رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حوار│ خالد يوسف: هذه أسباب تراجع إيرادات "كارما".. ورجل الأعمال ليس " ساويرس"

الجمهور المصري متناقض.. ولهذا السبب تعاونت من جديد مع غادة عبد الرازق

السينما المصرية تمر بأزمة منذ ثورة 25 يناير

بعد غياب دام لأكثر من 6 سنوات عاد من جديد المخرج المُبدع خالد يوسف، إلى الوسط الفني من خلال فيلم "كراما"، الذي يعرض حاليًا في دور العرض السينمائية، "وشوشة" كان له لقاء مع خالد يوسف، ليحدثنا عن تفاصيل "كارما"، وسر عودته للتعاون مع غادة عبد الرازق، من جديد، وتفاصيل الأزمة التي تعرض لها الفيلم قبل عرضه الخاص بساعات والحديث عن تجربته في البرلمان، كما كشف عن رأية في السينما المصرية حاليًا، وغيرها الكثير من التفاصيل التي تجدونها في الحوار التالي..

في البداية.. ما سبب حذف 20 دقيقة من فيلم "كارما"؟

السبب يعود لاختلاف العرض التليفزيوني والسينمائي، فالعرض التليفزيوني من الممكن أن يتحمل ِأن يكون الفيلم أكثر من ساعتين، لكن العرض السينمائي لا يتحمل ذلك، كما أن المشاهد التي تم حذفها لم تؤثر في سياق الفيلم، لذلك لا يوجد خلاف على الحذف.

ما تعليقك على تصريح الفنان عمرو سعد بأن فيلم كارما فكرته؟

أنا ليس لدي أي مشكلة مع عمرو سعد، كونه قال مثل هذا التصريح، ولكن الحقيقية هو أن الفيلم من تأليفي، وإذا اعتبر نفسه ساهم في تأليف جزء في الفيلم فليس لدي مانع، فمن يريد قول شىء له علاقة بالفيلم يقوله، ولكن الحقيقة هي ما تكتب علي تتر الفيلم.

هل تشير إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس من خلال شخصية رجل الأعمال الذي اصر علي شراء قطعة أرض؟

رد ضاحكًا.. رجل الأعمال الذي تحدثت عنه في الفيلم هو أغني 20 مرة من "ساويرس"، فهو شخص يتحرك كثيرًا بالطائرات ولديه موكب من الحرس الضخم، وعندما سألني رجل الأعمال نجيب ساويرس، عقب العرض الخاص للفيلم هل كنت تشير لي بهذه الشخصية فاجابته "أنت أفقر بكثير من الرجل الذي أتحدث عنه.

لماذا تركت نهاية "كارما" مفتوحة للجمهور؟

أردت أن أجعل الجمهور يري النهاية المناسبة من وجهه نظره، فالبعض رأي أنهم بالفعل شخصيتين مختلفين عن بعضهما وهم شخصيتي "أدهم، ووطني"، والبعض الآخر رأي أنهم نفس الشخص، وأنا أتوقع أن هذا النقاش مفيد.

الجمهور أعتاد علي شىء من الجرأة الفكرية والجنسية في أفلامك فما السبب وراء أن "كارما" لم يتم تصنيفه وتم عرضه عام؟

ما يعتبره الجمهور جرأة جنسية ما هو إلا الواقع الذي نعيشه في حياتنا اليومية، فجميع القضايا التي ناقشتها طيلة مسيرتي الفنية ما هي إلا تركيز علي قضايا الواقع، فلماذا ندفن رؤوسنا في الرمل ونتجاهل الحقيقة، وأنا دائمًا أحاول تصوير المشاهد كما ينبغي أن تكون فإذا كانت الحبكة الدرامية تطلب مشاهد كما يطلق عليها الجمهور مشاهد جريئة وساخنة فأنا أفعل ذلك، لكن كارما لم يحتاج إلي تلك المشاهد، لذلك الفيلم مناسب لجميع الأعمار حتي للاطفال من سن 6 سنوات.

هل تري أن الجمهور المصري متناقض؟

نعم أنا أري أن الجمهور متناقض، فمن يقولون أن أفلامي تحمل مشاهد خارجة وغير مناسبة، هم نفسهم من يشاهدون أفلامي في دور العرض وعلي موقع "يوتيوب"، وأفلامي دائمًا تحصد الكثير من الجوائز المصرية والعربية، ودائما ناجحة، و"كارما" يخاطب الأسرة العادية ولا يحمل مشاهد جارحة أو به ألفاظ خارجة.

ما تعليقك علي من يتهمك بأنك تسعي لهدم الدولة بحجة أنك مخرج متحرر؟

نحن دائمًا نريد الهروب من حقيقة الأمور، والهروب من مشاكلنا، كما نريد تزيين الواقع، ونري أن من يفضح الواقع يريد هدم الدولة بالرغم من أن جميع المجتمعات تعاني من مشاكل اجتماعية كبيرة حتي أمريكا لديها أيضا مشكلات كبيرة ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم دائمًا يضعون أيديها علي المشكلة لعلاجها وجميع أفلامهم تركز علي المشكلات ولا تتعرض لأي هجوم أو منع من قبل الدولة .

