رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

فى يوم مولدها.. الملفات السرية فى حياة "أم العواجز"

مدد يا أم هاشم.. يا أم العواجز.. ياحفيدة رسول الله.. يا بنت الأكرمين.. سلام بعطر الشهداء للسيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها. 

السيدة زينب هى ابنة الإمام على بن أبى طالب، ووالدتها السيدة فاطمة الزهراء، وشقيقة الحسن والحسين.. واحدة من أطهر نساء الأرض وأعظمهن، لها الكثير من المواقف المشرفة فى الوقوف ضد الحاكم الظالم الذى استباح دماء المسلمين من أجل حُكم دنيوى زائل، فسطرت تاريخاً من نور، فهى سليلة بيت النبوة التى لا تخشى قول الحق فى وجه طاغية . 

جاءت عقيلة بني هاشم إلى مصر عام 61 هجري بعد مقتل أخيها الحسين في موقعة كربلاء، ومكثت بها عام واحد، ثم وافتها المنية ودفنت بمصر، حسب الكثير من المؤرخين الثقاة. 

ولدت السيدة زينب سنة 6 هـ، ويكبرها الحسن والحسين، ويصغرها أختها أم كلثوم، أسماها رسول الله باسم ابنته الكبرى زينب التي كانت توفيت قبل مولدها بقليل.  

تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت أربعة بنين هم: محمد وعون وعليٌ وعباس، و بنتان هما: أم كلثوم وأم عبد الله، وتوفي الرسول صلى الله عليه و سلم وهي في الخامسة من عمرها، ثم لحقت به أمها فاطمة بعد وفاته بستة أشهر.  

عاصرت السيدة زينب حوادث كبرى مرت فى تاريخ الدولة الإسلامية، منها قتل والدها الإمام على رضى الله عنه، واستشهاده بطعنة غادرة .  

كما رأت استشهاد شقيقها سيد شهداء الجنة الإمام الحسين رضى الله عنه بعد خروجه وأهله ومنهم أخته زينب من المدينة سرًا، متجهين إلى الكوفة بعد أن وصلتهم رسائل أهل الكوفة تدعوهم إلى القدوم، وتتعهد بنصرتهم ضد الأمويين، إلا أن الخيانة كان لها دور كبير فى استشهاد شقيقها وابنها عون ومعهما ثلاث وسبعين من آل البيت والصحابة وأبنائهم فى معركة كربلاء عام 61 من الهجرة.  

وسيقت زينب ومعها سكينة وفاطمة بنتا الإمام الحسين وبقية نساء آل البيت إلى حاكم الكوفة الأموي عبيد الله بن زياد، وقد وضعوا رأس الإمام الحسين في مقدمة الركب. 

ودخلت السيدة زينب الكوفة في ركب الأسيرات، ووقفت الجموع محتشدة تشهد هذا الركب الرهيب، فنظرت إليهم السيدة زينب وألقت خطبة مؤثرة قالت فيها:" أما بعد يا أهل الكوفة، أتبكون ؟ فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة! إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا ساء ما تزرون، أي ولله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلاً، فقد ذهبتم بعارها وشنارها، فلن ترحضوها بغسل أبدا.. و كيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة ومعدن الرسالة، ومدار حجتكم ومنار محجتكم، وهو سيد شباب أهل الجنة؟ لقد اتيتم بها خرقاء شوهاء !.. أتعجبون لو أمطرت دمًا؟ ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم، أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.. أتدرون أي كبد فريتم، وأي دم سفكتم، وأي كريمة أبرزتم؟.. لقد جئتم شيئًا إدًا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًا". 

وسألها الخليفة الأموى يزيد بن معاوية عن المكان الذي تختاره لإقامتها فاختارت المدينة المنورة، ولكن وجودها في المدينة أجج نيران الثورة ضد الخلافة الأموية، فأمرها والي المدينة بالرحيل عنها، فاختارت مصر لتقيم فيها. 

ووصلت السيدة زينب بنت علي إلي مصر في شعبان عام 61 هـ، وخرج لاستقبالها جموع المسلمين وعلي رأسهم والي مصر الأموي مسلمة بن مخلد الأنصاري، وأقامت السيدة زينب في بيت الوالي حتي وافتها المنية بعد عام واحد من قدومها إلي مصر يوم 14 رجب 62 هـجريا، و دفنت في بيت الوالي، الذي تحول إلى ضريح لها. 

عُرف عن السيدة زينب تحليها بالعلم والتقوى، والشجاعة والإقدام، والبلاغة وقوة البرهان، ووقفت أمام والى البصرة، المعروف بقسوته عبيد الله بن عباد وأخذت تسفه كلامه وتتوعده بعذاب الله غير عابئة بالموت الذي قد يأتيها في أي لحظة من قاتل أخيها وقاتل عترة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتضنت ابن أخيها علي زين العابدين حين أراد عبيد الله أن يضرب عنقه و قالت: "ولله لا أفارقه، إن قتلته فاقتلني"، فخلي عبيد الله سبيل الغلام وتركه يرحل مع النساء إلى دمشق. 

كما أوقفت الحاكم الدموى يزيد بن معاوية وهو يعبث بقضيب في يده برأس الإمام الحسين، فأسمعته كلاما فيه من البلاغة وقوة الحجة والشجاعة ما شق عليه، وسارع بإرسالها ومن معها إلى المدينة المنورة.