حوار | توني ماهر: مشهد الموت والغُسل في "فوق السحاب" حقيقي 100%

شخصيتي في "رحيم" أصعب من "فوق السحاب"

أُفضل الأدوار السايكودراما.. و SNLأفادني كثيرًا

بدأ مشواره الفني من خلال مركز الإبداع للمخرج المسرحي خالد جلال، أستطاع أن يلمع بريقه في السباق الرمضاني الماضي، فبعد أن تألق في الكوميديا ببرنامج SNL بالعربي، أراد أن يثبت لجميع الجمهور أنه قادرًا على تقديم جميع الأدوار من الكوميديا إلى التراجيديا، حيث طل علينا في رمضان الماضي بشخصيتين متناقضتين، وهم شخصية "هشام السيوفي" في مسلسل "رحيم"، التي جعلت الجمهور يتفاجئ من أداءه وبراعته في التمثيل، ثم شخصية "كاريكا" في مسلسل "فوق السحاب"، التي جعلت الجمهور يتعاطف معها وبشدة وخاصةً بعد مشهد الموت، أنه الفنان الشاب المتألق توني ماهر، ألتقت به "وشوشة" ليحدثنا عن كواليس العمل في مسلسلي رحيم وفوق السحاب، والصعوبات التي واجهها أثناء التصوير، وبدايته الفنية، وكواليس العمل مع الفنانين ياسر جلال وهاني سلامة، وأجواء الكواليس في برنامج SNL بالعربي، والعديد من التفاصيل التي تجدونها في الحوار التالي...

في البداية.. كيف جاء إشتراكك في مسلسل "فوق السحاب"؟

رشحني للمسلسل المخرج رؤوف عبد العزيز، لأنه شاهدني في العرض المسرحي "بعد الليل"، لأنني كنت أدرس في مركز الإبداع الفني، ثم حدثني عن دور كاريكا في المسلسل وهذا كان في البداية عندما كان الدور في مرحلة الكتابة، ومن ثم تعاقدت عليه وبدأنا في التصوير.

وكيف أستعديت لدور كاريكا في مسلسل "فوق السحاب"؟

أستعديت للدور على مستويات عديدة، في البداية ذاكرت الدور بشكل جيد لأن كاريكا هو ولد من نزلة السمان ومن الألتراس الأهلاوي، فجلست مع هؤلاء الناس لمدة طويلة، أما جسمانيًا فكان من المفترض أن أكون في شكل أصغر من سني، فأنقصت من وزني ٩ كيلو، بالإضافة إلى أنني شاهدت الألتراس الأهلاوي كيف يفعلون في حياتهم اليومية، وكنت أسعى أن الجمهور يحب شخصية كاريكا، لأنني كنت أعلم أن الشخصية ستموت في النهاية.

وما الذي جذبك لدور كاريكا؟

لأن كاريكا يشبهني في جوانب عديدة، ومنها الولد الجدع الذي يخاف على أهل بيته، ومن الممكن أن يصل إلى التضحية بكرامته لكي ينقذ أهله، ومتحمس للغاية بالكورة وفريقه، فهو كان قريب إلى قلبي جدًا، فتحمست لأنه قريب، وأيضًا لأن مشهد موته ترك أثر كبير مع الجمهور، فمن وجهة نظري أن مشاهد الموت إذا تم تقديمها بطريقة صحيحة، يترك أثرًا كبيرًا مع المشاهدين.

وماذا عن رجع الصدى لمسلسلي "رحيم" و"فوق السحاب"؟

أنا لم أكن أتوقع أن تكون ردود الأفعال بهذا الشكل، فردود الأفعال كانت أكثر من رائعة، وفادني أن الدورين كانوا مختلفين عن بعضهم البعض تمامًا، فهذا كان من أكثر الأشياء الجيدة، لأنه أدى إلى أن رجع الصدى يكون كبير وإيجابي.