السينما المصرية اعتادت علي تقديم المسيحي غني والمسلم فقير.. فلماذا حدث عكس ذلك في كارما؟

هذا التصنيف ما هو إلا نوع من أنواع النمطية التي اعتادنا عليها خلال مشاهدتنا للأفلام، وأنا أريد دائمًا أن أسلط الضوء علي المهمشين في المجتمع, فالمرأة والصعايدة وسكان العشوائيات والقري والنجوع جميعهم مهمشين ومن واجبي الفني أن أكون صوتهم وأعبر عن حالهم.

فكرة تناقضات القصور وفقر العشوائيات التي ظهرت في الفيلم هل تري أنه يعبرعن المجتمع المصري حاليًا؟

بالطبع.. فنحن نعيش في حالة من التناقض الشديد فهناك أشخاص تزداد في الثراء وأخرون يزدادون فقرًا، والفجوة بينهم أصبحت عميقة جدًا، وثروة البلد غير موزعة بشكل عادل علي مواطنيها ولا يوجد أي شكل من أشكال التوزيع العادل للثروة فلا يوجد تعليم مجاني ولا علاج مجاني ولا صرف صحي ومياة نظيفة، ولا يوجد أيضا خطط تنمية لمحو بطالة الشباب ومنحهم حياة كريمة.

ما سبب تراجع إيرادات "كارما" حتى الآن؟

قد يكون أحد أسباب عدم تحقيق نجاحه المتوقع هو أن جمهور العيد جمهور استثنائي فهو يريد مشاهدة فيلم خفيف وكوميدي "لايت" وليس فيلم ضخم يناقش مشكلات اجتماعية، ولكن اتمني أن يحقق نجاحًا كبيرًا بعد موسم العيد.

هل تري أن القرارات التي اتخذت بشأن كارما تكشف أن هناك ارتباك في أجهزة الدولة؟

رد ضاحكًا.. بكل تأكيد هناك ارتباك في بعض مؤسسات الدولة، فمن أتخذ قرار منع الفيلم قبل عرضه الخاص بساعات هو نفسه من راجع عن القرار، وهو أتخذ القرار بمنع الفيلم بمجرد مشاهدة برومو الفيلم وكان من المفترض أن يعلم أنه ليس من حقه سحب ترخيص أي فيلم إلا لأسباب معينة، وثانيًا إذا كانت البلد تمر بأزمة من وجهه نظره فمن المفترض رؤية الفيلم أولًا، ومن ثم الحكم عليه بالقانون، ولجأت للمؤسسات السيادية لتساعدني.

صرحت من قبل بعد التعاون مع غادة عبد الرازق مجددًا إلا عند اعتذارها.. فماذا حدث وراء الكواليس؟

أجاب بابتسامة مليئة بالانتصار.. بالتأكيد هي اعتذرت لي لذلك كانت ضمن أبطال كارما وتعاونت معها من جديد.

ما رأيك في السينما بشكل عام خلال الفترة الأخيرة؟

من المؤكد أن السينما المصرية تمر بأزمة من بعد ثورة 25 يناير حتي تفاقمت الأزمة الآن ومازلنا نحتاج تدخل الدولة لدعم صناعة السينما باعتبارها أهم أدوات القوة الناعمة والتي مازات مصر رائده فيها، وفي مجالات آخري مثل الغناء كنا نحمل الريادة حتي ظهر منافسون لنا، وحتي الآن مصر رائدة في السينما، ويجب أن تستغل الدولة ذلك وتشجع صناعة السينما في مصر.

هل تري نفسك مخرج تنبؤي؟

أنا لم أري نفسي مخرج تنبؤي لآن التنبؤ للأنبياء فقط، لكن الجمهور صنفني هذا التصنيف بعد تقديمي لأكثر من فيلم تنبأ بالثورة وبكل تفاصيلها, مثل "دكان شحاته، حين ميسرة، وهي فوضي", فهذع الأعمال رصدت المستقبل بشكل جيد جدًا، وأنا شخصيًا كنت مندهش عندما جاء الواقع متطابق مع أفلامي، فالدبابات نزلت في نفس المكان، وفرض حظر التجوال والانفلات الأمني والهجوم علي الأقسام وايضًا ثورة الاتصالات التي تحدث عنها فيلم كلمني شكرا، فأنا كنت بستشف المستقبل وهذه وظيفة الفن بشكل عام ووظيفة المبدع أيضا تحليل الواقع ليري بعيناه المستقبل، كما أن نجيب ساويرس وكامل أبو علي، اقترحوا عليا حذف مشاهد "نزول الدبابات وفرض حظر التجوال" وحذروني بأنها ستكون سبب فشل الفيلم لكني صممت علي تواجدها, ومن ثم الواقع أجاب .

هل ندمت عند تركك للسينما واتجاهك للبرلمان؟

لا لم أندم أبدًا علي مشاركتي في البرلمان، بل كنت ساندم إذا لم أشارك فيه، فأنا شعرت بأن مصر الجديدة التي طالما حلمنا بها بعد الثورة تحتاجني لذلك شاركت في البرلمان، ولكن لم تتحقق حتي الآن أيًا من أهداف الثورة، فنحن حاولنا أن نؤثر في قرارات البرلمان وفي الأخر تحولنا لنواب نسجل موقف فقط، ومن ثم فرجوعي للفن أفضل ومن الممكن أن أخرج فيلم يروي تجربتي في البرلمان.