رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

الأوراق السرية فى حياة الصنايعى الكبير "محمد الباز"

اختلفت أو اتفقت معه، فلا يستطيع أحد من العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة أن ينكر مهنيته، فهو التلميذ النجيب لجيل العمالقة من أصحاب الموهبة الحقيقية، وأستاذ لجيل جديد يحاول "لملمة" ما تبقى من مهنية، إنه الدكتور محمد الباز " الصنايعى" الماهر، الذى استطاع بموهبته وقلمه الرشيق أن يصنع تجارب صحفية أثبتت وجودها على مر سنوات طويلة، ولم يكتف بذلك بل إنه استطاع انتشال بعض الصحف التى فقدت شعبيتها ومهنيتها لاستعادة مكانتها مرة أخرى مثل "الدستور" التى كانت من أهم الصحف أثناء تولى الأستاذ إبراهيم عيسى رئاسة تحريرها إلى أن تحولت إلى نشرة على يد مالكها الجديد، حتى اعتلى رئاستها "الباز" ليمحو من ذاكرة قارئها ست سنوات من الضياع المهنى. 

محمد الباز، ليس نبيا معصوما من الخطأ، فكل إنسان له ما له وعليه ما عليه، ولكن المهنية فى عمله هى ما تجعله رائدا فى مجاله، أو بلغة أهل المهنة "يعمل من الفسيخ شربات". 

محمد الباز، لا يتصف فقط بالمهنية فى كتاباته، بل لديه ملكة خاصة فى إدارة فريق كامل من المحررين الشباب بكفاءة عالية، تجعل العمل معه له طعم خاص، وهى المهمة التى لا يستطيع أى صحفى القيام بها، وما أكتبه هنا بناء على تجربة صغيرة لى معه لم تتعد بضعة أيام فى صحيفة الفجر عام 2009، ولم أكمل معه تجربة إبداعه لانتقالى إلى إحدى الصحف الناشئة لرئاسة قسم الأخبار، ولكنى ظللت أتابع "الباز" من خلال كتاباته فى الفجر وغيرها، والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أننى كنت أتعلم من كل كلمة يكتبها، حتى لم أعد أشترى "الفجر" منذ أن تركها لينتقل إلى "البوابة نيوز". 

انتقال "الباز" إلى شاشة التليفزيون من خلال برنامج 90 دقيقة، المذاع عبر فضائية "المحور" خطوة جديدة يستكمل بها مشواره، الذى بدأه كبيرًا فى بلاط صاحبة الجلالة، فهو دائمًا يحسب خطواته قبل البدء فى أى مشروع لأنه يعلم جيدًا أنه كبير، ولذا لا يمكنه أن يغامر بقامته المهنية فى عمل فاشل، أو مهدد بالفشل.  

هذه الكلمات لا تعطى "الباز" حقه، فى المهنة، بل يحتاج إلى كتابة عميقة وضخمة بحجمه المهني، فهو يعلم جيدا أن له أعداء.. ويصل له فى أحيان كثيرة ما يقال عنه فى جلسات النميمة من كارهى النجاح، خصوصا من الفاشلين الذين لا يجيدون سوى الجلوس على أرصفة المهنة، التى لفظتهم لقصر قامتهم، ولا يعتد بهم فى صفوف المبدعين، لكنه لا يلتفت إلى ما يقال ويسير فى دربه لاستكمال مشواره المهنى، كأستاذ لأجيال من الصحفيين الشباب الذين وهبوا أنفسهم لصاحبة الجلالة. 

وختاما.. السطور السابقة فى حب الباز المبدع، وليس تملقًا لشخصه، كونى لا تربطنى به أى علاقة شخصية، ولم أعمل معه سوى أيام قليلة، ولكنها شهادة حق من تلميذ فى حق أستاذ تعلمت وبالطبع أستكمل تعليمي.