كنت تقدم اللون الكوميدي في برنامج snl بالعربي.. فلماذا قمت بتقديم التراجيديا هذا العام؟

في البداية أنا ممثل وأستطيع أن أمثل جميع الألوان، لأنني عندما كنت في عرض "بعد الليل" كنت أمثل جميع الأنماط، ولكن أول فرصة أتت لي كان برنامج snl بالعربي، فمن الطبيعي أن أذهب إلى اللون الكوميدي من البداية، وذلك لأن المسرح كان محدود على عكس التليفزيون، ولكن أنا من البداية كنت أمثل جميع الألوان، وكنت أريد أن أثبت للجمهور أنني أستطيع أن أمثل لون آخر غير الكوميديا.

وما الصعوبات التي واجهتها في مسلسلي "فوق السحاب" و"رحيم"؟

في مسلسل "فوق السحاب" كان مشهد الموت والغُسل من أصعب المشاهد، والمشهد كان حقيقي 100%، وجلست ٣ أيام للتحضير إلى هذا المشهد، وشاهدت العديد من أهالي الشهداء، لكي أتقن الدور والأداء، والموضوع كان مؤثر وصعب جدًا، ومشهد الغُسل أصعب ما واجهني، لأنه تم تصوير هذا المشهد في الشتاء وكنت في هذا المشهد لم أرتدي أي ملابس، والمخرج رؤوف عبد العزيز أصر أن يُحضر حانوتي حقيقي ليغسلني، كما أن المياه كانت باردة جدًا، والمكان الذي قاموا بتغسيلي عليه، مكان حقيقي ومات فيه شهداء حقيقين، فكنت أشعر بالرهبة الشديدة تجاه هذا المشهد، أما في مسلسل "رحيم" فكانت مشاهد الضرب هي أصعب المشاهد، ولكن شخصيتي في رحيم أصعب من فوق السحاب، لأنه كان بعيد عني، وهذا على عكس دوري في فوق السحاب.

رغم تناقض الدورين إلا أنك قمت بتأديتهم بشكل جيد جدًا.. فكيف فعلت ذلك؟

في فوق السحاب أنا كنت مذاكر الدور بشكل جيد، وتعاقدت على فوق السحاب قبل رحيم، وفي بيتي قمت بعمل غرفتين، غرفة لهشام في رحيم، وغرفة لكاريكا في فوق السحاب، ولكن أصعب شيء هو أنني كنت أصور الدورين في نفس الوقت، فكان بوجد أيام أستمر لمدة 72 ساعة دون نوم.

هل يفرق معك السيناريو العام للمسلسل أم أنك تهتم بدورك فقط؟

بالطبع يفرق معي السيناريو العام للمسلسل، لأن دوري في المسلسل يرتبط بجميع الأدوار داخل العمل، والعمل الدرامي له صلة بخطوط ومدى مصداقية هذه الخطوط وترابطها مع بعضها البعض هو الذي ينجح العمل، فإذا كانت في هذه الخطوط عدم مصداقية أو كانت ساذجة في السيناريو، فهذا يؤدي إلى سقوط العمل الدرامي، فأنا أهتم بقراءة السيناريو بأكمله.

قدمت دور شقيق البطل في مسلسلي "رحيم" و"فوق السحاب" فهل ترى أن هذا سبب كافي لهذا النجاح؟

بالطبع لا، ففي مسلسل "الحساب يجمع" قدمت دور صغير جدًا وظهرت في ٣ حلقات فقط، ومع ذلك كان ردود الأفعال عليه رائعة، فأنا هذا العام تم وضعي في العديد من الإستفتاءات مع نجوم قدموا أدوار كبيرة، فهذا يُعني لي أن الممثل الجيد إذا قدم دور صغير أو كبير، فهو يُلفت نظر الجمهور.

إلى أيهما تميل الإخراج أم التمثيل؟ خاصةً أنك عملت لفترة كمخرج منفذ في قناةten ؟

كنت مخرج منفذ وعملت لفترة صغيرة، ولكن أنا أحب الإخراج في العموم، فعندما كنت في المسرح فقمت بإخراج ٨ عروض، فالإخراج يجعلني أن أنظر إلى الشخصية من الخارج، فأنا برؤية المخرج كنت أنظر إلى أدواري التي أقوم بتأديتها وهذا أفادني بشكل كبير.

