حسن راتب: السيسي هو الزعيم الوحيد الذى اتخذ قرارات صعبة دون النظر إلى مدى تأثيرها على شعبيته‎

فى إطار الاحتفال بانتصارات أكتوبر تستضيف قناة "المحور"، غدًا الجمعة، فى سهرة خاصة دكتور حسن راتب، واللواء محمود خلف والفنان محمد ثروت في تغطية خاصة لندوة "مصر والعبور للمستقبل".

 

وأكد د. حسن راتب، خلال كلمته بالندوة، أننا من أبناء جيل نشأ مع الثورة ورضع مع لبن أم شعارتها "ارفع رأسك يا اخى لقد مضى عهد الاستعمار" وصحينا على زعيم اسمه جمال عبد الناصر سواء اختلفنا أو اتفقنا مع حقبته كان زعيم والسادات زعيم وحسنى مبارك زعيم والسيسى زعيم، ولا بد أن نقدر زعمائنا ورموزنا ونحترمهم فجميعهم أبطال.

 

وأضاف "راتب"، اننى كنت طالب فى مدرسة السعيدية الثانوية وكنت رئيس اتحاد طلاب فى عام 1967، وكنا نقوم بتقليد جمال عبد الناصر ونحفظ الخطب الخاصة ومنها فى الأزهر عندما قال "أيه الأخوة لقد فرض علينا القتال، ولكن باسم شعب مصر، باسمكم جميعا أعلن للعالم أجمع أنه لم يوجد من يفرض علينا الاستسلام"، حفظنا خطبه وكلماته وقال "ولادى هنا ما سافروش بره" زعيم حارب مع شعبه وعاش حقبة من الزمان لها ما لها وعليها ما عليها.

 

 

وأوضح اننا عشنا حلم وسمعنا باننا نستطيع أن نغرق إسرائيل فى 24 ساعة واستيقظنا على كابوس اسمه 67، وصحينا على كابوس اسمه سيناء وما حدث بها واريد أن يسمع أبنائى والشباب هذا الكلام، وهذا هو جيلى الذى ارتبط بجينات مصر وعبق مصر ومنهم الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، والذى قال فى عز أزمة النكسة "وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها.. جاها نهار ما قدرش يدفع مهارها يا هالترى الليل الطويل أبو العيون الدبلنين.. يقدر ينسيها الصباح.. ابداً.. بلدنا فى النهار وكنا نشاركهم الحلم وظهر ولاد الأرض والأبطال فى السويس وبورسعيد والإسماعيلية ، وايضًا "يا ريس البحرية يا مصرى.. يا باو العرق مصرى.. يا أبو الكفاح مصرى.. دا بحرنا بحرنا وابن البلد صياد.. ايد للبنا للبنا.. وأيد على الزناد تصطاد.. هنعدى ونحارب.. نفرش رمال الصحرا بالحنا.. ونحنى قلب الأم.. ام الشهيد غنوة".

 

وأشار "راتب"، إلى أن البطولات الكبيرة لولاد الأرض فى تلك الحقبة قاموا بالغناء لرياض وهو رئيس أركان حرب الجيش المصرى واستشهد على  الجسر هو يحارب مثله مثل أي جندى فى حرب الاستنزاف ولا ننسى عندما غنوا له "رياض.. رياض ما ماتش.. الحرب لسه ما انتهاتشى وايضا غنوه له "عضم اخواتنا نلمه نلمه.. نسنه نسنه ونعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر هدية لمصر.. نكتب عليه اسامينا".

 

 وقال "راتب"، أن البطل الحقيقى فى هذه الحقبة الغالية من تاريخ مصر هو الأنسان المصرى واللى جيناته مليانه بالحضارة والوطنية والتضحية انكار الذات، الناس كانت فى ظروف صعبة ولكنها كانت تتحدى.

 

وانتقل راتب إلى عام 1972، وقت أن كانت رئيساً لاتحاد طلاب  ايضاً ووقتها كان الرئيس السادات بطل لهذه الحقبة ورمزيته، وأنا جلست مع السادات 5 ساعات فى القناطر وكان يحكى معانا فى هذا العام والذى سُمى بعام الضباب لانهم كانوا يقولون لنا سنحارب وفى الآخر لا نحارب، ثم بدأت الطلبه عمل مظاهرات وكان الرئيس السادات حكيماً والتاريخ سيسجل أن السادات من أعظم الزعماء فى تاريخ مصر وهذه شهادة حق ولو كان الأمر بيدى لكان خطاب السادات بالكنيست يتم تدريسه فى جميع مراحل الدراسة بمصر لما به من قيمة عالية ومفردات ولغة ثرية ومعانى وطنية وقومية، وهذا الاحساس الراقى لزعيم آمة حضارية قائلاً لهم: لقد جئت إليكم منتصرًا"، فى عقر دارهم مستشهداً بآيات من القران والأنجيل والتوارة وأنا أشرف بأن كان لمصر زعيم مثل السادات.

