إبراهيم عيسى: طه حسين لم يفرض على زوجته أفكاره وظلت على عقيدتها المسيحية

كشف الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، عن جانب كبير في حياة عميد الأدب العربي، الراحل طه حسين، عبر برنامج “وشوش” على نجوم إف إم.

وقال عيسى: “دكتور طه حسين واحد من الوشوش المتصالحة مع نفسها منذ اللحظة الأولى والمتسقة مع أفكارها وعقيدتها ورؤيتها، هو متمرد على كل ما هو قديم ومتجمد ، حصل هذا في قريته والأزهر وفي الجامعة والتعليم مع التراث والأفكار المنغلقة في الدين، التمرد سمة من أول لحظة في عمره، حتى تمرده على كف بصره”.

وأضاف: “وتكتشف ليبراليته وتنوعه وانفتاحه على الأخر وتفهمه لتعدد وغنى الثقافة، لدرجة أن الذي يختارها قلبه هي فتاة فرنسية مسيحية كاثوليكية، سوزان بريستو، ويتزوجها حتى وفاته ولم تتحول عن ديانتها، وهي المفارقات الكاشفة لطه حسين واتساق حقيقي بين تحرره وحياته الخاصة”.

وتابع: “لم يفرض عليها دين الزوج ولم يخض عليها الإكراه الأدبي والمادي أو المعنوي لمدة 50 سنة زواج، لدرجة أن سوزان طه حسين لم تعرف العربية، وهي زوجة عميد الأدب العربي، وتبقى هي أم أمينة ومؤنس أولادهما وهي من اللحظة الأولى والأخيرة هي السند والعين والداعم النفسي والمعنوي لطه حسين ولكنها لا تنصهر بأفكاره أو عقيدته أو مجتمعه، حتى رحلة حياته يسافر كثيرا فرنسا وهي بعد وفاة طه حسين صدر لها كتاب اسمه (معك) وطبعا باللغة الفرنسية وترجم بالعربية، ولما تقرأ الكتاب ترى وش آخر من وشوش طه حسين، المنفتح المتسق مع أفكاره وقيمه ومسار حياته وترى وجه آخر لما يرسل لها خطاب ويحكي لها عن صرفه 3 جنيهات وفلسه وقتها، ولكن أيضا في الكتاب لا تجد لحظات حب متوهجة ولا ولع ظاهر، فيه إيمان شديد بأفكاره ومساندة ودعم هائل له، لما يروح أي اجتماع به كبارات البلد وتذهب معه تجد نفسها المرأة الوحيدة الجالسة، شوفوا ريادته واقتحامه العالم التقليدي المتحفظ وشوف فخر زوجته واستقلاليتها المادية الأدبية والدينية والثقافية، وهو شخص إلى هذا الحد متصالح ومتسق مع نفسه، واللي أمام الناس طه حسين هو اللي وراه الناس طه حسين وش واحد.