"في ذكرى رحيله".. ماذا قال محمد رشدي فى جنازة بليغ حمدي

مثلت أغانيه ميلادًا جديدًا وقويًا للأغنية الشعبية الحقيقية المعبرة عن الهوية المصرية، إنه المطرب الشعبي محمد رشدي، الذى تواكب اليوم ذكرى رحيله ٢ مايو ٢٠٠٥ فلقد غادر عالمنا فى مثل هذا اليوم عن عمر ناهز ٧٧ عامًا بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان يعانى من فشل كلوي.

ظلّ الفنان محمد رشدي يعترف بالفضل الأول في نجاحه للملحن بليغ حمدي، الذي ساعده كثيرًا في مسيرته الفنية بمجموعة مميزة من الأغنيات الشعبية، إلى الحد، الذي جعل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يغار من نجاحه بل ويقدم لأول مرة على تقليده وأداء اللون الشعبي.

"رشدي"، وفقًا لما جاء في مذكراته الشخصية، كان يعمل على تهيئة كافة الظروف لـبليغ لكي يبدع في ألحانه؛ وقام بتصنيع «عود» مخصوص له ذو قصعة منتفخة قليلًا، عكس الآلات التقليدية «أنا عملت العود ده مخصوص عشان بليغ، كان عنده كرش بسيط، والعود الكبير بيضايقه، وكان يمسك العود ده عشان يحفظني لحن، ولو فرض وهو عندي شبكت معاه حاجة جديدة في اللحن، أقول له العود اللي بيريحك مش موجود، عشان كده عملت له عود مخصوص».

وفي جنازة "بليغ" وصف "رشدي" ذلك المشهد بقوله «وإحنا في العزاء، كان جنبي الملحن كمال الطويل، الذي لفتت نظره الزحمة، ناس كتير من كل صنف ولون، فسألني: إيه الحكاية يا محمد؟، قلت له الناس يا كمال، اللي يعيش للناس عمره ما يموت جواهم، وبليغ عاش للناس يا كمال، فرد كمال: عندك حق.. بليغ في موته بيرد لنا كلنا الاعتبار».

وتذكر رشدي مواقفه مع بليغ، فقال أنه تعرض ذات يوم لازمة صحية حادة وتعرض لنزيف حاد، فقام أولاده بالاتصال بـ«عمهم بليغ» قائلين: «يا عمو بليغ ألحقنا»، فحضر على الفور وقام بحمله، رغم جسده الضئيل وظروف مرضه الصحية، متجهًا إلى أقرب مستشفى وأنقذ حياته.