محمد فودة يكتب.. رسالة من محب لمحمد رمضان: ثقه فى الله هدوء

لأننى أعرف محمد رمضان جيدا وأثق فى موهبته فسأقسو عليه فى مقالى هذه المرة، وكنت ممن يمتدحونه ويعجبون باجتهاده وكفاحه وإصراره على النجاح دائماً وأعتبر نفسى من مشجعينه الدائمين. فى البداية أقول لمحمد رمضان: ثقة فى الله هدوء.. فكما لك لزمة شهيرة تقول فيها : ثقة فى الله نجاح، فإننى أذكرك أيضاً: ثقة فى الله هدوء.. هدوء من العنفوان الذى قد يجعلك تخسر ما حققته من نجومية ونجاح وشهرة ومال.

 فبقدر ما يملك محمد رمضان من موهبة فنية واضحة وجماهيرية مًتصاعدة، فإنه لا يملك الحنكة أو العقلانية التى يدير بها أمور حياته المهنية، فلديه أيضاً قدرة كبيرة وغير مفهومة على الدخول في صراعات وقضايا ومشاكل لا مبرر لها، وذلك على مدى سنوات من تاريخ عمره القصير فى الفن. فلم يستطع الالتزام مع منتج بكلمة أو مع رئيس قناة مما أضاع عليه فرصا عديدة للتغيير والاختلاف عما قدم من قبل من أعمال متشابهة وضع فيها نفسه فى قالب واح، بينما هو يستطيع بموهبته أن يقدم مئات الوجوه والشخصيات المغايرة.

 برغم إيمانى بموهبة رمضان إلا أننى لا أستطيع أنكار أخطاء وقع فيها فى الفترة الأخيرة منها ابتعاده عن معايير المهنية وأصول العمل الدرامى واحترافية الفنانين الكبار، ليجعل من نفسه ظاهرة أخشى أن تنتهى ستنتهى كما انتهى غيره، والسؤال المحير هو ماذا يريد محمد رمضان ؟ فتارة يستعرض بسياراته ذات الماركات العالمية ليستفز الجمهور، وتارة يوقع بالملايين لعدة منتجين وعدة قنوات فى وقت واحد ولا يلتزم، وتارة يستعرض بأجره العالى، ووسط كل تارة وأخرى أتمنى فى نفسى أن يهدأ رمضان من أجل فنه ومحبيه. اللهم لا حسد وأمنياتي لمحمد رمضان دائماً بأن يزيده الله من خيره لأننى أعلم شخصيا الخير الذى يقوم به وأفعال الخير المستمرة له فى اتجاهات عديدة وهو ما يجعله فى نظرى نموذج يحتذى به فى العمل الاجتماعى والخيرى.

 حصر محمد رمضان نفسه وموهبته فى قالب البلطجة بالرغم من قدراته الفنية التى كان عليه استغلالها بشئ من الذكاء حتى يستطيع الاستمرارية، وأخشى ما أخشاه أن يفقد جمهوره بظهوره الكثير بشكل استعراضى بداعى وبدون داعى . ونصيحتى الخالصة لمحمد رمضان أن يعى أن لديه موهبة حقيقية وعليه الحفاظ عليها، وأن يطور من نفسه ليظهر قدراته الإبداعية التى أعلم أنها نادرة، خاصة أننا أصبحنا أمام ندرة فى المواهب الفنية الشابة، وعليه أيضاً أن يستفيد من النجاح الذى حققه ليضيف إليه لأنه يستحق أن يعلو ويعلو بموهبته ليسعدنا بأعمال جديدة لأننى أسعد شخصيا بنجاحه. وننتظر منك نجاحا جديدا بفيلمك المقبل فى عيد الفطر المبارك، وأيضا ننتظر منك هدوءا ثقة فى الله.