"بين عالمين".. عندما تستمتع بدراما تسحر العقل

وماهي الحياه الا عدد من الاختيارات ونتائجها وتبعاتها والثمن الذي نظل ندفعه احيانا طول الحياه واحيانا اخرى ندفعه بحياتنا هذا ما اراد" بين عالمي"ن ان يجعلنا نقف امام انفسنا للحظة لنرى الاختيارات ونختار ونقيم اختيارات الماضي والثمن الذي دفع مقابلها.

نجح الكاتب أيمن مدحت في نسج دراما واحداث متشابكه متجانسه من الحلقه الاولي للعمل في استعراض جذاب وشيق وغير معتاد للشخصيات وما ورائها من خلال مزج الفلاش باك بالحاضر بدون ترتيب والدخول من زمن لاخر بعيد عن الحاضر بحرفيه شديده بقدر ما صنعت اختلاف وربكه بعض الشيء لفئه معينه من المشاهدين الا انها كانت وسيله جذب اكثر من رائعه للمتابعه دون اسقاط مشهد واحد من العمل.

برع أيمن في رسم شخصيات انسانيه بشكل كبير وليست احاديه الطبع سواء خير او شر وهذا ما جعل المشاهد يشعر بنفسه في الشخصيات حتي وان لم يكتمل معها رافض جزء لا يريد ان يراه في نفسه فيها.

والشريك الاكبر لأيمن هو المخرج احمد مدحت الذي قدم نفسه هذه المره بشكل مختلف وبعيد عن تجاربه السابقه كان اقرب وابسط واكثر روحا وقربا للمشاهد وحافظ بشكل كبير علي التكنيك الخاص به وادواته وتفاصيله التي نجحت في خلق عمل متكامل بدرجه كبيره من اصغر مشارك فيه حتي النجوم الكبار تجسد هذا في براعه واحترافيه طارق لطفي التي بدت واضحه من تلون الشخصيه ومرورها باكثر من تحول واقعي ونفسي في الاحداث والاحكام الشديد الذي صنعه في مشاهد القوي والتنافس مع غريمه في الاحداث اظهر طارق قوي متناهيه في الاداء جددت روحه.

وقدمت لقاء الخميسي دراما نفسيه وعصبيه لم تقدمها من قبل بتركيبه شخصيه موجوده في الكثيرات من حولن اجدت بمهاره تجسيد المرحله الاولي وتركيبه الزوجه المنصاعه لكل شيء وبلا هدف سواء بيتها وأتقنت التحول النفسي والدرامي الذي حدث للشخصيه بعد الانفصال عن زوجها قد يكون اصعب اداء نفسي هو الواقع علي شخصيه ليلي لانها انعاكس لكل ما يدور حولها وان كانت النموذج الاطهر في الشخصيات برغم من سلبيتها او ساذجتها التي هي اختيار دفعت ثمنه غالي، مشاعر الامومه في العمل اظهرت نضج انساني وفني من شكل خاص لدي لقاء واعطتها قوة كبيره، ولولا قوة الفعل ما ظهر رد الفعل، والفعل هنا تجسد في الكبير هشام سليم الذي غاب وعاد بظمأ شديد رواه بهدوء و مزاج شديد في شخصيه نادر وتفاصيلها بلا شكل هي شخصيه جذابه ولامعه وبراقه ولكن لمسات.


أضافت خبرة هشام سليم له الكثير والكثير من البريق قوة ادائه وتمكنه من خيوط شخصية نادر هي من اعطت لشخصيه مروان هذا التألق والاحتراف الشديد وظهرت مشاهدهم كمباره مصارعه حقيقه في التمثيل كانت تحسم لصالحهما معا .

وجسدت فيدرا دورها بمنتهى البراعة علي مختلف المستويات من اللحظه الاولي امسكت بزمام الشخصيه وانطلقت معها كما هي بسنت فرس جامح بلا قيد واجادت للغايه في المشاهد التي استدعت معها مشاعر واوجه خفيه لهذه السيده لم نراها في الاحداث بلاشك ان هذا العمل خطوه جديده كبيره لفيدرا , حازم سمير اكد انه ممثل جيد فقط يحتاج للخامه العريضه التي تسمح له والتفاصيل المرسومه بعنايه حتي يستطيع ان يبدع بشكل حقيقي وهذا ما وجده وفعله هنا في شخصيه " هشام " المتلونه من الحلقه الاولي للاخيره دون توقف .

دارين حداد ايضا كانت جيده للغايه متمكنه وواثقه من ادائها الذي قدمته ببساطه شديده الوجه الجديد ريما التي قدمت شخصيه الابنه ادائها كان جيد كأول تجربه تمثيليه لها وان كانت تبدور كثيرا في مشاهد الفلاش باك انها اكبر من عمرها المذكور في الاحداث.

لا يستطيع احد ان يترك الكتابه عن العمل دون ان يدرك موسيقي تامر كروان البديعه التي اضافت وخلفت روح مختلفه لكل شخصيه في العمل موسيقي تامر لم تقل تواجد وجذب ومتعه عن نجوم العمل ما يحسب بشده لاحمد مدحت ايضا هو اختياره الدقيق في اصغر الادوار وحرصه علي وجود دم وروح جديده غير مستهلكه لدي المشاهد وتجلي ذلك في كل الادوار التي تلي ابطال العمل واتوقع ان يخرج منهم الكثير كنجوم شابه ,ويبقي بين عالمين هو رحله بحث كل انسان داخل نفسه عن اختياراته.