حوار| يحيي الفخراني: "الأدوار الوحشة" هى اللي بتحرق الفنان.. وأنا ممثل درامي بالصدفة .. وهؤلاء أحبطوني!

ذهبت للتليفزيون لأقدم ما هو أهم.. ويوسف إدريس غير مجري حياتي

لا يوجد مسلسل قدمته هو الأهم بين أعمالي.. وندمت على تقديم هذا الفيلم


واحد من عباقره الفن، الذين قليلاً ما نجد مثلهم هذه الأيام، نظراً لما قدمه من أعمال ظلت راسخه في عقول الملايين من محبي الأعمال الهادفة والغير مبتذلة، استطاع أن يحجز لنفسه مقعداً وسط عظماء الدراما التلفزيونية من خلال عشرات المسلسلات التي وصل بها إلى قلوب محبيه، أنه الفنان القدير الدكتور يحيى الفخراني، الذي فتح قلبه وعقله في حوار أمتلىء بالأسرار العملية والشخصية لـ"وشوشة"، وكان نص الحوار كالتالي...


في البداية.. أروي لنا رحلتك مع التليفزيون؟

حكايتي مع التليفزيون كانت غريبة بعض الشئ، حيث كانت أدرس المسرح كهواية علي يد القديرة نعيمة وصفي، وأثناء ذلك طلبت أن ألعب دورًا صغيرًا في إحدي مسرحياتها، و لم يكن في ذهني التمثيل وقتها، ولعبت دورًا لرجل عجوز، و أخرج تلك المسرحية الراحل جلال غنيم، الذي رشحني من خلال هذا الدور للمشاركة في مسلسل تليفزيوني بعنوان "وجه الحب الآخر"، وهو من تأليف ميخائيل رومان، ومن بعدهذ توالت الأعمال مع المخرج محمد فاضل والمؤلف عاصم توفيق في أدوار صغيرة، كما ظهرت في حلقة واحدة مع عادل إمام، بمسلسل لا أذكر أسمه، ثم لعبت دور الرشيدي بمسلسل "أيام المرح"، وهذا الدور لفت  انتباه الناس لي.

 

متى سنحت الفرصة بأدوار البطولة؟

دخلت في أدوار البطولة من خلال مسلسل "بابا عبده"، ومن بعده أثبت نجاحي من خلال مسلسل "صيام صيام"، والذي يعد أول بطولة حقيقية لي.


وماذا عن كواليس "صيام صيام"؟

كنت أخذ حقنة مسكنة أثناء التصوير بسبب "حاجة وراثية لدي وهي تكوين حصي علي الكلي"، كما إنني أعترف حاولت الأعتذار كثيرًا لمخرج المسلسل محمد فاضل، لأنني كنت متخوفًا جدًا منه لأنني سأجسد شخصية "نسوانجي"، ولم أرى نفسي في هذا الدور كما أن هذا المسلسل كان أول عمل يتم عرضه في جميع الدول العربية بتوقيت واحد، لذا كنت دائمًا أردد بيني وبين نفسي مقولة "own or non"، أكسب أو لا أستطيع الوقوف علي قدمي مرة أخري، والحمد لله هذا المسلسل حقق نجاحًا كبيرًا ومنحني فرصة البطولة في السينما بعد أن شاركت في بطولة 3 أو 4 أفلام بأدوار صغيرة.


ما هي أكثر جملة أثرت في حياتك علي المستوي الفني؟

في بداية مشواري الفني ألتقيت بالدكتور يوسف إدريس، وقال لي "أنت الفنان الوحيد اللي بنحس أنه بتاعنا"، وكانت هذه المرة التي أراه فيها، وأعترف أن وقع تلك الكلمات عليّ كان كبيرًا، ومن وقتها قررت ألا أجري وراء الأعمال التي تمتعني فكريًا، فالمهم الناس التي تملكني، تقدر تقول أن الجملة دي غيرت مجري حياتي، لآن المشاهد أصبح لدي هو الأهم، وأهمية تلك الجملة أنها جاءتني في بداية مشواري الفني.


وما أول قرار إتخذته عقب جملة يوسف إدريس؟

أقول لك سرًا عقب جملة د/ يوسف إدريس، وافقت علي تقديم الفوازير للتليفزيون لأول مرة، ربما لولا تلك الكلمات التي قالها لي لم أكن سأقدمها، وبعد الفوازير قدمت مسرحية "البهلوان" من تأليفه وحينما شاهدت المسرح ممتلأ قلت له "شوف يا دكتور لولا نجاحي بالتليفزيون أعتقد أن المسرح لن يمتلئ بهذا الشكل"، وأدركت وقتها أن الممثل يجب أن تكون نظرته للناس.


