سوزان شرارة تكتب ... مولد " المونديال " بلا " حمص "



انفض مولد المونديال في وقت قياسي و بسرعة غير متوقعة انفض ليزيح الستار ويكشف عن مدى الهرجلة والعشواية والضعف وعدم الإدراك لمستوى الحدث الذي طال انتظار اجيال وملايين المصريين للمشاركة فيه ومتابعته ليس فقط من اتحاد الكرة والقائمين والمسئولين عن هذا الحدث بكل تفاصيله ولكن ربما من عناصر أخرى كثيرة.
1-فجأة اكتشفنا أن كوبر ليس لديه القدرة على إدارة المنتخب ولا القدرة على تشكيل الجيد للمنتخب وتترد أنباء الآن بعد خراب مالطة برحيله علما بأن السيد كوبر لاموري في زوري كثرت حوله التعليقات سلبا من بدري جدا فهل كنا ننتظر ان يقود المنتخب ليحقق الهزيمة والفشل السريع الذريع ثم نقرر رحيله علما بأن كابتن مجدي عبد الغني قال ان عقد كوبر انتهى وهو يشارك في المونديال بشكل ادبي على حد تعبيره.
2-بدون الدخول في تفاصيل اتحاد الكرة والجهاز الفني واخفاقاته في بعض الأمور لكن السؤال الأهم في التفصيلة الأهم هل كان من المعقول والمقبول والمتعارف عليه أن يتحول فندق المنتخب إلى زفه بلدي كما تابعنا من صور وفيديوهات و اخبار ويكون مقر لبعثة الفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال ده اللي عنده تلميذ في ثانويه عامة بيمتحن وده عرفنا كمصريين كلنا بيمنع الزيارات وبينيم البيت كله من بدري وبيمنع التلفزيون وبيضع قائمة من الممنوعات تفرض على كل الوسط المحيط باللي هيمتحن للحفاظ على حاله الهدوء وعدم التشتيت قبل الامتحان وتوفير مناخ مناسب يقدر يعدي بيه وده اللي دفع النجم محمد صلاح للخروج عن صمته ويهدد مسئولي المنتخب بكشف حقيقة ما حدث وفضيحة معسكر المنتخب وتعليقة على أن ده مش معسكر منتخب محترم جاي يعمل حاجه في كأس العالم وان لو مركز شباب بيجهز لمبارة مهمة مش هيعمل كده. السؤال هنا هل كان حلمنا هو الوصول فقط لكأس العالم لنتفاخر ونتشدق بأن ارجلنا وطات الأراضي الروسية المونديال 2018 حتى وان عدنا بخفي حنين ..ام كان الهدف ان يعبر هذا الجيل بوصوله لمونديال 2018 عن حلم ملايين المصريين الذي طال انتظاره ويكون التمثيل مشرف والخروج أيضا مشرف كالمنتخب المغربي على سبيل المثال.

3-أخيرا كيف استطاعت وسائل الإعلام المرئية نقل صورة مكتمله الاركان عن ما يحدث في أرض المونديال الحقيقة أن هناك كيانات إعلامية رياضية كبيرة بكل ما تملكه من إمكانيات وخبرات استطاعت نقل جزء من الصورة ولكنها لم تستطع نقل الصورة بشكل كامل على قدر إمكانياتها وخبراتها وربما كان الكثير من اللقاءات التي أجرتها لا تحتاج للسفر الى روسيا وكان بالإمكان اجراؤها من داخل استوديوهات مدينه الانتاج الإعلامي سواء من حيث المضمون او الرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور أو حتى من حيث الصورة داخل الاماكن المغلقة ..والبعض الآخر اعتمد على فنانين لنقل الصورة من هناك كان محتوى هذه الصورة والرسالة الموجهة للجمهور مجموعة من الأسئلة السطحية مع الضحك والتهريج والتنكيت والافشات والافيهات اللي تموع النفس في كثير من الأحيان وبدون ذكر أسماء. وفي وسط هذا الزحام كان هناك من يعزف سيمفونيه اعلاميه رياضية ذات محتوى متكامل ممزوجة بالثقافة والتاريخ للبلد المضيف لهذا المونديال ليقدم وجبة إعلامية رياضية كاملة العناصر للمشاهد ليقف في زاوية لم يقف عندها سواه مقدما رؤية مختلفة هو الزميل عمرو عبد الحميد وبرنامجه هنا روسيا على شاشة ten حيث كان اول اعلامي يسجل داخل الملاعب الروسية التي شهدت مباريات كأس العالم وتعاون مع التلفزيون المصري باهداءه هذه الحلقات له.

استطاع عمرو عبد الحميد ان يخلع عباءة المذيع الإخباري ومقدم برنامج التوك شو لينطلق بشكل رياضي محترف من مدينة لأخرى حسب مدن مباريات المنتخب مكونا بمفرده فريقا متكاملا لنقل رسائل يوميا يصحبه فيها مصور فقط متخطيا الكثيرين في نقل نبض وأفكار وآمال وطموحات شعب البلد المضيف والجمهور المصري هناك وجماهير منتخبات أخرى رابطا ذلك باحاديث وحوارت بين الروس والمصريين لطلاقة لسانه باللغة الروسية . تحدى عمرو التصنيف الإعلامي للمذيع ليثبت أن المذيع يستطيع بل ويجب أن يقدم كل المحتويات الإعلامية ان اقتضى الأمر ذلك وإن تفوق في إحداها عن الأخرى وأكد على ما تعلمناه طيلة أعوام سابقة من أساتذة الإعلام الكبار ان المذيع مش مايك واير بيس واسكريبت مكتوب بل هو مراسل ومعد وصحفي واجندة مصادر وعلاقات وخبرات كثيرة.