لقد قمت بتقديم دور الشاب الذي يسكن في مناطق شعبية بصورة طبيعية جدًا.. فكيف فعلت ذلك؟

أنا كنت دائمًا أحاول الهروب من الذين يقدموا هذا النوع من الشخصيات، لأن كما يُقال أن لكل دور أو مهنة في الدراما لها ثوابت، فأنا كنت أحاول أن ابعد تمامًا عن هذه الفكرة، فهذه من الأشياء التي قمت بالتركيز فيها، وهي أن أؤدي الدور بشكل آخر غير المتعارف عليه.

كيف تقوموا بالتحضير إلى السكيتشات في snl بالعربي؟

Snl بالعربي، تجربة مختلفة تمامًا، وأستفادت منها كثيرًا، لأنني عندما دخلت في مجال الدراما، فقد سبق لي وقابلت في snl نصف نجوم الوطن العربي، فهذا أفادني، وايضًا أن snl كان خليط بين أشياء عديدة، فكان يوجد سكيتشات تقدم على المسرح أمام الجمهور، وسكيتشات آخرى مصورة، فهذا كان يجعلني أجيد التنقل بين المسرح والفيديو، وبالنسبة لي تجربة snl كانت لعبة، فكنا نرتجل ونكتب مع الفنانين، ونكتب أدوارنا ونقوم بالتعديل فيها، بالإضافة إلى أننا كنا نجلس مع الفنانين لفترات طويلة فهذا جعل وجود كيمياء بيننا.

وإذا تعارض التمثيل مع snl فأيهما ستختار؟

"هختار الأتنين" ، أنا في مقدرتي أن أقوم بتنظيم الوقت بين snl والتمثيل، فكل منهم له متعته عن الثانية، فالكوميديا وطريقتها على المسرح والإرتجال أمام الجمهور، والدراما والواقعية له متعته الخاصة.

هل حرصت على متابعة مسلسلات في رمضان غير المسلسلات التي شاركت فيها؟

"أنا ماتبعتش مسلسلاتي" ، لأنني ضد فكرة أن أتابع أي عمل اشارك فيه، كما أنني عندما أشاهد أي عمل فأنا اشاهده بعين المتفرج وليس الممثل، فأنا إذا عرفت القصة فالمصداقية قلت لدي كمتفرج، ولكن تابعت مسلسل "طايع" وعجبني كثيرًا، فأنا أحب المخرج عمرو سلامة لأنه أخرج لنا الموسم الأول منsnl ، ونمط المسلسل وطريقته وتصويره والإضاءة، كان مختلف عن أي مسلسل آخر في رمضان.

وهل توقعت هذا النجاح الكبير الذي حققته في المسلسلين؟

لا لم أتوقع هذا النجاح، ولكن كان لدي يقين بأنني سوف أقدم هذه الأدوار بشكل جيد، ولكن فكرة النجاح فهذا شيء بيد الله في المقام الأول، ثم مدى قبول الجمهور لي كممثل، فمن الممكن أن أكون ممثل عظيم ولكن كاريزمتي قليلة.

وما الدور الذي تتمنى أن تقدمه؟

أتمنى أن أقدم جميع الأدوار، ولكن أفضل أن أقدم أدوار السايكودراما، التي تحتاج إلى مذاكرة كثيرة، وتحتاج إلى البحث وشراء ملابس خاصة للشخصية، فهذا بالنسبة لي من أكثر الأشياء الممتعة.

وآخيرًا.. كيف كان العمل مع هاني سلامة وياسر جلال؟

حبيت التمثيل معهم كثيرًا، والأثنين يمتلكون ميزة، أنهم مؤمنون بوجود ممثلين آخرين غيرهم في العمل، على عكس فنانين آخرين الذين يعتقدون أنهم الوحيدين في العمل، وهم الذين يحملون العمل من أوله لآخره، ودائمًا ما كانوا يتحدثون معي أثناء الكواليس بكلام إيجابي وذلك ليخلقوا كيمياء بيني وبينهم.