متى أصيب يحيي الفخراني بالأحباط؟

قبل أن أقدم خطوة مسرحية "الملك لير" سألت أحد المقربين لي عن  رأيه في تلك الفكرة وقال لي "مش وقته"، تلك الجملة أصابتني بأحباط شديد، وبعض الناس حينما علموا إنني سأقدم مسرحية الملك لير علي المسرح قالوا "ليس من الطبيعي، أن أكون في عز نجاحي بالتليفزيون، وأذهب للمسرح"، ولم أسمع "كلام أيا منهم"، وقدمت المسرحية لمدة 8 سنوات وحققت نجاحًا كبيرًا. 

ما أكثر الأعمال التى ندمت عليها؟

هناك حكاية لي مع موزع سينمائي كبير في بداية مشواري الفني لم أنس حكايتي معه حتي الآن، قال لي "أعمل الفيلم ده، أنا عارف إنك عايز تعمل أفلام راقية، لكن أنا مش هاقدر أعمل لك ده قبل أن تصبح نجمًا للشباك، وقبلت فيلمه للأسف ولم ينجح دون ذكر أسمه لكن تعلمت من هذا الدرس إنني لا أقدم إلا ما أقتنع به مهما كانت الإغراءات، وعاهدت نفسي علي ذلك من ذلك الوقت.


من المعروف أنك تحب الكوميديا بطريقة محددة.. فما هى من وجهة نظرك؟

نعم.. أحب الكوميديا بطريقة معينة ولا أعرف تقديم عملًا "ضحك لمجرد الضحك"، كما يفعل غيري، لكنني أحب تقديم كوميديا مختلفة وبها فكرة، وهذه النوعية من الكوميديا صعبة جدًا في كتابتها، لذا أبتعد عن تقديم الكوميديا إلي أن أجد الفكرة وما يحمسني للعودة إليها، لأنني أحب الكوميديا علي طريقتي الخاصة.


لماذا أبتعدت فترة كبيرة عن الفن؟

رفضت أعمالًا كثيرة وسيناريوهات عدة بعد تألقي في دور الرشيدي بمسلسل "أيام المرح"، لأنني لم أكن مقتنع بتلك الأدوار، وكنت أري فيها تكرارا لدور "الرشيدي"، وكان في ذلك تحد كبير مسألة الرفض كانت صعبة بعكس الآن، وكلفني ذلك أن جلست في بيتي فترة طويلة.


هل يوجد عملًا ما تود أن يسقط من حساباتك؟

لم أسقط ولا أعمل من حساباتي ولا أحسبها بهذا الشكل ولا أفكر أبدًا فيما مضي، والعمل الذي ينجح لا أتوقف عنده، لكن كنت أتوقف عند المسلسل الذي لم يحقق نجاحًا كبيرًا، وأعرف أسباب ذلك وأتداركها.


ما هو أهم وأسوأ عمل قدمته على مدار مشوارك الفني؟

لا يوجد فنان علي مستوي العالم لديه أعمال علي نفس القدر من النجاح أو الفشل، وأحيانًا تكون هناك ظروف خارج إرادة الفنان، ولا تقاس الأمور بهذا الشكل، ولا تندهش لو قلت لك "مفيش مسلسل أنا عملته هو الأهم بين أعمالي بالنسبة لي"، لآن الناس هي التي تحدد وتحكم ولست أنا، فالأهم دائمًا من وجهة نظري هو القادم، وليس ما مضي، ولا تندهش إن قلت لك أشاهد أعمالي بل أفضل مشاهدة غيري أكثر.


حدثنا عن طقوسك في التصوير ببدايتك الفنية وحتى الآن؟

طقوسي في التصوير حاليًا لم تختلف عن البدايات لأنني أعتدت علي القراءة بالليل ما سأقوم بتصويره في اليوم التالي، وحينما أنزل من منزلي لا يوجد في ذهني سوي دوري وماذا سأفعل به؟.


هل يحرق التليفزيون الفنان؟

مقولة أن التليفزيون يحرق الفنان كانت تتردد "زمان مش دلوقت"، وأن ما يحرق الفنان هو اختيار "الأدوار الوحشة"، علي حد تعبيره، وليس التليفزيون أو السينما، أنت عارف في عز نجاحي بالسينما ذهبت للتليفزيون وقال لي أهم صناع السينما في ذلك الوقت "إزاي تسيب السينما وتروح للتليفزيون"، كان ردي عليهم "هأقدم في التليفزيون ما هو أهم".


ما هى روشته نجاح أي عمل؟

العمل الجماعي فالفنان لا ينجح بمفرده، ولا يستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يفعلها فالنجاح جماعي وليس فرديًا وفي الفن تحديًا.

 

في النهاية.. ما المسلسل الذي تعتاد على مشاهدته بأستمرار؟

أنه حينما يعرض مسلسل "جحا"، أتابعه لأنه يعيد لي ذكريات لطيفة أثناء التصوير.