(فى ذكرى رحيله).. تعرف على حكاية "الحقن وحلة العدس" مع الضاحك الباكي "إسماعيل ياسين"

في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 1972، غادر عالمنا الفنان إسماعيل ياسين، الذى كان ثاني اثنين في تاريخ السينما أنتجت لهما أفلام بأسمائهما بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام «إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، وإسماعيل ياسين في متحف الشمع، وفي الجيش، وفي البوليس، وفي الطيران، وفي البحرية، وفي مستشفى المجانين.. وغيرها».

وساهم «ياسين» في المسرح الكوميدي بأعمال متميزة وكون فرقة تحمل اسمه ظلت تعمل على مدى 12 عامًا من 1954 حتى 1966 قدم خلالها أكثر من 50 مسرحية وبدءًا من ١٩٦٠ تدهورت صحته وبدأ يضطر للمشاركة في أفلام دون المستوى، وسافر للبنان للمشاركة في بعض الأفلام هناك وعاد للقاهرة في 1968 ليقدم فيلمين هما «عصابة النساء»، و«طريق الخطايا»، ثم توقف عن العمل طوال السنوات الأربع الأخيرة من حياته وثقلت عليه الديون حتى مات بأزمة قلبية في 24 مايو 1972 بعد مشاركته في آخر أفلامه «الرغبة والضياع».

عداوة مع الحقن 

ذكر الفنان الراحل إسماعيل ياسين، في مذكرات يوم الثلاثاء الخاصة به، والتي تم نشرها في بعض الجرائد وقتها، معاناته مع الحقن والتي كان لا يفضلها وكانت تصيبه بالرعشة فور رؤيتها.

إسماعيل ياسين قال: «إن الثلاثاء يوم عصيب، حضر الطبيب المداوي وقرر أن الشفاء بالحقن، وليس بيني وبينها أي تفاهم، يكفي أن تأتي السيرة حتى أبسمل وأرتعش وأغرق في عرقي، ما بالك من أن الواجب يحتم علي أن أحضر عملية الحقن، فالمريضة هي الزوجة العزيزة ولا مفر من التسليم بأمر الواقع، الواقع على دماغي وقد كان وهات يا عرق وخد يا ارتعاش، ارتعاش يموت من الضحك وشر الإبر ما يضحك وأشر منها أن يكون للمرتعش ابن مافيش على الحجر غيره».

وأضاف: «وفيه من أبيه الخوف من الحقن، وليس هذه فقط بل وفي البيت تليفون أيضًا لا يسكت له حس، عايزين الأستاذ الذي هو أنا في الأستوديو، والأستوديو بالنسبة لي هو الطابونة التي استورد منها لقمة العيش، فلا يعقل أن أتأخر عنه، وقد كان وأسرعت إلى الطابونة، أقصد الأستوديو العفو الحقيقة الاستوديوهات».

وفي استوديو الأهرام تقمصت شخصية رجل فقير لمدة أربع ساعات، وفي أستوديو النحاس تقمصت شخصية ابن باشا لمدة ثلاث ساعات وفي استوديو ناصيبيان تقمصت شخصية العامل المرح، ثم تقمصت على البيت لا تقمص شخصية المروض خفيف الحركة خفيف العقل، وكان يوم وهكذا».

حلة عدس 

زيارته الأولى للقاهرة لم تُكلل بالنجاح بل على العكس أحسّ نجم الكوميدي إسماعيل ياسين بصعوبة اقتحام عالم الفن والغناء، ولكن موهبته كانت كبر من أن يتجاهلها، فعاد مرة أخرى إلى شوارع عماد الدين ولكن بخطة مُحكمة.

إسماعيل ابتاع بدلة «سموكنج» مستعملة بـ50 قرشًا؛ حيث كان معتادًا في تلك الفترة أن المونولوجست الشهير يرتدي مثل هذا النوع من الملابس، وتوجه إلى إحدى المقاهي الشهيرة بشارع عماد الدين حيث تجمُع المؤلفين والملحنين.

وهناك اشترى من أحد المؤلفين مونولوج تقول مقدمته «يا حلة العدس الدافي.. تسلم إيدين اللي غلاكي»، وكان المونولوج على وزن أغنية محمد عبدالوهاب «يا وردة الحب الصافي»، وبعدما أجاد حفظ الكلمات واللحن توجه لإحدى صالات الغناء، وأقنع صاحبها بالغناء.

مدير الكازينو أعجب بحضور "ياسين" وخفة ظله ووافق على تعيينه مقابل 4 جنيهات في الشهر، فتبسم له الحظ للمرة الأولى منذ مولده، كما التقى المحامي خليل حمدي المغرم بالفن، والذي أثنى على موهبته وتلقائيته، وقدمه لأصدقائه من أصحاب المسارح والصالات.