ماجد محمود
كتب
ماجد محمود

3 أساب تجعل من الـ "الكنز" فيلم "جيد جداً" وليس "ممتاز"

شاهدت مؤخراً فيلم "الكنز" بعدما قررت الأمتناع عن قراءة أية رؤى نقدية حتى أترك لنفسي فرصة الحياد في الحكم على عوامل الفيلم من قصة وإخراج وموسيقى تصويرية وتمثيل، وكان الشغف الأكبر لدي هو مشاهدة الفنان "محمد سعد" بعد القرار الهام الذي أتخذه فى خلع جلباب "اللمبي وشركاه"، خاصة مع اقتناعي التام بموهبة هذا الفنان الفطرية وقدرته على تجسيد أية شخصية بإتقان يتعدى حدود الأدوار الكوميدية التى قدمها وربما لم يوفق في بعضها مؤخراً.

قد يرى البعض أن مدة عرض الفيلم التى قاربت الثلاث ساعات طويلة بعض الشىء إلا أنني لاحظت العكس تماماُ وهو أن هناك ضغط وربما شىء من "الكروته" فى عرض تفاصيل الحكايات الثلاث التى تدور حولها قصة الفيلم فى ثلاث عصور مختلفة، وخاصة القصة التى يقدمها الثنائي محمد سعد وأحمد رزق التى يلزمها فيلم منفرد لعرض تفاصيلها الممتعة بشكل أكثر وضوحاً.

المخرج شريف عرفة من أكثر المخرجين المتميزين فى إنتزاع أفضل ما لدى الممثل الذي يعمل معه بشكل يفوق توقعات الفنان نفسه، إلا أنه فى "الكنز" ربما يكون قد "تاه" بين القصص الثلاث وتفاصيلها لكن حالفه الحظ مع الثنائي رزق وسعد اللذان قدما "ديو" من التمثيل المقنع والممتع لدرجة أنني كنت أنتظر المشاهد التي تجمعهما فى القصة الخاصة بهما، وكان هذا الثنائي هو السبب الأول فى ترجيح "كفة" الفيلم.

السبب الثاني تمثل فى الموسيقى التصويرية للموسيقار المتميز هشام نزية التى تم توظيفها لتخدم السياق الدرامي وتسلسل الأحداث وعمل بصمة موسيقية خاصة لكل من القصص والعصور الثلاثة ، والأغاني التى كتبها الشاعر الأستثنائي أمير طعيمة وقدمتها المطربة نسمة محجوب، والمبتهل إيهاب يونس.

قدم الفنان محمد رمضان أداء إستثنائي لم يقدمه فى أي عمل قدمه من قبل، حيث أقتنع قبل أن يقنع الجميع أن لديه مقومات الممثل الشامل الذي يستطيع التأقلم في أي قالب تمثيلي يسند اليه، وساعدته الفنانة الموهوبة بالفطرة "روبي" في تقديم حالة خاصة لمست مشاعر كل من شاهد الفيلم، ويعتبر هذا الثنائي هو السبب الثالث فى نجاح "الكنز" وحصوله على تقييم جيد جداً .

أما الأسباب التي لم تجعل من الكنز فيلم "ممتاز" فتتمثل فى عدم وجود مساحة كافية لسرد كل قصة بتفاصيلها الكاملة، وهند صبري التى لم تكن في أفضل حالاتها وعدم أقتناعي بالشخصية التى تقدمها وربما يكون للملابس والديكور الخاص بقصتها دوراً فى عدم أقتناعي بدورها في الفيلم، وشخصية "هاني عادل" التي لم تكن مقنعه بالمرة، وأخيراً المونتاج الذي تسبب فى عدم أكتمال بعض المشاهد وقطعها بشكل أفسد السياق الدرامي للفيلم.