محمد فودة يكتب.. ياسر جلال.. الإبداع حينما يأتى فى وقته


لم أستغرب حالة الإبداع التى بدا بها الفنان ياسر جلال فى مسلسل ظل الرئيس منذ بداية عرضه أول شهر رمضان المبارك، والسبب أننى أعرف ياسر جيدا وأدرك موهبته الحقيقية وقدراته الإبداعية التى كانت تنتظر عملا قويا ودورا مناسبا يفجر طاقاته ليثبت أن الأفضل والأهم والأول فنيا بشهادة الجمهور، فالمشاهد العادى فى الشارع لا حديث له إلا عن ظل الرئيس  وأحداثه التى لا ينقصها التشويق والإثارة، وأداء ياسر جلال فى العمل الذى انتقل به إلى مرحلة البطولة المطلقة وتمكن به من لفت الأنظار إليه وجذب المشاهدين.

استطاع ياسر جلال أن يتمكن بقوة من مفاتيح شخصية "يحيى نور الدين" التي يجسدها في الأحداث، فقام بدراسة شخصية رجل الأعمال الذي كان يعمل في الحراسات الخاصة بالرئيس قبل أن يتحول إلى مجال العمل الخاص، إلا أنه يتعرض لعملية اغتيال يروح ضحيتها زوجته وابنه، وهو ما يتسبب في انقلاب الأحداث، وانتهز ياسر الفرصة ليتقن الدور ويلبس الشخصية فحقق نجاحا منقطع النظير.

أكرر ما قلته إننى لم أتفاجأ بموهبة ياسر ولكننى لا أنكر أن النجاح الذى حققه فاق كل التوقعات، فقد كان مشروع بطل في مهم فى السينما قبل سنوات، إلا أن اختفاءه لفترات ربما لم يأتِ فى صالحه ، فعل الرغم من موهبته الشديدة كممثل، والتى تفوق موهبة نجوم نالوا شهرة أكبر منه إلا أننى أراه قصير النفس يتوارى فى فترات مهمة فيبتعد، وابتعاده لا يكون فى صالحه، قد يكون سببا فى ووقع الظلم عليه خلال السنوات الماضية .. نعم لقد ظلم ياسر كثيراً لأنه يستحق أكثر مما هو فيه من شهرة وفرص تأتيه بين الحين والأخر.

وهنا لابد أن أشيد بالمنتجين محمد محمود عبد العزيز ويمون مقار اللذين أقدما على خطوة إنتاج المسلسل لياسر، وراهنا عليه، بل أعتبرها مخاطرة منهما، وفى نفس الوقت أحيى كل منهما وكل من شارك فى خروج هذا العمل المميز للنور.

برغم السلبيات الكثيرة التى اتسم بها هذا الموسم الدرامى إلا أننى أرى أن الإيجابية الحقيقية هى أن النجومية التم لم تضئ أنوارها على كبار النجوم فقد أضاءت نجومية الشباب وعلى رأسهم ياسر جلال الذى انتقل لنجوم الصف الأول بعد أن أعيد اكتشافه، وكأنه يولد من جديد،  لنراه نجماً مختلفاً، يحمل طاقات فنية لم نرها فيه طوال رحلته الفنية. 

إثبات ياسر جلال فى ظل الرئيس  أنه فنان محترف جداً، قادر على الإبهار وسرقة الكاميرا من النجوم الذين يعمل معهم يحمل كل مقومات البطل بكل معنى الكلمة
السؤال الذى يطرح نفسه الآن.. وماذا بعد؟.. ماذا بعد أن نضج ياسر أكثر فنياً، ؟ فالمشكلة ليست فيه، ولكنها غالباً ما تكون في الأعمال التي تُعرض عليه، والنظرة التي يراه فيها المخرج قائد العمل، وهو القادر على إخراج طاقات كثيرة من الممثلين، وعلى قراءتهم ومعرفة مستوى موهبتهم، إذن فالإجابة تكمن فى توافر عمل جيد ومخرج صاحب رؤية يستطيع إخراج الطاقات الكامنة وتوظيفها ليقدم أفضل ما لديه، وأتمنى لياسر أن يجد الاثنين فى كل أعماله المقبلة حتى يكون سببا فى امتاعنا وإبهارنا.

وفى النهاية أؤكد أن «ظل الرئيس» يعد من أنجح مسلسلات رمضان أن لم يكن أنجحها، وياسر جلال يستحق أن يقف في مقدمة النجوم خلال هذا الموسم الدرامى الرمضانى، فقد اجتهد كثيراً وتعب كثيرا ووصل إلى قمة الأدا بعمق موهبته.