنية الآن معظمها تُجارية  تتم من أجل المال فقط وليس بها أي نوع من أنواع الفن باستثناء عملين أو ثلاثة.

هل نستطيع أن نصل للعالمية بالدراما المصرية؟

صعب جدا أن نصل للعالمية بالدراما المصرية خاصة بعد الأوضاع الجديدة وفكرة تقليص عدد المسلسلات الدرامية والأزمة الكبيرة التي تواجهها الدراما، فمعظم صُناع الدراما يجلسوا في بيوتهم ولديهم مشاكل مادية كبيرة بسبب هذه الأزمات، فكل ما نتمناه ونحلُم به أن تعود الدراما وتزدهر علي المستوي المحلي .

بعض القائمين علي الصناعة لجئوا لعرض الأعمال الدرامية بمواقع الإنترنت..فكيف تري ذلك؟

أوافق وأؤيد هذا الاتجاه لأن المستقبل كله للانترنت فعرض الأعمال الفنية عليه هو المستقبل،وهذه خطوة هامة جدا ،وأتوقع أنه بعد 20 عاما لن تصبح هناك قنوات تليفزيونية.

هذا العام إزدادت ظاهرة ورش الكتابة وقل الكاتب المنفرد ،فما تقييمك لفكرة الورشة؟

ورش الكتابة  طريق مُختصر لدخول دماء جديدة للدراما ولكنها تُستخدم في مصر بشكل سيئ فيما عدا الورش المحترمة ،فالورشة بدون قائد تُخرج لنا منتج سيئ وغير محترم .

هل تري أن وجود أكثر من سيناريست للعمل يسبب تشتت للرؤية أو يُحدث خللا في العمل ككل؟

بالفعل وجود أكثر من سيناريست يُشتت الرؤية في العمل إلا إذا تواجد قائد وتكون كلمته مسموعة، فمشكلتنا الأساسية في مصر أن القائمين علي ورش الكتابة ليس لديهم خبرة فينتجوا لنا منتج سيئ .

من وجهة نظرك.. ما معايير الانتشار بالنسبة للمؤلف؟

معايير الانتشار للمؤلف في مصر قائمة علي الشللية والعلاقات فليس شرط أن يكون الكاتب الموهوب هو الذي يظهر علي الشاشة ،فالكاتب ذو العلاقات الجيدة هو الذي لديه فرصة ظهور أكبر فالموضوع هنا لا يُقاس بالموهبة ولا بالاحتراف ولا بالخبرة ولكن له حسابات أخري.