 

وأكد على اننا فى هذه المرحلة الحالية من عمرالوطن أمام تحديات صعبة وهذه المرحلة لا تقل عن مرحلة 73 بل التحديات الآن أكبر بكثير من المرحلة الماضية، لأن المؤمرات تحاك لمصر من كل مكان وتحت شعار نحن لا نحب نظرية المؤامرة.. لا .. توجد نظريات مؤامرة وما يحدث فى سيناء الآن وأمس وأنا أعيش من 40 عامًا فى سيناء وأنا من واحد من أبناء قبائل سيناء، وما شهدته من تعمير 4 مليون طن اسمنت وخرسانات ولكنى توطدت العلاقة بينى وبينهم واصبحت من أهل سيناء وارتباطى بهم ارتباط قيم ومبادئ وحب للوطن أقوى بكثير من ارتباط الدم، مشيراً إلى اننا اردنا الذهاب إلى تعمير سيناء بعد انتهاء الحرب وضرب مثل لبعض المتطرفين من اليهود عندما دخلو "قرية مميت"، فى العريش مهددين بالانتحار الجماعى بعد الهزيمة ولا يريدون ترك سيناء.

 

وعلق "راتب"، مغتصب ويتمسك بأرضى فأين دورنا وهنا جاء دور الزعيم السادات فى التأكيد على خروجهم من مصر وهناك من الأفلام التى خلدت لتلك الحقبة وأتمنى أن يعاد إذاعتها مرة أخرى.

 

وفى هذه المرحلة عام 1981م، كنت فى السعودية وكان وقتها آخر انسحاب لإسرائيل وعندما شاهدت منظر قرية يميت وانسحاب إسرائيل اقسمت بأن أعود لابنى يميت واعمر سيناء واصبحت الآن "سما العريش"، ثم قمنا ببناء جامعة سيناء ومصانع هناك من أجل التنمية والتعمير في سيناء وطن وعقيدة لنا وحب غالى يرخص فى سبيله الغالى والرخيص والقصة ليست مادية وأنا كان أفضل لى أن أنشى مصنع فى الجيزة من أن أذهب إلى سيناء، ومن حق أهل سيناء علينا أن نعظم دور أهل سيناء ومنظمة سيناء وما قدمته من بطولات فى الحرب وهم من أعطوا المعلومات للجيش المصرى.

 

ووجه "راتب"، نداء إلى الإعلام بإلقاء الضوء على بطولات حرب الاستنزاف والنصر مندهشًا بأنه لا توجد جهة فى مصر اعطت هذه الحقبة حقها من بطولات ولأهل سيناء على وجه الخصوص.

 

واستطرد بأننا أمام تحديات ضخمة اقتصادية وتراكمات لم تكن تعالج وفى الاقتصاد عندما يوجد أي سلعة لها سعرين فهذا فساد وهذه التحديات كان لا بد من مواجهتها بمشرط جارح، وكل زعيم فى الدنيا كان يأخذ قرار كان يقيم شعبيته لدى الجماهير من هذه القرارات، وأقول كلمة حق بأن الزعيم الوحيد الذى لم يرى شعبيته وهو يتخذ بعض القرارات الصعبة هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذي أتخذ قرارت قوية دون النظر إلى مدى تأثيرها على شعبيته، والتاريخ سيسجل هذا وأنه الوحيد الذى واجه التحديات بمشرط الجراح وأصبح هناك إصلاح حقيقى للاقتصاد وهناك سعر واحد للسلعة، وحينما نأخذ الدعم من سلعة مثل البنزين فلابد أن نوجه بعض الملايين للغلابة وهذا دور الحكومات ولا بد من مراعاة البعد الاجتماعى.

 

وقد شهدنا افتتاح العاصمة الجديدة وعلى الرغم من التحديات فقد شهدت حلم جديد نريد أن نتركه لأبناءنا واحفادنا وهذه حقيقة والاقتصاد حلقات متصلة ومصر ستنعم بالخير مع هذه المشاريع العملاقة فالقاهرة تكدست بالسكان وإن خرج من هذا مع زعيم حالم لابد أن نلتف حول قيادة وزعامة، وما يحدث الآن فى مصر نقلة نوعية ولابد أن نلتف حول زعامة ولم يحدث فى العالم أن خرج 30 مليون ليلتفوا حول الزعيم من أجل شعار واحد، ونحتاج إلى شئ من الحكمة فى المرحلة المقبلة ومصر تستاهل أن نضحى من أجلها حتى تعود إلى مكانتها ولدينا المميزات النسبية ما يجعلها أغنى دولة فى المنطقة وعندنا محور قناة السويس من الممكن أن يكون أهم شريان ومحور اقتصادى فى العالم، والعاصمة الجديدة من الممكن أن تكون مستقبل مصر، وبحيرة ناصر الغنية والصعيد الثرى وكل منطقة بها ميزة نسبية، ومصر محروسة وذكرت بالقرأن 5 مرات وربنا سوف ينصر مصر وأهلها وإن شاء الله يجمعنا الله على أرض سيناء بعد أن نقضى على الإرهاب.